ولم تكن الحركة الإصلاحية الاطفيشية حكرا على منطقة مزاب، حيث كان الشيخ ينشر الوعي ويلقي الدروس التوجيهية في المدن التي مرّ بها خلال رحلتيه إلى الحج، ومن هذه المدن: الأغواط، الجلفة، بوسعادة (زاوية ومعهد الهامل)، المدية، البليدة، الجزائر العاصمة، برج بوعريريج، قسنطينة، عنابة، قالمة، باتنة، بسكرة، تقرت، وكان أعيان هذه المدن يستقبلونه بحفاوة وهو بدوره يلقي خطابات تكشف السياسية الاستعمارية، وتبث الوعي بالقضية الوطنية (¬2).
وفي إطار نشاطه الإصلاحي؛ الذي كان يهدف من وراءه إلى التحرر من الاستعمار أنشأ القطب معهدا للتدريس في بني يزقن عام 1837؛ فتخرج على يده الكثير من الطلبة الذين أصبحوا فيما بعد من أهم العلماء والشخصيات المناضلة والمجاهدة، وانتشروا في مختلف مناطق العالم الإسلامي، ونذكر منهم:
- سليمان باشا الباروني النفوسي (1870/ 1940): وهو من زعماء النهضة الحديثة بليبيا.
- سعيد ابن تعاريت: من شيوخ جزيرة جربة.
- ابراهيم أبو اليقظان (1888/ 1973م): من أعلام الجزائر في العصر الحديث، ترأس أول بعثة علمية جزائرية إلى تونس سنة 1914، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وله حوالي 60 مؤلّف، بالإضافة إلى إصداره لثماني جرائد وطنية.
- أبو اسحاق اطفيش (1886/ 1965): من أعلام الجزائر والعالم الاسلامي، عالم، سياسي ومجاهد، من مؤسسي حزب الدستور التونسي، ومؤسس مجلة المنهاج بمصر.
- بابكر بن الحاج مسعود (ت1928م) قاضي بالمحكمة الإباضية بغرداية.
- صالح بن عمر لعلي (1870/ 1928): يعتبر خليفة القطب في النهضة والإصلاح.
¬__________
(¬1) عبد الرحمن حاج ابراهيم وحاج أحمد كروم، المرجع السابق، ص116.
(¬2) عبد الرحمن حاج ابراهيم، نفسه، ص117.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق