ثم بعد أن أمَّن الناس حافظاً أرزاقهم وأعراضهم، ولَّى على القيروان عبد الرحمن بن رستم ورجع إلى طرابلس، ودامت ولاية ابن رستم سنتين اثنتين ذاق المسلمون فيهما بالقيروان وبأفريقية كلها طُعم الأمن، وعرفوا معنى العدل، وأدركوا لأول مرة تقريباً طعم العيش الكريم في ظل الحكم الإسلامي النظيف) (1)
ثم تحدَّث عن دور الإباضية عموماً في بلاد المغرب فقال: (والواقع أن الإباضية قد تمكنت من فرض وجودها التاريخي فحقَّقت عزًّا دينيا ذا بال بقيت آثاره إلى اليوم في أتباعه الذين يعيشون بيننا، التزموا خدمة الدين ومقاومة البدع والرذيلة، حازمين في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، كما حققت مجداً سياسيا كان له شأن في تاريخ الإسلام بالمغرب العربي) (2)
الأستاذ الفاضل الشيخ محمد شحاته أبو الحسن الذي يقول: (
أنا لا أحابي أحداً في موقفي هذا، ولكني أقول إن أصحاب هذا المذهب الذي تجنَّى عليه البعض، أكثر منَّا تسامحاً واستجابة لأمر الله سبحانه بالتآلف، فقد عشت بين أظهرهم، أقوم بتدريس مادة التفسير في معهد القضاء الشرعي ما يزيد على اثني عشر عاماً لم أجد ما يكدِّر الصفو، ولا ما يحملني على قولٍ بعينه دون دليل، رغم الاختلاف في بعض المسائل، وكنا أنا وطلابي والعلماء الأجلاء في المذهب نتبع الدليل الأقوى) (3)
__________
(1) المرجع السابق ص108/ 109
(2) نفس المصدر ص110
(3) رسالة بعنوان " بيان للناس " لم تزل بخط المؤلف لم تطبع بعد ص4.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق