104 العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني الصفحة - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الجمعة، 18 يونيو 2021

104 العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني الصفحة




إنهم لكاذبون} فلما قال: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} وقعت عليهم الشهادة بالكذب في شيء آخر لكسر إنّ. واستدلوا أيضا بقول الله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين} / إلى قوله: {بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}. فلما أخبر عن الوعد باللسان وعاقب وعقب بالنفاق في القلب علمنا أنما سلبهم الإيمان الذي يكون في القلب عقوبة لهم ولن يستقيم الإيمان والنفاق في قلب واحد. و"قال" الآخرون: قد يصح النفاق في القلب ويقاوم لأن هذا الإيمان دغل وغش في قلوبهم إلى المؤمنين. وليس لمن أثبت لهم الشرك آية في القرآن أعظم من هذه والتي قبلها: {إذا جاءك المنافقون} وباقي الآيات عليهم لا لهم. والذين قضوا بالضمير تعسّفوا لأنهم لا يتوصلون إلى الإعتقادات إلا بنصوص الشارع والذين قضوا بهذا قد أبعدوا عن أنفسهم أسباب الشر لكنهم هدموا/ قاعدة الخوف وسهلوا طريق الجنة. والذين قالوا أنه في الأفعال عظموا أسباب الخاف فهم أحزم. والذي عندي أن النفاق ما قدمناه أولا أنه في الأفعال ولا يستحيل صرفه في الوجهين جميعا. وليس لنا أن نتحكم على الشارع في الأسامي، وإنما الشأن في الأحكام وهؤلاء الذين حكموا في الأفعال على المنافق لم يختلفوا مع هؤلاء الذين أثبتوه في الإعتقادات إلا في أشياء نزرة. فمن سمّاه مؤمنا وأجرى عليه الحدود كما أجراها عليه من سماه منافقا وقد اتفقا ولم يتفقا. فأما الذي قال إنه مؤمن من أهل الجنة، والقائل بأنه منافق من أهل النار ها هنا تقع الديانات ويقع التفاوت في الإعتقادات وقد قال عليه السلام: «علامة المنافق إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا/ وعد أخلف». والحديث الصحيح الذي أخرجه الصحاح أن رسول الله عليه السلام قال: «أربع من كنّ فيه أو واحدة فهو منافق حقا وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، من إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر» فهذا النص في موضوع النزاع. وروى عن حذيفة بن اليماني أنه قال: إنما كان النفاق على عهد رسول الله عليه السلام وأما اليوم فقد كفروا كفرا مبينا. فهذا الفصل فيما بين المذهبين حين أثبت حذيفة الكفر في الأفعال فليقولوا في النفاق ما شاءوا. وإنما عزاهم إلى الكفر من أجل بجحهم به والجاهرة به. وإنما اختلفوا في الكبير هل هو نفاق ظاهر أو باطن لا غير.
وغرضنا أن يكون الكبير كفرا، فمن منعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *