16 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة

فالمزابي يمنح من أجل مئات من الفرنكات عقارا يبيعه فيما بعد بغلاء فاحش، فالمقتضي للعقار عن طريق الشراء، المتحمس لكل امتياز، يتوجه إلى المزابين الذين يقرضون الأهالي والذين أرغموهم على البيع بالمزاد العلني ... وهذه المهمة كان يقوم بها المالطيون والميزابيون واليهود، وشيئا فشيئا كونوا ملكيات ممتدة عن طريق أجزاء صغيرة أو الملكيات المباعة في المزاد العلني، وكان اليهود يعملون دور المخفضين حينما لا يعمل لحسابهم الخاص، فرجال الأعمال واليهود خاصة هم الذين استفادوا من هذا القانون ... في الحقيقة إن تجريد العربي من ملكه من طرف المزابي اليهودي كان يتم وشائع قبل الغزو الفرنسي، لكن من حين لآخر، لكن الاحتلال الفرنسي وفر الحماية لليهود، وكان يسمح لهم بالارتزاق والاغتناء بشكل شرعي أو غير شرعي من تجارتهم مع المسلمين، وكأنه من أجل اليهود باشرت فرنسا احتلال الجزائر». (28)
مشروع تعديل قانون الملكية العقارية بالجزائر
تقدمت به لجنة الجزائر التي كلفت بدراسة الملكية العقارية بها، وخصصت له لجنة أخرى كلّفت بفحص ودراسة التعديلات المقترحة من طرف لجنة الجزائر، رفع باسمها فرانك شو?و تقرير حول هذه المقترحات والتعديلات، وتقدم من خلالها النائب جاك بيو بمشروعه القاضي بتعديل المواد 457– 458– 459– 466 من القانون المدني الخاصة بميراث وبيع أملاك القاصر.
تمت مناقشة هذا المشروع أمام مجلس الأمة يومي 15، 16 فبراير 1894. لقد تعرض مناقشو هذا المشروع إلى أهم المراحل التي مرت بها الملكية العقارية بالجزائر، وانطلقت اللجنة من التشريع الإسلامي نفسه، وهو أن إحياء الأرض الميتة أساس من أسس انتقال الملكية العقارية لمن يحييها، وأن حق الشفعة (29) والرهن (30) لتحريم القروض الربوية خلق نوعا من الغموض والفوضى في بلد لا يملك سجلات، أرشيف ومؤسسات الحالة المدنية.
والمشروع يسعى في مواده لإيجاد حلول لكل نقائص قانون 1873.