البوسعيديون حكام زنجبار لعبد الله الفارسي موافق للمطبوع - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الاثنين، 10 يناير 2022

البوسعيديون حكام زنجبار لعبد الله الفارسي موافق للمطبوع

 





عنوان الكتاب: البوسعيديون حكام زنجبار
المؤلف: عبدالله بن صالح الفارسي (قاضى قضاة كينيا)
ترجمة: محمد أمين عبدالله
الناشر: وزارة التراث القومى والثقافة، سلطنة عمان
طبع: مطابع سجل العرب
تاريخ الطبع: 1982
الطبعة: الثانية
العدد الثالث
[ترقيم الصفحات موافق للمطبوع]
سلطنة عمان
وزارة التراث القومى والثقافة
البوسعيديون حكام زنجبار
[ترقيم الصفحات موافق للمطبوع]
ألفه بالانجليزية
الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي
(قاضى قضاة كينيا)
العدد الثالث
(1/1)
سلطنة عمان
وزارة التراث القومي والثقافة
البوسعيديون
حكام زنجبار
ألفه بالانجليزية
الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي
(قاضى قضاة كينيا)
الطبعة الثانية
(1/2)
(ترجمه إلى اللغة العربية محمد أمين عبدالله)
(1/3)
- مدة ولايته الحكم باليوم والشهر، ان أمكن، ووزر اؤه، وهيئة سكرتاريته.
- أمواله، وأسماء الذين تولوا أمانة هذه الأموال، ايراداته.
- هيئة قضائية فى زنجبار وبمبا.
- قادته العسكريون.
- بعض الشخصيات الهامة فى زنجبار على عهده.
- القناصل البريطانيون فى عهده.
- أين عاش فى فترة حكمه وقبلها.
- رحلاته الخارجية.
- أساليبه فى حفظ السلم فى بلده.
- الحروب التى وقعت على عهده.
- الأحداث التى وقعت فى زنجبار على عهده.
- نوابه فى فترة غيابه.
- أسطوله التجارى والحربى وقادة أسطوله.
- وفاته وتاريخها باليوم وبالشهر.
(1/4)
الأشياء التى خلفها بعد وفاته.
ولا أعتقد أن هذا الترتيب قد اتبعه واحد فى كتابة تاريخ زنجبار، ولهذا فاننى أرجو ارضاء جميع القراء. وبالنسبة للحصول على هذه المعلومات فانى أخص بالشكر.
السيد حمود بن محمد البوسعيدى.
السيد سيف بن حمود البوسعيدى.
السيد حافظ بن محمد البوسعيدى.
الشيخ عيسى بن على البروانى، وقد حصلت منه على معلومات أكثر مما حصلت من أى شخص آخر.
الشيخ عبد الرحمن بن سعيد بن عوض.
الشيخ صالح بن عبدالله الفارسى – والدى.
الشيخ محمد بن خلفان الغيلانى، وهو الرجل الذى عاش عمرا طويلا.
وأشكر آخرين لم يرد ذكرهم، وقد أثقلت عليهم بأسئلتى عندما قابلتهم، ومن كثرة ما سألتهم فانى كنت أخشى أن يهربوا منى اذا رأونى.
ومن الطبيعى أنه كان لزاما على وأنات أبحث عن بعض الأمور التى كتبت عنها فى هذا الكتاب، أن أقرأ كثيرا من الكتب
(1/5)
عن تاريخ زنجبار، والشكر هنا حق للآنسة «أليس فيكول سميث» أمينة متحف زنجبار، التى سمحت لى بالاستفادة من كل الكتب الموجودة بالمتحف، والتى تتناول الحياة فى زنجبار ولقد قرأت هناك كتباً كثيرة. وأذكر منها تلك التى استخرجت منها الكثيرن
سعيد بن سلطان، تأليف، رودلف سعيد رويتى.
زنجبار عصامة شرق أفريقية، تأليف، ف. ب بيرسى.
مذكرات أميرة عربية.
تاريخ مدرسى لزنجبار، تأليف، و. هـ. انجرامز، و ل. و. هولينجز وورث.
مصلح امبراطورى تأليف د. ن. لين.
وهذه المحاولة لكتابة تاريخ حكام زنجبار تعتبر جديدة بالنسبة لنا، ولهذا فانى أعتذر عن أية أخطاء تصادف القراء، فلقد بذلت جهدى لسد الفجوات التى صادفتنى فى تدوين الأحداث وسوف أكون شاكرا لكل من يساعدنى فى ذلك.
وان كل شىء فى العالم يبدأ صغيرا ثم يكبر. وانى آمل أن يكبر هذا العمل الصغير الذى قمت به بعون الله، ويزيد، سواء بجهد منى، كما أعتزم، أو يزيده آخرون، وأن كل ما يهمنى هو أن يكون هذا الشىء مفيدا، بصرف النظر عما اذا كان قد قام به شخص أو آخر.
(1/6)
حكام زنجبار البوسعيديون
السيد سعيد بن سلطان
1 – والده:
كان والده هو السيد سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد بن محمد بن أحمد بن خلف بن سعيد الأزدى، والسيد سلطان هو الحاكم الثالث من أسرة البوسعيد، والخامس من بين سبعة أولاد للإمام أحمد، أول حكام البوسعيد.
وهؤلاء الاخوة السبعة هم:
السيد هلال
أكبر الأبناء، ولكنه لم ينصب إماما بعد والده، لأنه كان ضريراً، وقد ذهب الى السند لعلاج عينيه، ومات هناك، وكانت أمه هندية، وهو الأخ الشقيق للسيد طالب.
السيد سعيد الأول
وقد أصبح إماماً بعد وفاة أبيه الذى تولى الحكم من سنة 1154 هـ 1740م حتى وفاته عام 1188 هـ 1774 م، وكانت أمه عربية، سعيدية.
(1/7)
وكان أقل قوة من ابنه حمد بن سعيد الذى كان حاكماً فى الفترة من 1203 هـ 1788 م وحتى وفاته عام 1206 هـ 1791 م.
السيد قيس
وقد سبب أولاده وأحفاده متاعب كثيرة للسيد سعيد بن سلطان عندما أصبح حاكما لعمان، عندما خلفوا أباهم، ففى فترة السيد تركى بن سعيد أصبح السيد عزان بن قيس بن عزان ابن قيس إماماً، ولكن السيد قيس مات فى 1223 هـ 1808 م، وقد ساعد السيد سعيد فى بعض الحروب التي اضطر الى دخولها حفاظاً على مصالح الأمة.
السيد سيف
وقد ساعد السيد سلطان بن سعيد فى القتال ضد أخيهم الأكبر السيد سعيد بن أحمد، وبعد ذلك جاء الى شرق أفريقية، ومات فى لاموه، وكان ابنه الأكبر السيد بدر بن سيف وصياً على السيد سعيد بن سلطان واخوته، حيث انهم كانوا صغارا وغير قادرين على أن يخلفوا أباهم.
وعندما كبر السيد سعيد حقق لنفسه ولاخوته مركز أبيهم.
كانت ابنته السيدة عزة بنت سيف هى الزوجة الأولى
(1/8)
للسيد سعيد بن سلطان، وهى شقيقة السيد سلطان، وكانت أمهما أثيوبية.
السيد سلطان
استولى على الحكم فى عمان بعد وفاة السيد حمد بن سعيد ابن أخيه، رغم أن الإمام السيد سعيد (الأول) كان لايزال على قيد الحياة.
وقد سبب له بعض أبناء السيد سعيد الأول بعض المشاكل رغم أنه تغلب عليها فى النهاية، وأصبح حاكما بلا منازع فى عمان، رغم أن أخاه استمر يلقب بالإمام حتى وفاته فى 1225 هـ - 1810 م.
وكان السيد سلطان هو أول حاكم بوسعيدى بيدى اهتماما بالمناطق التابعة له فى شرق افريقية. وقد أحضر رجالا وكلفهم بتخليص الجزء الذى يقع فى يد المزاريع، وقد كانوا حكاما يعملون فى خدمة اليعاربة الذين كانوا يحكمون عمان قبل آل سعيد.
وقد أغتيل السيد سلطان فى الخليج فى 13 شعبان سنة 1219 – 20 نوفمبر 1804، وترك ثلاثة أبناء، هم: سالم، وسعيد، وحمد، وقد مات سالم فى رجب سنة 1236.
(1/9)
السيد طالب
وقد كان حاكما للرستاق فى عهد السيد سلطان بن أحمد، والسيد سعيد بن سلطان، وكان على علاقة طيبة بهما، ولم يخلف ذرية، وكانت أمه من الهند، وهو الأخ الشقيق للسيد هلال.
السيد محمد
وهو أول أفراد أسرة الإمام الذى ولى الحكم فى عمان، وقد جاء الى شرق أفريقية عام 1198 هـ - 1784 م بناء على تكليف من السيد سعيد بن أحمد، وقد عمل بجهد حتى اضطر رئيس المزاريع الى أن يوقع على تعهد يعترف فيه بأنه هو وأتباعه خاضعون للبوسعيديين، ثم مات فى لاموه، حيث لا يزال قبره قائماً، وكانت أموه عربية من الأميرات.
والدته
كانت والدة السيد سعيد بن سلطان هى السيدة غنية بنت سيف بن محمد بن سعيد بن محمد بن خلف، وتمت بصلة قرابة وثيقة بالسيد سعيد، وهى عمة السيد حمود، واسمه بالكامل السيد حمود بن أحمد بن سيف، وقد عاشت هذه السيدة حتى تقدمت بها السن، وما زال ابنها على قيد الحياة.
(1/10)
وقد روى الشيخ حميد بن محمد بن رزيق فقال: عندما غادر السيد سعيد عمان فى رحلته الأخيرة تاركا أمه، ذكره لها أنهما قد لا يلتقيان حتى يوم البعث، لأنه كان يشعر أنه سموت، أما وهو فى طريقه الى زنجبار، أو عند وصوله اليها.
مولده
ولد السيد سعيد بن سلطان عام 1206 هـ - 1791 م فى العام الذي مرض فيه أبوه، فى سمايل، التى تبعد عن مسقط حوالى خمسون ميلاً.
زوجاته وجواريه
تزوج السيد سعيد ثلاث زوجات، وكان عنده عدد من الجوارى، ولا يوجد بين أولاد السيد سعيد أخوان شقيقان، لأنه كان يخشى أن يكون بين أولاده شقيقان، وله من بناته شقيقات، وكان من بين أولاده شقيقان ذكر وأنثى، وكانت الأنثى هى الأكبر سنا مثل ما كان الحال بالنسبة للسيدة خديجة والسيد ماجد، وكذلك السيدة هى والسيد برغش، وهكذا.
أما زوجاته فهن:
السيدة عزة بنت سيف بن الإمام أحمد: وقد عاشت
(1/11)
هذه السيدة فى قصر متونى حيث كان البيت الخاص للسيد سعيد. وكانت ادارة هذا البيت تحت أمرها، وكان الأطفال ووصيفات القصر يحيونها كل صباح فى شرفة منزلها، وكان لها اعتزاز شديد بنفسها، ولم تنجب أطفالا، ولكنها تولت بعد ذلك رعاية وتربية أحد أحفاد زوجها، وهو ابن أكبر أبنائه السيد هلال، ولقد رعته وأحبته كثيرا لدرجة الاعتقاد بأنه ابنها.
وكانت الوحيدة بين الزوجات الثلاث التى ظلت زوجة له حتى وفاته.
وقد توفيت فى زنجبار بعد فترة قصيرة من اتمام عدة الوفاة على زوجها.
حفيدة شاه ايران فتح على شاه
تزوج هذه السيدة فى توليه 1827 م – 1242 هـ على شرط أن تمضى فصل الربيع من كل عام فى بلد أبيها الذى كان حاكماً على فارس.
وفى عام 1247 هـ - 1832 م بعد ذهاب السيد سعيد الى زنجبار ذهبت الى وطنها ولم تعد، بسبب نزاع بينها وبين ابن زوجها السيد خالد.
(1/12)
السيدة شهر زاد بنت أريش ميراز ابن محمد شاه
وهى حفيدة حاكم آخر لإيران هو محمد شاه، وقد تزوجته فى 1252 هـ - 1837 م بعد انتقال السيد سعيد الى زنجبار، وجاءت الى زنجبار عام 1265 هـ - 1849 م ومعها حاشية ضخمة من مائة وخمسين شخصاً، وكانت شديدة الجمال، ورفضت ارتداء الحجاب، وتعودت على الخروج سافرة نهارا، وكانت مغرمة بالصيد وركوب الخيل، ولذلك لم تلازم البيت نهارا، فهى فى خارجه دائما، يصحبها رجال حاشيتها،
وقد هيأ لها السيد سعيد الاقامة فى المدينة، وأقام لها بيتا بحمامات فارسية. ومساحات واسعة حول البيت، واصطبلات للخيول، وكان هذا البيت يواجه مبنى مدرسة حكومية للبنات مازالت موجودة حتى الآن، وكذلك الحمامات التى تدل على مدى الحياة الفاخرة التى كان تعيشها هذه السيدة.
ونظرا لحبها الشديد للصيد فان السيد سعيد بنى لها أيضا حماما آخر فى كل من كيجيشى وكيزيمبانى ومازالت هذه الحمامات فى حالة جيدة.
وكانت هذه السيدة لا تلبس غير الثياب التى يصممها لها مصمم أزيائها الخاص الذى يعيش فى شبيراز. وفى النهاية ضاق
(1/13)
السيد سعيد ذرعاً بسلوكها. وعندما سافرت الى وطنها للزيارة أرسل لها ورقة طلاقها، ولم تنجب أطفالا من السيد سعيد.
هؤلاء من الزوجات اللاتى تزوجن السيد سعيد.
وهناك سيدة أخرى عرض عليها الزواج لكنها لم توافق، وهى رانكفولانا مانجاكا.
وكان السيد سعيد فى عام 1248 هـ - 1833 م قد أرسل الى جزيرة مدغشقر الشيخ خميس بن عثمان، وكان هذا الشيخ شخصية لها أهميتها فى تلك الأجزاء من شرق أفريقية، فأرسله السيد سعيد ليطلب له يد أميرة مدغشقر التى فقدت زوجها، وليطلب منها أيضا مساعدته فى حربه مع المزاريع بارسال ألفى رجل.
ولكن هذه السيدة ردت بأنها مستعدة لمساعدته بالقوات التى طلبها، لكنها لن تتزوجه، واذا ما شاء الزواج فانه يمكنها أن تزوجه من احدى بنات عائلتها، وقد توفيت هذه السيدة فى عهد السيد ماجد عام 1286 هـ - 1869 م.
وقد ترك السيد سعيد وقت وفاته خمسا وسبعين جارية. وقد ذكر فى وصيته، أن تحصل كل واحدة منهن أنجبت أطفالاً على مائة ريال شهريا، أما اللواتى لم ينجبن على الاطلاق فقد ترك لهن مقاطعته فى شوينى.
(1/14)
وأبرز هؤلاء الجوارى جاريته مدينة ن ولقد لقى الكثيرون، الرعاية منها فى بيتها بعد وفاة زوجها، وقد أقامت فى متونى. ولم تنتقل الى المدينة الا بعد وفاة سيدها، وكان بيتها يقع فى نفس موقع محطة الطاقة الكهربائية الحالية، وكانت هذه الجارية على صلة قرابة بثلاث من رفيقاتها الجوارى، وهن أمهات كل من السيد ماجد، والسيد حمدان، والسيدة سالمة.
وهؤلاء الجوارى الأربعة جميعاً شراكة من بلد واحد، وقد أوصت كل واحدة منهن للأخرى بأن تتولى رعاية أطفالها فى حالة وفاتها وهم صغار. وقد ماتت أم السيد ماجد عندما كان شاباً فى العشرين وتولت رعاية شئونه والدة السيدة سالمه.
أولاده
لقد ذكرنا ن أن الناس يقولون، أن السيد سعيد كان له مائة وعشرون ولداً ن ولكن المعروفين منهم أقل من نصف هذا العدد، وعند موت والدهم كان منهم على قيد الحياة ستة وثلاثون منهم 18 بنتاً، وأن المعروفين من أبنائه فى زنجبار كانوا اثنين وعشرين.
ومن بين هؤلاء الأبناء اثنان ساهما فى الحكم مع والدهم. ولكنهما ماتا وهو على قيد الحياة، هما:
(1/15)
السيد هلال
وهو أكبر الأبناء، وقد ولد من أم أشورية الأصل عام 1232 هـ - 1817 م، واسم هذه الأم نجم الصباح ن وكانت المسئولة عن بيت الساحل.
وقد لقى ابنها حب أبيه الجم، لأنه كان أكبر أبنائه، ولذكائه أيضا، ولهذا فقد ولاه أبوه على كل عمان عندما توجه الى شرق افريقية فى عام 1247 هـ - 1832 م واستقر بها.
وعندما عاد السيد سعيد الى عمان فى عام 1257 هـ - 1841 م فانه هو الذى تولى الحكم فى كل الأقاليم الافريقية التابعة للسيد سعيد.
ولكن لسوء الحظ فان نزاعا نشب بين الابن وأبيه، وفى النهاية عزله أبوه، وقطع صلته به، ولم يسمح له بدخول بيت الأسرة، الا أن السيدة خدوجى كانت تنتهز الفرص، فتسهل له التسلل الى البيت واعطائه المال الذى يكفيه ليعيش.
وكان هلال محطما نفسيا بسبب أمور عديدة.
وفى 6 رجب عام 1260 – 23 يولية 1844 كتب السيد سعيد الى لورد أبروين، يبلغه أنه لا يرغب فى أن يؤول حكمه
(1/16)
فى افريقية الى ابنه الأكبر السيد هلال، وأنه يريد أن يخلفه ابنه الثانى السيد خالد فى ولاية الحكم فى افريقية، وان يخلفه ابنه الثالث السيد ثوينى فى حكم عمان.
ولما علم السيد هلال بهذا ذهب الى انجلترا فى شهر رمضان عام 1261 – سبتمبر 1845 ليشكو من تصرف أبيه الى اللورد، أبردين، ولكن اللورد لم يقبل شكواه، رغم أن الكولونيل همرتون، القنصل البريطانى كتب الى اللورد ابردين خطابا طويلا يشيد به بالسيد هلال، ويوضح له أنه أنسب من أخيه السيد خالد لخلافة والده فى الحكم.
وعاد السيد هلال الى زنجبار فى شهر ربيع أول 1262 – فبراير 1846 بعد فشل لمحاولته، وأقام فيها الى أن توفى فى عام 1267 هـ - سبتمبر 1851 م بينما كان فى طريقه الى مكة.
وقد حزن السيد سعيد حزنا شديدا عندما علم بوفاة ابنه، وقد زال عنه الحزن قليلا لما علم بأنه كان من المتوقع أن يفقد الابن قواه العقلية.
وقام السيد سعيد برعاية أطفال ابنه حتى شبوا وكبروا، وهم السيد سعود، والسيد فيصل، والسيد محمد.
السيد خالد
وهو الابن الثانى، وقد ولد عام 1234 هـ - 1819 م من
(م 2 – البوسعيديون)
(1/17)
أم من جورجيا تسمى، خورشيد وكان خالد جريئا وصلبا، مغرما بالتجارة، ولذلك فقد استطاع أن يجمع ثروة كبيرة جدا، وقد اتخذ فى سبيل هذا النشاط لنفسه اسما مستعارا، وكان أحد قادة المعارك فى ممباسة عام 1252 هـ - 1837 م، وفى سيوى عام 1260 هـ - 1844 م.
وتولى حكم افريقية عندما توجه السيد سعيد الى عما ن، وأصيب بمرض رئوى، ومات فى 20 من شهر جمادى الثانية عام 1271 هـ - 20 من شهر مارس 1854 م، بينما كان والده فى عمان، وقد دفن في مقبرة حيث يدفن أفراد الأسرة الحاكمة الى اليوم.
وقد كان يسكن فى نفس البيت الذى يعيش فيه الآن حاكمنا الحالى السيد خليفة بن حارب، وهو الذى بنى هذا البيت، وبنى أيضا المبنى القائم فى سبلينى، والمسجد، ومبانى أخرى فى موشو، وقد ورثتها بناته، السيدة فرشوه والسيدة شامبوه، وهما من والدتين مختلفتين. والسيدة شامبوه هى الكبرى، وقد توفيتا فى يوم واحد فى فترة حكم السيد برغش.
وقد تولى ستة فقط من أولاد السيد سعيد الحكم من بعده، اثنان منهم فى مسقط، وأربعة فى زنجبار ن واللذان توليا الحكم فى مسقط هما:
(1/18)
السيد ثوينى
وهو الابن الثالث، وقد ولد عام 1235 هـ - 1820 م ولم يزر زنجبار على الاطلاق، وكان نموذجا للنشاط، وعندما كبر عينه نائبا له على الأقاليم العمانية.
وحكم عُمان من يوم وفاة والده عام 1273 هـ - 1856 م الى أن اغتاله أكبر أولاده السيد سالم بن ثوينى فى صباح يوم 28 رمضان 1282 هـ - 14 فبراير 1866 م، وهو والد السيد حمد بن ثوينى، سادس حاكم يتولى الحكم فى زنجبار من أسرة البوسعيد، وقد تولى الحكم من 1310 هـ - 1893 م حتى وفاته فى 14 ربيع الأول 1314 هـ - أغسطس سنة 1896 م.
والسيد سالم هو أكبر أبنائه، وأمه هى السيدة غالية بنت سالم بن سلطان، وابنه الثانى هو السيد حارب بن ثوينى، والد حاكمنا الحالى السيد خليفة بن حارب بن حمد بن ثوينى.
وقد تزوجت أمه السيدة غاليه من السيد ثوينى فى 1250 هـ - 1835 م.
ومن بين الأبناء الآخرين للسيد ثوينى أولاده، السيد محمد، والسيد عبد العزيز، والسيد حمدان، وقد ورث السيد ثوينى مقاطعة فى كيبانجى.
(1/19)
واستولى ابنه السيد سالم على العرش فى نفس اليوم الذى قتل فيه والده، ولكنه لم يبق فى الحكم سوى عامين وثمانية شهور عندما لقى مصرعه على يد السيد عزان بن قيس بن الإمام أحمد فى جماى الثانية عام 1285 هـ - أكتوبر 1868 م.
السيد تركى
وهو الابن الخامس، وقد ولد فى 1247 هـ - 1832 م وعاش فترة طويلة فى زنجبار، ثم أرسله أبوه الى عمان، وفى عام 1267 هـ - 1851 م عينه والده حاكما على صحار فى شمال مسقط، ثم تولى حكم عمان من 8 ذى القعدة عام 1287 – 30 يناير 1871 حتى وفاته فى 24 رمضان 1305 – 5 يونيه 1888.
وهو والد السيدة تركية، والدة السيد خليفة بن حارب.
وقد خرج فرع العائلة الذى يحكم عمان حتى اليوم من السيد فيصل.
وكان ابنه الأكبر هو السيد محمد، الذى لم يبد استعدادا للحكم ن سواء خلال حياة والده، أو بعد موته، ولذلك اختير شقيقه الأصغر فيصل حاكما.
وأما أبناء السيد سعيد الذين تولوا حكم زنجبار فهم:
(1/20)
السيد ماجد
وهو الابن السادس، وقد ولد من أم تدعى، السيدة سارة، وخلف السيد خالد بعد وفاته، وتولى الحكم من يوم 3 ربيع الأول 1273 هـ - 2 نوفمبر 1856 م حتى وفاته ليلة الجمعة 11 من شهر رجب 1287 هـ - 7 أكتوبر 1870 م، وهو جد السيدة معتوقة بنت حمود، ووالدتها السيدة خمفورة بنت ماجد، وقد ورث مقاطعة كيزيمبانى.
والسيد ماجد هو أكثر أبناء السيد سعيد رباطة جأش، وأقلهم غطرسة وزهوا، ولذلك كانت له شعبية واسعة، وقد أحبه أبوه كثيرا بسبب هذه الصفات، وكان شديد الأسف عليه بسبب اعتلال صحته، فقد كان المرض يلازمه دائما، فكان المرض سبب متاعبه.
السيد برغش
وهو الابن السابع، ولد فى عام 1252 هـ - 1837 م، وتولى الحكم منذ يوم الاثنين 14 رجب 1287 – 10 أكتوبر 1870 م حتى وفاته فى الساعة الثامنة والنصف مساء ليلة الخميس 14 رجب 1305 هـ - 27 مارس 1888 م.
وقد ترك له أبوه مقاطعة فى بانجينى، وأنجب ولدين،
(1/21)
هما: سيف وخالد، ومات سيف فى 5 ذى القعدة سنة 1298 هـ - 30 سبتمبر 1882 م، ومات خالد فى رمضان 1345 – مارس 1927.
السيد خليفة
وهو الابن السابع عشر من بين أولاده الاثنين والعشرين المعروفين، وقد ولد فى 1269 – 1852 م. وتولى الحكم يوم الجمعة 17 رجب عام 1305 – 30 مارس 1888 حتى موته فى شوكو فى صباح الخميس 22 جمادى الثانية 1307 – 13 فبراير 1890، وورث عن أبيه مقاطعة كيكانجونى، وكان ابنه يدعى محمدا، ومات فى أول رجب عام 1314 من فبراير 1906.
السيد على
وهو الابن الثامن عشر من بين الاخوة الاثنين والعشرين المعروفين.
ولد فى 1270 هـ 1854 م من والدة تسمى نور الصباح، وقد حكم من 27 جمادى الثانية 1307 – 18 فبراير 1890 حتى وفاته فى الساعة الثامنة والنصف ليلة الاثنين 16 شعبان 1310 – 6 مارس 1893.
وكان السيد على الذى حكم زنجبار يسمى السيد منين ولما توفى أخوه الأكبر سمى باسم السيد على، على اسمه.
(1/22)
ولقد أخطأ مستر و. هـ. انجرامز حينما ذكر فى قائمة النسب لأسرة البوسعيد أسماء السيد على (الكبير) والسيد على (الصغير) والسيد منين لأن الحقيقة هى أن السيد على الصغير هو السيد منين وهما اسمان لشخص واحد، كذلك أخطأ حينما ذكر السيد سويد والسيد غالب، لأنهما اسمان لشخص واحد.
وكان اسم سويد اسما للتدلل وهو طفل، وكذلك فان السيد شنين هو السيد عباس، والسيد أحمد هو السيد حمد.
والسيد على هو آخر أبناء السيد سعيد الذين خلفوه وقد ورث مقاطعة مزيزين.
وأما أبناء السيد سعيد الذين لم يخلفوه فهم.
السيد محمد
وهو رابع أبنائه، ولد فى عمان فى عام 1241 هـ - 1826 م، وكان تقيا، يشغل نفسه بأمور الدين، ويرفض كل الأمور المتعلقة بالدنيا.
وعندما كان صغيرا عينه أبوه حاكما على السويق والمدن المجاورة، وتوجه مرة واحدة فى حياته الى زنجبار، اثر وفاة والده، ليشرف على نقل ميراث اخوته المقيمين فى عمان، وكان اخوته فى عمان قد عهدوا له بذلك ممثلا لهم، ووكيلا عنهم.
(1/23)
وجاء الى زنجبار، وفعل ما كلفه به اخوته، وقد خص كل واحد من أبناء السعيد مقاطعة فى زنجبار، بالاضافة الى مبلغ 14ر429ر5 جنيه استرلينى.
والسيد محمد هو والد السيد حمود سابع سلاطين زنجبار البوسعيديين، وقو توفى فى يوم 11 ربيع الثانى عام 1320 هـ - يوليه 1902 بعد احتفال هائل لزواج ابنه فى ذى الحجة سنة 1319، وهو جد السيد على بن حمود ثامن سلاطين زنجبار، الذى توفى فى ربيع الأول سنة 1139 – ديسمبر 1921، وهو والد السيدة عليا والسيدة فاطمة وقد توفيت السيدة فاطمة فى يوم السبت 18 جمادى الثانية 1353 هـ - 19 سبتمبر 1934، وكانت زوجته هى السيدة زيانة بنت محمد بن سالم بن سلطان.
وقد ورث عن والده مقاطعة كوانى.
السيد عبد الوهاب
وهوالثامن من بين أبناء السيد سعيد الاثنين والعشرين المعروفين وقد ولد من أم من جورجيا، وكان مفضلاً لدى السيد ماجد، ولذا عينه قائدا لقواته فى معركة منشو ضد السيد برغش، وتوفى أثناء حكم السيد ماجد، ولم يترك أطفالا، وقد أعاد الاهتمام بالبيت القائم فى ضاحية سبلينى، وبمقاطعة أبيه فى كيزيمبانى، وكان هو والسيد جمشيد والسيد حمدان والسيد
(1/24)
ماجد أصدقاء حميمين، وكان بيته واقعا وراء مسجد الجمعة فى المرفأ.
السيد على
وكان دائما المرض منذ شبابه، وتوفى فى عام 1270 هـ - 1854 م بينما والده لا يزال على قيد الحياة فى نفس السنة التى ولد فيها السيد منين، وحتى يخفف الأب من حزنه على ابنه الذى مات فانه سمى ابنه منين باسم السيد على.
السيد جمشيد
وهو الابن العاشر، وقد ولد فى 1258 هـ - 1842 م من أم من جورجيا، وورث عن أم عينيه الزرقاوين وشعره الأشقر، وكانت تدعى السيدى عائشة، وبعد وفاة ابنها تزوجت من رئيس وزراء السيد ماجد وهو الشيخ سليمان بن على الدرمكى، وقد مات ابنها بسبب أصابته بمرض الجدرى فى ربيع الأول 1257 هـ - 1858 م وعمره سبعة عشر عاما فقط.
السيد حمدان
وهو الابن السابع عشر من أبناء السيد سعيد، وقد ولد فى 1259 هـ - 1843 م من أم شركسية، تمت بصلة قرابة وثيقة
(1/25)
لأم السيد ماجد، وقد عاش ستة عشر عاما فقط، وأصيب بالجدرى فى ربيع الأول 1275 هـ - 1858 م، وكان مازال صبيا، وفى ذلك العام أجتاح وباء الجدرى منطقة زنجبار بدرجة خطيرة، ومات بسبه ناس كثيرون.
وقد عاشت أمه طويلا بعد وفاته، وكانت تعرف باسم ماما بوانا حمدان، أى أم حمدان، وكانت العادة أنه اذا أنجبت احدى الجوارى ولدا من سيدها ألا تنادى باسمها، ولكن تنادى باسم الابن الذى أنجبته، أو باسم البنت اذا كانت بنتا.
السيد غالب
وهو الابن الثانى عشر بين أبناء السيد سعيد، ولد فى 1261 هـ - 1845 م ومات يوم الأحد الثانى من شوال 1286 هـ - 5 يناير 1870 م عندما كان عمره خمساً وعشرين سنة، وهو الأخ الشقيق للسيدة مثلى، وكان عندما ولد قد أصيب بالشلل، وظلت هذه الحالة لسنوات عديدة.
السيد عبد العزيز
وهوالابن الثالث عشر من بين الأبناء الاثنين والعشرين المعروفين للسيد سعيد، ولد فى 1266 هـ - 1850 م، وماتت أمه
(1/26)
بعد وفاة زوجها بعدة أيام، فتولت رعايته أخته غير الشقيقه السيدة خولة بنت سعيد، وهى الأخت الشقيقة للسيد هلال.
غير أن السيد عبد العزيز لم يكن مستقرا فى تفكيره، وكثيراً ما كان يسبب متاعب للأسرة الحاكمة، ولاخوته الأكبر سناً منه، وقد فعل كل ما فى وسعه لاحداث حالة من الاستياء فى البلاد طمعاً منه فى الحكم.
وعنما تمرد السيد برغش على السيد ماجد فى عام 1276 هـ - 1859 م وقامت بينهما معركة فى ماشوى، فان السيد عبد العزيز كان الوحيد من بين اخوته الذى ساند أخاه السيد برغش.
ولما تحققت الهزيمة بالسيد برغش وضع هو وأخوه السيد عبد العزيز فى الحجز يوم الخميس 17 ربيع الأول 1276 هـ - 14 أكتوبر 1859 م، وأرسلا الى السجن فى بومباى، وقد عومل الاثنان معاملة كريمة، وحصل كل واحد منهما على مبلغ مائة جنيه استرلينى شهريا.
وبعد ذلك طلبا من السيد ماجد العفو فاستجاب لطلبهما، وعاد الاثنان الى زنجبار فى نهاية عام 1277 هـ - 1861 م، وعاش
(1/27)
السيد عبد العزيز فى ماليندى فى منزل يقع شمال المستشفى الآسيوى، مستوصف ناصر نور محمد، بينما أقام السيد برغش فى بيت يقع فى الجهة اليمنى من البيت الذى يعيش فيه الآن حاكمنا الحالى السيد خليفة بن حارب.
ولم يقدر السيد عبد العزيز سياسة العطف والمعاملة الحسنة التي عومل بها فقام بمحاولة أخرى لاثارة المتاعب، ولهذا فقد أبعد من زنجبار الى عمان فى عام 1281 هـ - 1865 م، ولم يكن أيضاً مسالما لأخيه تركى، فقد جمع قوة من العرب، وبعد وقت قصير قاتل بهم ضد أخيه، فهزم كما هزم من قبل، وعاقبه السيد تركى بابعاده من عمان الى بومباى فى 1288 هـ - 1871 م، حيث عاش هناك الى أن مات، وكانت أقامته قد حُدِدَتْ فى بومباى وفى المناطق المجاروة لها.
وقد عاش السيد برغش الى أن مات جميع أولاد السيد سعيد، وبدأ أحفاده يخلفون فى الحكم ن ولما مات السيد على سأله حاكم بومباى عن مقترحاته بشأن الخلافة، فأجابه فى حدة، بأنه بسيفه الطويل هو الأحق بالحكم.
وقد مات فى بومباى فى شهر المحرم عام 1325 هـ - يناير 1907 م وقد بلغ من العمر تسعة وخمسين عاما.
وكان آخر الباقين من أولاد السيد سعيد.
(1/28)
وقد ترك ابنتين، هما: السيدة مى، والسيدة ثريا، التى ولدت وشبت فى مسقط، ثم ذهبت بعد ذلك الى الهند لتعيش مع والدها.
وعندما توفى أبوهما رحلتا الى زنجبار وقت حكم السيد على بن حمود، وقد عاشتا فى ماليندى وميزنجانى وكانت كل منهما تعرف باسم السيدة القادمة من بومباى.
وقد توفيت السيدة ثريا أولاً، ثم ماتت بعدها أختها الكبرى بوقت طويل فى جمادى الثانية 1352 هـ - أكتوبر 1933 م.
وعند تقسيم المقاطعات التى خلفها السيد سعيد تركة لأولاده فانه ورث مقاطعة فى ماسينجينى، وتركت له السيدة خولت التى تولت تربيته فى مقاطعتها كيزيمبانى.
السيد عبد الله
وقد توفى أثناء حياة أبيه.
السيد حمد
وتوفى فى حياة السيد برغش، وورث مقاطعة فى سلم، وترك بعض البنات.
(1/29)
السيد طالب
وهو أحد الاخوة الذين كانوا موضع ثقة السيد برغش، وقد توفى فى وقت حكم السيد برغش نفسه.
السيد عباس
وهو الابن التاسع عشر من أبناء السيد سعيد، وواحد من أكثرهم جرأة، وقد توفى فى بداية حكم السيد برغش، وكان بيته فى ناحية مسجد الجمعة فى ماليندى.
السيد ناصر
وهو الابن العشرين، ولد عام 1271 هـ - 1845 م وقد ماتت أمه أثناء ولادته، فقامت على تربيته أخته غير الشقيقة السيدة خديجة، الأخت الشقيقة للسيد ماجد، والتى ذهبت معه الى بومباى فى 1283 هـ - 1866 م.
وخلال حكم السيد برغش سافر للحج ومعه السيدة خديجة وقد مات الاثنان أثناء الحج، ماتت السيدة خديجة فى المدينة، ومات السيد ناصر فى مكة، وورث مقاطعة بومبوبين.
السيد عبد الرب
وهو الابن الحادى والعشرين من أبناء السيد سعيد، وعند
(1/30)
تقسيم التركة التى خلفها أبوه ورث مقاطعة فى لانجونى، وعاش فى ماليندى فى مواجهة محطة الطاقة الكهربائية ومات فى نهاية حكم السيد برغش.
السيد بدران
وهو أصغر أبناء السيد سعيد، ولم يكن انجابه متوقعاً، وكان ذكيا ماهرا وكان كل اخوته الكبار والصغار يخشونه ويحترمونه ولا يفعلون شيئا يعارضه، وقد توفى فى 15 جمادى الثانية 1303 هـ - 1886 م وعمره ثلاثون عاما.
وهو آخر أبناء السيد السعيد الذين لم يخلفوه فى الحكم، وقد توفى فى زنجبار، وورث مقاطعة مكادينى.
وترك ابنا اسمه السيد ماجد، الذى توفى فى 1318 هـ - 1901 م، وابنة هى السيدة فراشو وقد توفيت فى 9 شعبان 1342 هـ - مارس 1924 هـ.
ملاحظات اضافية
من بين أبناء السيد سعيد الذين عاش لهم أبناء أولاده، السيد هلال، والسيد ثوينى، والسيد محمد، والسيد تركى، والسيد برغش، والسيد خليفة، والسيد على (الأصغر) والسيد بدران.
(1/31)
أما الذين أنجبوا اناثا فقط فهم ن السيد خالد، والسيد ماجد، والسيد عبد العزيز، والسيد حمد.
وأما بناته اللاتى تركن ذرية فهن، السيدات، زوينة، وريا، وشريفة، ومثلى، وسلمى، وسويداء، وغالوجه.
بنات السيد سعيد
عدد بنات السيد سعيد المعروفات تسع عشرة، وهن:
السيدة زوينة
وهى كبرى أولاده، وقد ولدت فى مسقط، وعاشت هناك مع أبيها، ثم تزوجت السيد سعود بن علي بن سيف بن الإمام أحمد، الذى عينه السيد سعيد حاكما على الرستاق.
ولما قُتل زوجها عام 1228 هـ - 1832 م انتقلت الى زنجبار، وعاشت فيها مع والدها، وأقامت فى بيتها فى متونى ولما توفى أبوها تركت مقاطعة متونى.
والسيد على بن سعود المقيم فى متونى. والمعروف لكل واحد فى تلك الجزر هو ابنها.
وقد توفيت هذه السيدة أثناء حكم السيد برغش. وقد تجاوز عمرها الثمانين.
(1/32)
ومات ابنها فى نفس المدة تقريبا فى 14 جمادى الثانية عام 1301 هـ - 1884 م، وعمره سبعون عاما.
السيد ريا
وهى الأخت الشقيقة للسيدة زوينة. ولدت فى مسقط مثل شقيقتها وتزوجت هناك من السيد محمد بن سالم، ثم انتقلت الى زنجبار مع زوجها، وأقاما هناك أثناء حكم السيد ماجد، وقد عاشت فى كيبوندا مع زوجها، وظلت هناك حتى بعد وفاته.
وأثناء حكم السيد حمود انتقلت الى البيت الذى أصبح الآن مدرسة البنات الحكومية، وأنجبت لزوجها اثنى عشر ابناً، ماتوا جميعا وهم أطفال.
وأما بناتها اللاتى بقين على قيد الحياة فهن السيدة ثريا، والسيدة شوانه.
وقد ماتت فى نهاية فترة حكم السيد حمود، وعمرها تسعون عاما.
(م 3 – البوسعيديون)
(1/33)
السيدة شريفة
وقد ولدت من أم شركسية. وكانت شديدة الذكاء لدرجة أن والدها كان يستشيرها فى أمره، ولم يسافر أبدا بدونها، وعندما كان فى زنجبار كانت معه، وكذلك كانت فى صحبته فى مسقط، واذا كان فى البحر فانها تكون معه على نفس السفينة.
وقد تزوجت من أحد أفراد أسرتها، وأنجبت منه ابناً، وتوفيت قبل وفاة أبيها.
السيدة شيخة
وهى من أكبر أولاد السيد سعيد، وقد ورثت مقاطعة فى مساينجينى، وكانت متدينة جداً لدرجة أنها كانت لا تلمس شيئا لا تملكه، وماتت فى فترة حكم السيد حمود، وكانت تعيش فى منزل عبد الرحمن تركى.
السيدة عائشة
وهى شقيقة السيد هلال، والسيدة خولة، لكنها أكبر سناً منهما وكانت ذات مقدرة على تسوية المنازعات سلمياً، ولهذا كان أبوها يقيمها حكما بين نساء البيت اذا ما حدث بينهن نزاع أو خلاف.
(1/34)
وقد كانت معجبة جدا، وبشكل غير عادى، بأخيها السيد هلال، كما كانت مغرمة بالعناية بالأطفال.
وتولت رعاية أخيها السيدة نونو، وكذلك رعاية السيد سعود الابن الأكبر للسيد هلال، بعد أن مات أبوه.
وبعد ذلك تزوجت من السيد حمد بن سالم بن سلطان، وعاشت فى ماليندى ميزنجانى فى البيت الذى يعيش فيه الآن الشيخ السيد سعود بن أحمد البوسعيدى، وكان هذا البيت يعرف ببيت السيدة عائشة.
وقد ورثت مقاطعة كينونى وماتت أثناء حكم السيد خليفة ابن سعيد فى 9 رجب 1303 هـ - ابريل 1886 م.
السيدة خولة
وقد كانت بارعة الجمال، وكان يقال، ان جمالها مذهل حتى ان من ينظر اليها يفقد صوابه، ويظل محملقاً فيها، وهو مفتوح الفم والعينين.
ويروى أن بعض المواطنين العرب كانوا يلعبون لعبة الرزحة، وهى رقصة بالسيف، فى ساحة بيت الساحل (وهو قصر السيد سعيد بالمدينة) وعندما رمق أحد اللاعبين السيدة خولة
(1/35)
بنظرة فانه صعق، وأسند ذقنه على طرف الرمح الذى كان فوق مقدمه، فنفذ الرمح فى ذقنه دون أن يشعر، وفوجئ اللاعبون الآخرون بالدم وهو ينزف من ذقنه، فأسرعوا الى الشاب الذى أصابه الضر، ونقلوه الى بيته.
وكانت السيدة خولة تتمتع بتقدير أبيها بسبب كفاءتها الادارية لشئون البيت، ولهذا فقد ترك لها أبوها أمور تنظيم بيت الساحل بعد وفاة أمها نجم الصباح، وهى التى كانت تنفرد بمسئولية هذا البيت.
وقد رفضت هذه السيدة الزواج من أى شخص رغم أن أعداداً كثيرة من شخصيات هامة قد طلبوا الزواج منها.
ولما مات أبوها انضمت الى السيد برغش ضد السيد ماجد، وبذلت كل ما فى وسعها للاطاحة به، وفعلت كل ما تستطيع لمساعدة السيد برغش فى معركة ميشو.
وكانت هى التى تولت تربية السيد عبد العزيز، وقد كانت تربتيها له من الأسباب التى جعلته يعارض السيد ماجد.
وتوفيت السيدة خولة فى فترة السيد برغش عام 1292 هـ - 1875 م.
(1/36)
وكانت قد ورثت مقاطعة كيزيمبانى، وعاشت فى البيت الثانى، وهو المنزل الذى بناه السيد سعيد لزوجته الفارسية.
وكان السيد برغش يقدرها جداً، ويستمع الى كل ما تقوله، ويلبى ما تطلبه.
السيدة خديجة
وهى الأخت الشقيقة للسيد ماجد، ولكنها تكبره بعدة سنوات، وكانت شديدة العناية باخوتها، وقد تولت رعاية أخيها السيد ناصر عندما ماتت أمه.
وفى أثناء حكم السيد برغش ذهبت الى مكة مع السيد ناصر، والسيدة خليفة، وتوفيت فى المدينة المنورة.
وقد ورثت مقاطعة كيوانى ن وعاشت فى بيتها خلف مسجد الجمعة فى منطقة الميناء.
السيدة ميه
وهى الأخت الشقيقة للسيد برغش، وقد عاشت معه حتى أصبح سلطانا، وكانت بالغة الرقة والذكاء، بحيث أنها استطاعت أن تكون مع كل من السيد برغش والسيد ماجد على حال واحدة، رغم أنها الأخت الكبرى للسيد برغش. وقد بذلك كل ما في
(1/37)
وسعها لتمنع السيد برغش من التمرد ضد أخيه السيد ماجد، ولكن دون جدوى.
وأثناء حكم أخيها عاشت فى ماليندى، ثم انتقلت الى كيبوندا محلة الصاغة.
وماتت فى كيبوندا فى المحرم عام 1324 هـ - يناير 1606 م قبل عدة أيام من وفاة السيد عبد العزيز.
السيدة شوانه
وهى شقيقة السيد على (الكبير). وقد كانت بالغة الكرم والعدل والانصاف، كما كانت قوية الجسم رقيقة المنظر والمظهر، وبالنسبة لعلاقتها باخوتها فانها كانت تميل أكثر الى السيد ماجد.
السيدة زينة
ولدت هى وأختها الأصغر السيدة زمزم فى مسقط، وقد كانت رقيقة وعطوفة، شديدة الحدب على المرضى والفقراء.
وماتت فى زنجبار ووالدها على قيد الحياة.
السيدة زمزم
الشقيقة الصغرى للسيدة زينة، وقد كانت محبة جداً
(1/38)
لجواريها، وتركت لهم جزءاً من ممتلكاتها، وكانت الوصيفات عندها بأعداد أكثر مما عند اخواتها، لأنها كانت غنية جداً، وقد آل اليها جزء من ممتلكات زوجها السيد حمود، ثم ورثت من ثروته بعد وفاته، وقد كان زوجها يحبها جداً ويحترمها للغاية.
وأن المبنى الحالى الذى يشغله مكتب الجمارك كان مملوكاً للسيد حمود، وقد سكنه مع السيدة زمزم زوجته التى بنى بها أثناء حكم السيد ماجد، فى ربيع الأول عام 1281 هـ - أغسطس 1865 م عندما كانت فى الثلاثين من عمرها.
والسيد حمود هذا هو السيد حمود بن أحمد ابن خال السيد سعيد.
وقد كانت السيدة زمز معجبة بالسيد خالد بن برغش، وأقنعته مرتين بالاستيلاء على العرش وتولى السلطة بالطريق غير القانونى.
وعندما نفى السيد خالد حزنت حزنا شديداً، وأرسلت اليه بعض خدمها ليخدموه فى المنفى، ومنذ ذلك الوقت رفضت قبول مخصصاتها من الحكومة، وتشاجرت مع جميع اخوتها وأخواتها الذين كانوا السبب فى ذلك.
(1/39)
وماتت إبان حكم السيد على بن حمود، فى صفر 1325 هـ - مارس 1907، وورثت مقاطعة بوبوب من أبيها، وعاشت فى هورمزى خلف بيت العجائب حتى وقت السيد حمد بن ثوينى، الذى أخذها من هناك، وأعطاها المنزل الذى يعيش فيه الآن الأمير السيد عبد الله.
وفى هذا المنزل عاشت حتى وفاتها.
وكانت تحظى ببالغ احترام السيد حمد والسيد حمود.
السيدة مثلى
شقيقة السيد غالب، وقد تزوجت هى وأختها السيدة زمزم فى يوم واحد، فى 14 ربيع الأول سنة 1281 هـ - 1865 م، وكان زواجها من السيد محمد بن أحمد، الابن الآخر لابن خال السيد سعيد.
وقد كان عمرها فى ذلك الوقت خمسة وعشرين عاماً، أو أكثر قليلاً.
وأنجبت من زوجها أطفالاً كثيرين، كان أكبرهم، ممن بقوا على قيد الحياة، السيد عبد الله والسيد هلال، وقد ولد الاثنان أثناء حكم السيد ماجد.
(1/40)
ومات السيد عبد الله فى وقت حكم السيد حمد بن ثوينى، ومات السيد هلال بعد ذلك، ماتت بعدهما أمهما فى المدينة فى 1311 هـ - 1894 م.
وكان نصيبها من الميراث فى مقاطعة مكانيا جينى.
وكان تأييدها قوياً للسيد برغش ضد السيد ماجد فى الوقت الذى اقترح فيه السيد ماجد ابعاد السيد برغش عن زنجبار، ولكن لم ينجح فى ذلك.
وبعد أن طلق السيد محمد بن أحمد هذه السيدة البوسعيدية تزوج من السيدة مهيرة بنت جمعة بن سعيد، وكانت تعرف باسم بنت جمعة.
وبعد وفاة زوجها تزوجت من عدد من شخصيات الأمة.
وماتت فى شهر ربيع الأول 1351 هـ - يولية 1932 م تاركة زوجها الذى يصغرها فى السن منها كثيراً، ولقد كانت شديدة الثراء.
السيدة نونو
ولدت فى متونى، وكانت ضريرة منذ مولدها حتى وفاتها،
(1/41)
وكانت أمها تدعى تاج، بسبب جمالها، وقد كانت شديدة المرقة وأحبها أبوها السيد سعيد حبا جما، وكان حبه لها سببا فى أنها لا تحترم أحدا، وأنها تعامل الناس بجفوة.
وقد رزقت بابن ضرير أيضا، فانكسر بسببه قلبها وحزنت حزنا شديداً، الى حد أنها ماتت بينما كان طفلها مازال بين ذراعيها.
ولما ماتت تولت أخيها غير الشقيقة السيدة عائشة، وهى الأخت الشقيقة للسيد ماجد، تربية ابن أختها ورعايته.
السيدة سلمى
ولدت فى 14 شعبان 1260 هـ - أغسطس 1844 م من أم شركسية، كانت شديدة القرابة بأم السيد ماجد الشركسية.
وعاشت فى متونى مع أخيها حتى وفاة أم السيد ماجد، ثم انتقلت الى المدينة، وعمرها سبع سنوات، وقد عاشوا جميعا فى بيت الساحل، ثم فى بيت واتورو حتى وفاة أبيهم السيد سعيد وتولى السيد ماجد الحكم بعده.
وفى بيت الساحل كانت السيدة سلمى على علاقة وطيدة وصداقة قوية بأختها الأكبر السيدة خولة، وقد أخذت السيدة
(1/42)
خولة تدفع السيدة سلمى الى الاعراض عن السيد ماجد، رغم القرابة الوثيقة التى بينهما.
وتورطت السيدة سلمى مع السيد برغش فى مكائده ضد أخيهما السيد ماجد.
وعندما وضع السيد ماجد أخاه السيد برغش فى السجن قبل معركة ماشوى عملت السيدتان خولة وسلمى على اطلاق سراحه وخططتها لهذا وقامتا بتهريبه الى مقاطعة ماشوى. حيث نظم الهجوم هناك ضد أخيه.
ولم تكن هذه المعركة لتقع لولا مساعدة هاتين الأختين السيدتين خولة وسلمى.
وقد كانت هناك سفينة جاهزة فى الميناء لنقل السيد برغش بعيداً عن البلاد.
وعند تقسيم تركة أبيها السيد سعيد وتوزيعها حصلت السيدة سلمى على مقاطعة كيزيمبانى، وكان لها مثل اخوتها الآخرين بيت خاص، عاشت فيه مع أخيها، ومع جواريهما.
وبعد وفاة أمها فى 1276 هـ - 1859 م بقيت فى هذا البيت
(1/43)
وحدها، ويقع هذا البيت خلف القلعة الى أدمجت مع عدة بيوت أخرى، وتستخدم حاليا مكاتب للزراعة والأشغال العامة.
وقد عاشت السيدة سلمى وحيدة مع أن عمرها لم يكن يزيد على ستة عشر عاما، ولم يكن لها بين أهلها من يرعاها أو يمارس رقابة عليها، أو يبدى توجيها تصحح به ما قد يقع فى حياتها من أخطاء.
واستمرت على هذا الحال بضع سنوات حتى وقعت لها حوادث غير مرغوبة لها، وقد دفعتها هذه الأحداث الى الرحيل عن زنجبار فى عجلة من الأمر.
وكتبت السيدة سلمى خطابا مثيراً جداً الى قبطان الباخرة الانجليزية «هأى كلاير» التى كانت فى الميناء، وعلى وشك الاقلاع، وطلبت منه أن يسمح لها بالسفر على باخرته الى عدن.
ولما وصل خطابها للقبطان فكر فى الأمر طويلا، ثم قرر أن يأخذها معه فى سفينته، انقاذا لحياتها، ورتب لها الوصول الى الباخرة فى وقت مبكر، صباح اليوم التالى.
وقد كانت زنجبار فى ذلك الوقت تحتفل بعيد الربيع.
وفى اليوم التالى عند ظهور أول أشعة الفجر طلبت السيدة
(1/44)
سلمى من جواريها اعداد زورق صغير خفيف لتستحم بمناسبة العام الجديد.
فأعدت الجوارى الزورق، واستقلته السيدة سلمى، واندفعت به الى البحر حتى وصلت الى السفينة الانجليزية، فأنزل القبطان لها السلم فى الحال، فصعدت عليه، ورفعت السفينة مرساها فورا.
ولما رأتها الجوارى صاعدة الى السفينة حسبتها قد اختطفت، فصرخن، ولكن السفينة كانت قد أقلعت بعيدا.
ولما وصلت السفينة الى عدن نزلت منها السيدة سلمى، وبقيت فيها لمدة.
وقد كان فى نفس الوقت الهر هنريك رويتى، السكرتير الألمانى لشركة هانسينج فى زنجبار، يحز هو الآخر أمتعته، وسافر الى عدن، حيث لحق بالسيدة سلمى، والتقيا هناك.
ثم سافرا سويا الى هام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *