ثم انتقل إلى تبيان مكانة وقوة العقل الذي هو نور قلب المرء لقوله تعالى [لهم قلوب لا يعقلون بها]، وهو القلب محل المحبة والكراهية، والمودة والنفور، والمحبة والبغض، والخير والشر، والتفكير والنظر، والتوسم والاعتبار، وقال في فضل ذانيك المذكورين – العلم والعقل -: (( .. أفضل ما يُؤتى المرء عقل يُولد معه، فإن عدم فأدب يعيش به و إلاّ فإخوان يسترون عورته، و إلاّ فمال يتحبب به للناس يسترها، و إلاّ ففم صامت، و إلاّ فموت جارف، ومن اجتنب المحرمات وأدى الفرائض فهو العاقل ولو كان في عقله قصر وخفة، والله أعلم .. )). (¬2)
* خلاصة الأساس الأول:
وقد بدا لي الشيخ اطفيش وهو يعرض للأساس الأول أنه كان موافقا لأهل السنة والجماعة في جملة الأمر لا في تفاصيله، وهو المطلوب الأول والأساس من علماء المذاهب، ولاسيما فبما له صلة بتعريف الإيمان والمؤمن والإسلام والمسلم والنفاق والمنافق والشرك والمشرك والكفر والكافر، ولم يعمد إلى رأي إلاّ بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع وما كان عليه السلف الصالح من الأمة. وهذا في اعتقادي الأس الأول لمفهوم وركائز الوحدة الإسلامية، حيث الوحدة الوجدانية والشعورية القلبية التي هي أس كل شيء في الإسلام.
2 – الأساس الوحدوي الثاني: أصول الدين الأربعة:
أكد الشيخ اطفيش على الأصل الوحدوي الثاني وهو أصول الدين الأربعة الرئيسة،
¬__________
(¬1) انظر: المرجع السابق نفسه، ج 1، ص 5 و 6 و 7.
(¬2) انظر: المرجع السابق نفسه، ج 1، ص 7 و 8. وقد فصل القول في باب اسمه كتاب الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلا تقليد. انظر: اطفيش امحمد بن يوسف، كشف الكرب في ترتيب أجوبة الإمام القطب، 1405هـ - 1406هـ/1985م-1986م، ج 1، ص 16 .. 20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق