الصّفات الصّوتيّة عند الشّيخ:
تدرك الأصوات اللّغويّة بعد نطقها، وتحدّد موضعه من خلال صفاتها؛ لأنّ الصّوت اللّغوي لا يكتمل تحقّقه إلاّ باكتساب صفاته، وتلوّنه بها؛ (فالمخرج بمنزلة المقدار، والصّفة بمنزلة المحكّ والمعيار) " (¬3) " والصّفات التي يكتسبها الصّوت، تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسيّة، وثانويّة، وفارقة تمييزيّة. وقد اختلف القدامى والمحدثون في عددها، وتسمية بعضها. وذكر الشّيخ أطفيش عشر صفات" (¬4) " كما جاءت عند سيبويه" (¬5) " وتتمثّل في الصّفتين الأساسيتين الجهر والهمس، وصفتين ثانويتين وهما الشّدة والرّخاوة" (¬6) " وستّ صفات تمييزيّة، وهي: (الانحراف، والتّكرار، واللّين، والهاوي، والانفتاح والإطباق).
بدأ الشّيخ الحديث عن الصّفات بالأساسيّة؛ لأنّها أساس كلّ صوت لغويّ، فذكر الجهر والهمس، وعرّف الجهر بأنّه «يختصّ بشدّة المخرج مع عدم جريان النّفس مع مخرجه» " (¬7) " وذكر بأنّ مجموع الأصوات المجهورة تسعة عشر صوتا في العربيّة، وجاءت كما ذكرها سيبويه. ويعرّف الشّيخ الهمس بأنّه «حرف يلين مخرجه دون المجهور، وجرى معه النّفس فكان دون المجهور في رفع الصّوت» " (¬8) " ويصد باللّيونة عدم الضّغط والشدّ على مخارج المهموسات كما في الجهر.
¬__________
(¬1) - نفسه، ص60/ 65.
(¬2) - نفسه، ص 52.
(¬3) - صبحي الصّالح، دراسات في فقه اللّغة، دار العلم للملاين، بيروت، ط4، ص276.
(¬4) - الرّسم، ص54، وما بعدها.
(¬5) - ينظر، سيبويه، الكتاب، ج4، ص434، وما بعدها.
(¬6) - لأنّ الصّفات المتوسّطة لم تذكر عند سيبويه، رغم أنّه كان يعلم بوجود أصوات، لا هي شديدة ولا رخوة؛ لكن لم يصرّح بها كلّها، وذكر ابن جنّي بعده بعضها، وأتمّها المبرّد، وهي المجموعة في عبارة (لم يروعنا).
(¬7) - الرّسم، ص59.
(¬8) - نفسه، ص59.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق