والإدغام الكبير يعني إدغام الحرف الأوّل في الآخر، وهو أقسام ساكن ومتحرّك، بحسب سكون أو حركة الأوّل، فقد يكون ساكنا، نحو (مدّ، وشدّ) وغيرها الحرف الأول ساكن والثّاني متحرّك أدغما في حرف واحد وعوّض عن الآخر بالشدّ، فيتّضح الإدغام هنا نطقا وكتابة. وقد يكون الإدغام الكبير بهدف تقريب المتجانسين أو المتقاربين في صيغة واحدة أو بين صيغتين في تركيب واحد، مثل (أمّ موسى، وأدب بكر، وأفرش جلبابا) وغيرها من الأمثلة.
كما يقسّم الإدغام إلى إدغام بغنّة، ويعرّف الشّيخ الغنّة بأنّها من (أخنّ أصله أغنّ أي يخرج صوته من الخيشوم) " (¬3) " والرّأي نفسه نجده عند القرّاء في تعريفهم الغنّة، التي هي صوت خيشوميّ، وبيّن أصواتها الشّيخ بقوله: «وأمّا السّاكنة فمخرجها من الخياشيم، كنون منذ وعند وتعتبر بأنّك لو أمسكت أنفك عند النّطق بها لوجدتها مختلّة» " (¬4) " وحينما تدغم النّون السّاكنة والتّنوين بغنّة في حروفها الأربعة (ينمو) يسمّى إدغاما ناقصا، ويقابل الإدغام بغير غنّة، وهو إدغام النّون السّاكنة أو التّنوين في اللاّم والرّاء ويسمّى إدغاما كاملا أو تامّا لعدم وجو الغنّة أثناء نطقه.
وخالف الشّيخ القرّاء في الإدغام بغير غنّة، بأن جعل له حرفا واحدا وهو اللاّم، بدلا من حرفين (اللاّم والرّاء) بقوله: «اللاّم وهي الحرف المنحرف المشارك لأكثر الحروف، وأقرب المخارج منه النّون المتحرّكة ولذلك لا يدغم فيها غير اللاّم» " (¬5) " وعند اللّغويين والقرّاء الإدغام بغير غنّة، يتحقّق نطقه في صوتي اللاّم والرّاء.
التّجانس الصّوتيّ ووظائفه:
¬__________
(¬1) - الرّسم، ص59
(¬2) - ابن جني، الخصائص، تح، محمد علي النجار، دار الكتاب العربي، بيروت، ج2، ص141.
(¬3) - الرّسم، ص59.
(¬4) - نفسه، ص65.
(¬5) - نفسه، ص65.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق