والاجتماعية بالجزائر
د/ قاسم الشيخ بالحاج
جامعة الجزائر1
كلية العلوم الإسلامية
مدخل:
تعد شخصية الشيخ اطفيش في الجزائر وبالذات في جنوبه بمنطقة وادي ميزاب رمزا يحمل دلالات متعددة الجوانب تجمع بين العطاء العلمي والمشيخة الدينية والإصلاح الاجتماعي، كما تعني مرجعية مجتمع في بعده الروحي والمعرفي والأخلاقي، وهي تشكل ما يعرف اليوم بأركان الهوية الوطنية.
ذلك لما قدمته هذه الشخصية من جهود مضنية مست جوانب الحياة المختلفة، فكانت بحق الشخصية المتميزة الرائدة الموسوعية التي قل نظيرها في تاريخ الجزائر.
عمر الشيخ امحمد اطفيش طويلا في حياتنا هذه وقدم الكثير لأمته الجزائرية والإسلامية، خاصة في الجوانب العلمية والاجتماعية من خلال تآليفه في شتى فنون العلم، كما قام بأدوار هامة في مجال الإصلاح الديني والاجتماعي، ونسج شبكة علاقات علمية وسياسية رفيعة المستوى، انطلاقا من بلدته بني يزقن بوادي ميزاب وصولا إلى أرجاء العالم الإسلامي.
إن المتأمل في جهود الشيخ اطفيش في المجالين العلمي والاجتماعي يجد نفسه في حيرة من إمكانية حصر أعماله واستيفاء حقها من التحليل والشرح، وبيان أبعادها ونتائجها على وادي ميزاب والجزائر والعالم الإسلامي.
عبر عن هذا الإحساس الشيخ عبد الرحمن بكلي أثناء كتابة بحوث عنه قائلا: «إن من يحاول الإلمام بحياة قطب الأيمة الشيخ الحاج امحمد بن يوسف اطفيش، الحافلة بجلائل الأعمال، ويتتبع جوانبها الواسعة، ويستقرئ إنجازاتها العظيمة لخير الإسلام والمسلمين، إنما يرتقي مرتقى وعرا، ويحاول عسيرا أو شططا، ويتحمل ما لا طاقة له به، وإن بذل المجهود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق