والحديث ما كان من رسول الله ? لفظًا ومعنًى لم يروه عن الله سبحانه وَتَعَالىَ يُقال له الحديث النبويُّ، ويُقال له الحديث الآحادي؛ والذي رواه عنه جماعة عن جماعة لا يمكن تواطؤهم على الكذب، يُقال له الحديث المتواتِر، فَالأَوَّلُ يفيد العمل فقط؛ والثاني يفيد العِلم اليقينيَّ إذا توفَّرت شروطه.
واليقين هو الاِعتقاد الجازم المطابق للواقع الذي لا يقبل التشكيك في اعتقاد المعتقِد، لا لكونه في الحقيقة، لأَنَّهُ قد يأتي على الصفة المطلوبة، وهو في الحقيقة غير ذلك، وهو القول النظريُّ. والصحيح أَنَّهُ يفيد العِلم الضروريَّ في الجملة، لأَنَّ الإنسان يضطرُّ إلى تصديقه، لأَنَّ العِلم بالتواتر حاصل لمن ليست له أهلية النظر كالعامِّيِّ، وليس في العامِّيِّ إذ النظر ترتيب أمور معلومة أو مظنونة يُتوصَّل بها إلى علوم أو ظُنون، وليس في العامِّيِّ أهلية ذلك، لأَنَّ الضروريَّ ما يفيد العِلم بلا استدلال. والنظريَّ يفيده لكن مع الاِستدلال، وَلأَنَّ الضروريَّ يحصل لِكُلِّ سامع، والنظريَّ لا يحصل إِلاَّ لمن فيه أهلية النظر.
والمتواتِر ليس من مباحث عِلم الإسناد، لأَنَّ عِلم الإسناد الذي هو البحث عن سلسلة الرُّواة واحدا واحدًا، من أوَّله إِلىَ مُنتهاه، عدالة وضبطًا، وعِلَّة وشذوذا، يبحث فيه عن صِحَّة الحديث أو ضعفه ليعمل به أو يُترك من حيث صِفات الرِّجال وصيغ الأداء. والمتواتِر لا يُبحث فيه عن رِجاله، بل يجب العمل به من غير بحث. ذلك أَنَّ القائل لك: إِنِّي كنت
Post Top Ad
الاثنين، 8 مارس 2021
38 كتاب فتح المُغيث في علوم الحديث الصفحة
التصنيف:
# فتح المغيث في علوم الحديث
عن MaKtAbA
فتح المغيث في علوم الحديث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق