الرِّحلة في طلب الحديث
إِنَّ نقل الحديث يكون عن طريق الرواية.
والرواية أَوَّل الأمر كانت مُشافَهَة في زمن الرسول ? وابتداءِ الإسلام. ثُمَّ تفرَّقت الصحابة في الأمصار، وتفرَّقت لذلك عُلومهم التي أخذوها سماعًا معهم. فكان من الواجب على طالب الحديث إذا سمع حديثا رواه أحد الصحابة ولم يكن في بلده أن يرحل إلى الشيخ البعيد للتثبُّت في ألفاظه، أو استفسار معناه الغامض أو غير ذلك، مع ما في ذلك من فوائد جمع شَتات السُّنَّة، إذ كان من الأحاديث ما رواه الواحد منهم مشافَهَة منفرِدا فيحجُّون له ليجمعوه مع ما عندهم من الأحاديث، وبذلك تكتمل أسانيد الباب الواحد، من أُناس سمعوها جميعا ثُمَّ تفرَّقوا، وكان الواجب جمعها إلى غير ذلك. ويَدلُّنا على ذلك قول أبي الدرداء (ت: 32هـ): «لو أَعْيَتْني آية من كتاب الله فلم أجد أحدًا يفتحها عليَّ إِلاَّ رجل بِبرك الغماد (¬1) لَرَحَلتُ إِلَيهِ» (¬2).
وكذلك جابر بن عبد الله (ت: 78هـ) اِبتاع بعيرا فشدّ عليه رَحله
¬__________
(¬1) - ... بِرك الغماد: بالكسر، هو موضع وراء مَكَّة بخمس ليال مِمَّا يلي البحر. ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج1، ص309.
(¬2) - ... ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج1، ص 400. د/ صبحي الصالح: علوم الحديث ومصطلحه، ص 54.
Post Top Ad
الاثنين، 8 مارس 2021
60 كتاب فتح المُغيث في علوم الحديث الصفحة
التصنيف:
# فتح المغيث في علوم الحديث
عن MaKtAbA
فتح المغيث في علوم الحديث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق