أولا: حمل المجمل على المبيّن:
لقد ذكر الشيخ –رحمه الله– أمثلة كثيرة على حمل المجمل على المبين، صرح في بعضها بهذا المصطلح، ولم يصرح به في البعض الآخر، بل يفسر الآية الأولى مباشرة بلفظ الآية الثانية ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنثَيَيْنِ} [النساء: 11]، يقول الشيخ: «أي يأمركم بما فيه صلاحكم في شأن ميراث أولادكم، وهذا إجمال فصله بقوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنثَيَيْنِ}» (¬2). يقول الزمخشري عند تفسيره الآية المذكورة: «وهذا إجمال تفصيله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنثَيَيْنِ}» (¬3).
وعند تفسير الشيخ لقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة: 37]، ينقل الشيخ (¬4) عن ابن عباس، وسعيد بن المسيب، الحسن بن علي ومجاهد وعكرمة: إن تلك الكلمات هي ما يحكى الله تعالى عنه: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]. فالآية الأولى مجملة، والآية الثانية مبنية لها، يقول الشيخ: «وذلك أنهن كلمات تتضمن الاعتراف بالذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه» (¬5).
ثانيا: حمل المطلق على المقيد:
ذكر الشيخ أمثلة عديدة على حمل المطلق على المقيد منها: قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]، فهذه الآية مطلقة؛ إذ الوعيد فيها يشمل من قتل مؤمنا متعمدا تاب أو لم يتب، فقيدت بقوله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَائِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 70]
ثالثا: حمل العام على الخاص:
لقد ذكر الشيخ أمثلة كثيرة على حمل العام على الخاص منها: قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} [البقرة: 221] يقول الشيخ: «ولكن خصت
¬__________
(¬1) الذهبي: التفسير و المفسرين ج 1 ص (42)
(¬2) اطفيش: هميان الزاد ج 4 ص (447).
(¬3) الزمخشري: الكشاف ج 1 ص (505)
(¬4) اطفيش: هميان الزاد ج 1 ص (485)
(¬5) اطفيش: هميان الزاد ج 1 ص (487) و للمزيد تنظر الهميان ج 1 ص (140، 143، 154، 155) ج 4 ص (441).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق