من هم الإباضية؟

من هم الإباضية؟

يقول الدكتور النامي

تعود المذهب الإباضي في إنشائه وتأسيسه إلى زمن التابعين. مؤسسها ، الذي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله ، هو التابع الشهير: جابر بن زيد الأزدي ، وهو إمام فقيه محدث ، ومن أخصب تلاميذ ابن عباس ، ومن روى. حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعدد كبير من الصحابة الذين شهدوا بدرة ، كان إمامًا في التفسير والحديث ، وله مذهبه في الفقه ، ولد في العام. 21 هـ ، وكان أكثر استقرارا بالبصرة ، وتوفي هناك سنة 93 هـ. [لم يُنسب إليه المذهب ، بل ينسب إلى عبد الله بن عباد ، وهو أيضًا من أتباع معاوية وتوفي نهاية عبد الملك بن مروان. في بداية تاريخهم تم استخدام هذه النسبة ، لكنهم استخدموا عبارة "الجالية المسلمة" أو أهل الدعوة "وأول ما جاء لاستخدامهم كلمة الإباضية كان في نهاية القرن الثالث. ].

انتشر علم جابر بن زيد على روافد كثيرة. ولعل أخصب وأجزي ما أثر عليه تلاميذه الذين انتشر مذهبهم بأيديهم أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي ودهام بن الصائب وغيرهما. وقد تم تقنين هذا الفقه في وقت مبكر ، فكان جابر بن زيد نفسه يكتب ويتراسل ، فكتب إجاباته لطلابه وأصحابه ... ، [يخبرنا التاريخ عنها. واحتفظ ببعضها حتى يومنا هذا]. كتب بعض رفاقه ، مثل عكرمة ، عبد المولى لابن عباس ، عن مسائل معينة. ما في أيدينا روايات هذا الفقه المبكر: كتاب روايات الدمام ، وفتوى الربيع بن حبيب ، وكتاب زواج جابر بن زيد ، وكتاب الصلاة عليه ، وحسابات كثيرة. على تلميذه عمرو بن حرام وعمرو بن دينار ، بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده الصحيح. تعتبر المذهب الإباضي في أساسه وأصله من أقدم مذاهب الفقه الإسلامي ، وهو نتاج مدرسة العراق والبصرة على وجه الخصوص.

ومع ذلك ، فبينما تأثرت بالمدرسة العراقية ، استخدم علماؤها على مضض رأي ومقاييس بعضهم ، وخاصة جابر بن زيد وأبو عبيدة ، لكن تأسيسها على يد جابر ، مؤلف الآثار الحديث ، جعل منهجه. البصمة والغلبة على فقه العقيدة ، والحد من تأثير مدرسة الرأي التي كان خطورتها أعظم في العراق.

إلا أن توسع المذهب الإباضي كجاذبية سياسية إسلامية عامة ضمن أن المذهب لم يكتسب صفة خاصة تهيمن عليها مدرسة معينة أو تنسب إلى مدينة معينة مثل البصرة. القرعة قبل ارسال قرار عام ارتبطت فيه المذهب بمركز التجمع الاباضي بالبصرة. عرفتهم الكوفة ومكة والمدينة وخراسان عند كبار العلماء الذين سُجلت أقوالهم في أقدم آثار علماء الإباضية.

وانتهت صورة العقيدة وانتهت أقوالها وآرائها بشكلها النهائي في ختام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة الذي خلف جابر بن زيد إمامة لمشايخ المذهب بالبصرة وهي مركز التجمع الرئيسي لعلماء الإباضية. حتى نهاية القرن الثالث أو نحو ذلك. وتحت سلطته نقل طلابه الذين أتوا إليه من المغرب والشرق إلى بلادهم التي أصبحت (فيما بعد) مراكز للدول الإباضية ، والتي لعبت دورًا سياسيًا خطيرًا في جنوب وشرق الجزيرة (اليمن). وحضرموت ثم عمان وشمال إفريقيا .. ليبيا وتونس والجزائر).

وعرف هؤلاء الطلاب باسم خاص أطلق عليهم في كتب السير الذاتية ومقررات الإباضية ، وهو الاسم: "حملة المعرفة". ومن خلال جهود حملة العلم تأسست دولة الإباضية في شمال إفريقيا. وكان إمام أول ظهور لهذه الدولة: أبو الخطاب عبد الأعلى بن السماح المعفري ، من أصحاب العلم ، وأصحابه بايعوا الإمامة في منطقة. "الصياد" بالقرب من مدينة الزنجور بطرابلس عام 140 هـ ، ولعبت دوراً مهماً في سياسة المنطقة في فترة وجيزة ، كانت تحكمها أيام الملك العباسي. ثم بعد حروب متواصلة بين جيوش الدولة العباسية وجماعات الإباضية في المغرب ، نجح تلميذ آخر لأبي عبيدة وأحد "أصحاب العلم" عبد الرحمن بن رستم الفارسي في إقامة الدولة الإباضية. . في الطاهرة التي استمرت قرابة مائة وعشرين عامًا (120 عامًا) وازدهرت