الاستقامة الجزء الثاني المصحح لأبي سعيد الكدمي - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الاثنين، 10 يناير 2022

الاستقامة الجزء الثاني المصحح لأبي سعيد الكدمي

 





الكتاب: الازدواجية في الشخصية أسبابها وعلاجها لأحمد الخليلي
ترقيم الصفحات آلي غير موافق للمطبوع
بسم الله الرحمن الرحيم
الازدواجية أسبابها وعلاجها
وصلى الله وسلم على نبيه ، وعلى آله وصحبه المتقين ....وبعد
فإن المؤمن القوي يمضي في الطريق الذي بينه الله تعالى له دون أن يلتفت لصيحات أولئك الناقمين الذين يحاولون أن يبعدوه عن طريق النور والهداية وتسجيلات المناهل للإنتاج والتوزيع يسعدها أن تصحبكم مع سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان – حفظه الله ورعاه – في الازدواجية في شخصية المسلم .
الحمد لله حق حمده ، أحمده بما هو ه أهل من الحمد وانثني عليه واستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه ، أحمده وأؤمن به ، وأتوكل عليه ، من يهد الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أرسله بالطريق السواء والشريعة السمحاء والملة الغراء ، فبلغ رسالة ربه ، وأدى أمانته ونصح هذه الأمة وكشف الله به عنها الظلمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ...
(1/1)
فالسلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته ، أحييكم بهذه التحية الطيبة المباركة وأسأل الله سبحانه وتعالى أيهدينني وإياكم لصادق القول وصالح العمل وأن يمن علينا بالإخلاص فيما نقوله وفيما نعمله أن يأخذ بأيدينا إلى جادة الصواب وأن يعصمنا من الخذلان وأن يحقق لنا الخير الدنيا وخير الآخرة ، هذا وبناء على اقتراحكم فإني أتحدث إليكم في هذه الأمسية المباركة حول موضوع الازدواجية أسبابها وعلاجها ولا ريب أن الازدواجية داء عضال يصاب به الإنسان فيؤدي به الأمر إلى الكثير الكثير من التناقضات بحيث تكون تصرفاته مزدوجة بين الخير والشر وبين الهدى والضلال وبين الرشد والغي وهذا كثيرا ما يرجع إلى جهل الإنسان مما يأتيه وما يذره فإن الجهل داء عضال إذ الإنسان بسب جهله تنقلب عنده الموازين وتتبدل لديه المقاييس فلربما حسب الخير شرا والشر خيرا وظن الصلاح فسادا والفساد صلاحا وخال العز ذلا والذل عزا وهذا كله إنما يرجع إلى الانحراف الفكري نتيجة هذا الجهل وقد يكون منشأ الكثير مما يرى عليه أعداء الإسلام من التقدم المادي ، فيحسب أن ذلك إنما يعود إلى ما هم عليه من المناهج التي هي منحرفة عن الفطرة ومنحرفة عن سواء الصراط وهذا يجعله يتظامن إليهم ويخضع لهم وينساق وراءهم ويحسب أن ذلك خير عضيم والواقع خلاف ذلك وقد جاء الإسلام الحنيف بالمنهج العدل والميزان القسط ووضع كل شيء في موضعه وأمر المسلمين بأن يكونوا أعزة فقد بين الله سبحانه تعالى أن العزة لله ورسوله وللمؤمنين ولذلك نجد في كتاب الله سبحانه وتعالى التحذير البالغ من موالاة أعداء الإسلام ونجد فيه ما يدل على أن هذه الموالاة تنحرف بالإنسان بعيدا عن سواء الصراط حتى تؤدي به والعياذ بالله إلى الانزلاق في مهاوي الارتداد فإن الله سبحانه وتعالى يقول خطابا لعباده المؤمنين { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
(1/2)
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ *وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } " المائدة : 51 -54"
(1/3)
ثم يبين سبحانه وتعالى من يجب على المسلم أن يحصر فيه ولايته فيقول { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } " المائدة : 55-56 " ما أن تأمل هذه الآيات الكريمة وجد فيها الداء والدواء ووجد فيها تشخيص العلة التي تهدد بالإنسان إلى الازدواجية والله سبحانه وتعالى يبين أن العلة الكبرى إنما هي موالاة أعداءه التي تدفع بالإنسان إلى إن يترسم خطواتهم ويحذو حذوهم ويغتر بما هم فيه وعليه ، ويحب العزة في هذا التتبع الدقيق بما يأتون به وما يذرونه حنى يكون أفعاله وأعماله صورة من أفعالهم وأعمالهم والله سبحانه وتعالى يبين أن هذه العلة تكون بسبب داء نفساني فإن الإنسان كثير ما يحسب أن موالاته لأعداء الإسلام تؤدي به إلى كثير الكثير مما يحمد عاقبته فيحسب أن العزة في هذه الموالاة ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى ينعى هذه الحالة على المنافقين الذين يوالون أعداءه فيقول : { أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعًا } ويبن سبحانه وتعالى أن هذه الموالاة قد تصل بالإنسان إلى أن ينخرط في سلك هؤلاء بحيث ينفصل تمام الانفصال عن الإسلام ، ولذلك في معرض التحذير من هذه الموالاة وبيان من يجب على المسلم أن يواليه ، يأتي التحذير البالغ من الارتداد وبيان أن من يرتد فإنما الخسارة إنما تكون عليه بنفسه فهو الذي يخسر عقباه ولربما خسر الكثير الكثير في دنياه هذه التي يحرث عليها ويؤثرها على عاجلته وهي أخراه التي تنقلب إليها والله سبحانه وتعالى يبن لنا أن موالاة اليهود والنصارى لا تبدئ للمسلم شيء بل مهما فعل المسلم من الأفعال التي يسترضي بها هؤلاء لا تؤدي به إلى أن يرضوا عنه حتى يتخلى عن دينه تمام التخلي وينخرط في
(1/4)
سلكهم تمام الانخراط فالله سبحانه وتعالى يقول خطابا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو من حيث المعنى خطابا لنا جميعا { وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } وكما أن الحق سبحانه وتعالى يحذر هذا التحذير البالغ من موالاة اليهود والنصارى فإنه عزوجل يحذر تحذيرا بالغا من موالاة جميع الكفار فهو سبحانه يخاطب عباده المؤمنون بقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِن كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } " الممتحنة : 1 " ثم يبين أن هذا كله لا يجدي مع أولئك الأعداء شيئا فيقول { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } " الممتحنة : 2 " والنبي - صلى الله عليه وسلم - ربى هذه الأمة التربية القرآنية رباها على الاستقلال في الفكر ورباها على الاستقلال في النهج ورباها على الاستقلال في كل شؤون حياتها فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان حريصا كل الحرص على أن تكون للأمة الإسلامية استقلالية تامة في تصرفاتها وفي أعمالها ولذلك كان شديد التحذير من التأثر بأعداء الإسلام في المظهر والمخبر فالمسلم يطالب بأن يكون مظهره مظهرا إسلاميا وأن يكون مخبره مخبرا ويرضى بسب موافقة الإسلام ويسخط من أجل مخالفة الإسلام ولا ينثكب عن صراط الإسلام أبدا بل يحرص دائما على أن لا يخرج عن حلول هذا الصراط هذا هو
(1/5)
المسلم الموصول بالله تبارك وتعالى وذلك تكثيرا في تلكم الروايات الكثيرة المؤثرة عنه صلوات الله وسلامه عليه في الأمر بمخالفة اليهود ومخالفة المشركين فقد كان كثيرا ما يقول : ( افعلوا كذا ولا تتشبهوا باليهود ، افعلوا كذا ولا تتشبهوا بالمشركين ، أفعلوا كذا ولا تتشبهوا بالمجوس ) وذلك كله من أجل أن تكون لهذه الأمة استقلاليتها وفي هذا الحالة تكون بعيدة كل البعد عن التناقضات وهذا ما نجده أيضا في تلكم القصة المشهورة عنه - صلى الله عليه وسلم - عندما كان ما نجده أيضا رضي الله تعالى عنهم في حالة دفن ميت ، وكان واقفا فمر به وبصحبه يهودي فقال : هكذا تصنع أحبارنا ، فقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر أصحابه بالقعود حتى لا يكون منهم تأثر باليهود ، وإن كان ذلك بالوقوف وهو من أن يكون تارة واقفا وتقضي حالته تارة أن يكون قاعدا وتقتضي حالته تارة أن يكون ماشيا ، فكيف بما وراء ذلك ؟ فكيف بالتأثر بهؤلاء في المظهر بحيث يكون الإنسان مظهره ، بحيث يتشبه بهم في لباسه أو يتشبه بهم في مأكله ومشربه ، أن الإسلام دين جاء بالدقة التامة وجاء بالتعاليم الشاملة بحيث على المسلم كيف يأكل وكيف يشرب ، وكيف ينام وكيف يلبس ، في كل شيء يؤمن المسلم أن يترسم طريقة الإسلام وأن لا يعدل عنها قيد شعره النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( كل بيمينك واشرب بيمينك فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) وإن من الازدواجية في شخصية المسلم أن يدعي الإسلام وأن يحرص على الصلاة وأن يحرص على أداة الكثير من الواجبات ومع ذلك بشماله ، كما يقتضي البركتول الجديد الآن في الأكل أن يمسك الشوكة بشماله وأن يمسك السكين بيمينه وأن يأكل بشماله كما يأكل الشيطان فإن هذا من الإزدواجي وهذا من التأثر في الإيمان فإن هذا المسلم لو كان حقيقا بوصف الإسلام لو جديرا بمعاني الإيمان لتبعد عن ذلك كل الابتعاد ولما تأثر بسلوك أولئك لأن المسلم يحرص على أن يكون
(1/6)
مؤثرا لا متأثرا وأن يكون قائدا لا أن منقادا وأن يكون في كل مجال من مجالات الحياة له شخصية وله سماته البارزة التي تميزه عن الآخرين وأعظم هذه الازدواجية ما يحصل في العقيدة فالله تبارك تعالى شرع لنا الإسلام دينا وبين لنا في كتابه الكريم أن هذا الإسلام إنما هو دين الحق وأنه الدين الذي جاء به جميع المرسلين فإنه ما من رسول رسله الله إلا وقد جاء بهذا الإسلام وكتاب الله تعالى ينادي بذلك ، فعندما يتأمل الإنسان السور القرآنية يجد أن القرآن الكريم يدل على أن الإسلام هو دين الله الذي شرعه لكل عباده منذ خلق السماوات والأرض ، فالله تعالى يقول : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } " الشورى : 13 " فالله سبحانه وتعالى يبين لنا هنا أنه شرع من الدين ما شرعه لمن قبلنا بواسطة أولئك المرسلين ، فهذا الدين هو الذي جاء به موسى وهو الذي جاء به عيسى وهو الذي جاء به نوح وهو الذي جاء به النبيون من قبل ، ويأتي في كتاب الله سبحانه وتعالى النص الصريح بأن نوح عليه السلام كان مأمورا أن يكون على الإسلام فإن الله حكى عنه قوله : { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } ويقول الله سبحانه وتعالى في إبراهيم عليه السلام { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } " آل عمران : 67 " .
(1/7)
ويأتي كتاب الله سبحانه وتعالى بيان أن إبراهيم عليه السلام أمن بالإسلام وأن الإسلام كان وصية لنبيه كما كان وصية يعقوب عليه السلام لنبيه فالله سبحانه وتعالى يقول { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ *أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } " البقرة : 130 -133 " ويأتي كتاب الله سبحانه وتعالى أيضا النص الصريح على أن موسى عليه السلام أمر قومه أن يتوكلوا على الله سبحانه إن كانوا مسلمين { فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنْتُم مُّسْلِمِينَ } هكذا قال موسى عليه السلام لقومه وهم يتعرضون للإيذاء من قبل فرعون وآله وهذا يدل على أن رسالة موسى عليه السلام كانت رسالة الإسلام وهذا ما دل عليه قوله سبحانه وتعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا } " المائدة : 44" كما أن القرآن الكريم دل أيضا على أن أهل بيت لوط عليه السلام كانوا على الإسلام ، فإنه سبحانه وتعالى يقول { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } " الداريات : 35-36 " وكذلك جاء القرآن الكريم بما يدل على أن الحواريون أعلنوا إسلامهم وهم أنباع عيسى عليه
(1/8)
السلام وأن الله سبحانه وتعالى يقول : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } " المائدة 111 " كذلك أيضا نجد في هذا القرآن الكريم وقد سألوا الله سبحانه وتعالى أن يتوفاهم مسلمين فقالوا : { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } وكذلك ذكر الله دعاء يوسف عليه السلام الذي قال فيه : { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } " يوسف : 101 " فهو سأل الله سبحان وتعالى أن يتوفاه على الإسلام وكذلك يقول فيما يتعلق بأهل الكتاب الذين استمسكوا بالكتاب وأتبعوا العقيدة الصحيحة لتي نزل بها الكتاب من عند الله ولم يحيد عنها قيد شعره حتى جاءهم الحق سبحانه وتعالى عبده ورسله محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } " القصص : 52-53 " فهؤلاء كانوا على الإسلام من قبل هذا القرآن أي من قبل أن ينزل على قلب نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل السلام وهذا مما يعلنونه بأنهم وفي هذا ما يكفي دلالة على أن الإسلام وحده هو دين الله تعالى الحق عندما جاء كذلك نجد في كتاب الله أن فرعون أدعى الإسلام عندما حاق به العذاب وأحس بالهلاك فالله سبحانه وتعالى يقول في ما يحكيه عنه { آمَنتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } " يونس : 90 " وهو دعي الإسلام في هذه الحالة وذلك عندما أدركه الغرق وجاء النص الصريح في كتاب الله بأن الله سبحانه وتعالى لا
(1/9)
يقبل من الناس إلا دين الإسلام وأنه الدين الوحيد الذي هو مقبول عنه تعالى فالله تعالى يقول : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } " آل عمران 85 " ويقول بجانب ذلك أيضا : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ } ومع هذا كله نجد أولئك الذين تمكنت الازدواجية في نفوسهم فأثرت على عقيدتهم يزعمون إنهم على الإسلام ، ومع ذلك يبدون بين الإسلام وغيره ، ويزعمون أن اليهودية والنصرانية كالإسلام وإن كل من ذلك الحق ،وأن هذه الديانات ديانات إبراهيمية ، هكذا يقولون جهرة وهذا النص الصريح الذي ينص على أن إبراهيم عليه السلام برئ من اليهودية والنصرانية فالله تعالى يقول : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا } .
(1/10)
فكيف تنسب الديانات المخالفتان لعقيدة التوحيد إلى إبراهيم عليه السلام الذي هو إمام الحنفيين والذي كان وحده موحدا دون غيره في الأرض في بادئ أمره وهو الذي أعلن الحرب على الكفر والكافرين والشرك والمشركين وتبرئ من كل أعمال قومه الشركية التي تتنامى مع عقيدة التوحيد التي آمن بها أنه من العجيب أن يقبل الإنسان بأن يكون ما في النصرانية حق مع اعتقاده أن الإسلام وحده هو الحق فلأن كان يعتقده ما في النصرانية حق فلا ريب أنه كفر بما في الإسلام ، لأن الإسلام دل على أن هذه النصرانية ليست هي من الحق في شيء وأنها منافية للحق الذي دعي إليه الله سبحانه وتعالى به رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام فالله تعالى يقول : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } وقال : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ } ونجد النص على أن هؤلاء الذين كفروا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبما انزل إليه ولو كانوا من أهل الكتاب ، نجد النص على أنهم كفرة فالله سبحانه وتعالى يقول : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } " البينة : 6 " بل يصف الله سبحانه وتعالى أولئك بالشرك ذلك لأنهم اتخذوا مع الله آلهة أخرى يقول الله سبحانه وتعالى : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } " التوبة 31 " ينزه الله تعالى نفسه عن شركهم فيقول سبحانه " عما يشركون " وفي هذا تقرير لأنهم كانوا على الشرك وأن عقيدتهم عقيدة الشرك لأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وكذلك
(1/11)
المسيح ابن مريم اتخذوه إله من دون الله سبحانه وتعالى وهذه هي عقيدة الشرك عينها فكيف مع ذلك نجد الكثير الكثير من الذين يضمون إلى لواء الإسلام وينادون باسم الإسلام ويرفعون شعار الإسلام يزعمون أن هؤلاء على الحق وان عقيدتهم بريئة من الشرك بل ربما غضب أحدهم إذا نسب إليهم الشرك أو نسب إليهم الكفر مع هذه الآيات الصريحة الواضحة هذا وفي كتاب الله سبحانه وتعالى ما يدل على دلالة واضحة أن العقيدة الحق تقتضي الإيمان بجميع الرسل من غير تفرقة بين رسول ورسول فالمؤمن هو الذي يكفر برسول من رسل الله سبحانه فالله تبارك وتعالى يقول : { قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } " البقرة : 136 " ثم يقول : { فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } " البقرة : 137 " ويقول أيضا سبحانه وتعالى مؤكدا هذا المعنى في سورة آل عمران : { قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } ثم يتبع قوله : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ذلك لأن دين الإسلام هو الذي جاء بهذه العقيدة الخاصة عقيدة الإيمان بجميع الرسل والإيمان بجميع الكتب وعدم التفرقة بين كتاب وكتاب وعدم التفرقة بين رسول
(1/12)
ورسول في الإيمان لأن الكل من عند الله ، فكيف يرد بعض ما جاءوا به مع أنهم جميعا يصدرون في ما يأتون به عن وحي الله سبحانه وتعالى إذ لم يكن لهم هون فيما جاءوا به وإنما نطقوا بأمر الله وبلغوا وحي الله سبحانه وتعالى ولذلك يقول الله سبحانه { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } " النساء : 150 " الرسل ويكفرون ببعض هؤلاء الرسل مع أن هذه الرسالات جميعا إنما هي هذه الرسالات الله سبحانه وتعالى ولا مجال لحال من الأحوال لأن يكفر الإنسان بعضها على أن الله سبحانه وتعالى جعل كل رسول من هؤلاء الرسل يأتي مصدقا لما قبله من الرسالات فإن كل رسول من الرسل يدعو إلى الإيمان بجميع رسالات الله سبحانه وتعالى به ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أخبر الله سبحانه وتعالى بأن أهل الكتاب يجدون نعته في ما أنزل إليهم من التوراة والإنجيل ويؤيد سبحانه وتعالى أيضا أن من كفر به ومن كفر بما أنزل عليه فالنار موعده ومن كفر به من الأحزاب أن يجمعوا بين النقائض الذي جاء به رسول يعبدون عن منهج الإسلام وقد أصيبوا في فكرهم بالازدواجية المتناقضة التي تدعو المسلمين إلى أن يعتبروا لحالهم فأن العاقل من اعتبر به غيره هذا .
(1/13)
ونجد في كتاب الله سبحانه وتعالى العلاج لهذه الازدواجية فأن القرآن الكريم يدعو إلى طاعة الله سبحانه تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتحكيمها في كل دقيقة وجليلة ويدعو إلى أن تكون موالاة المسلم لله سبحانه ولرسوله وللمؤمنين وأن يكون المؤمن معاديا لأعداء الله تعالى الكافرين فالله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يقول : { وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } ويقول سبحانه وتعالى { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا } " الأحزاب : 36 " { وما أرسلنا من رسولا إلاليطع بأذن الله } ويقول سبحانه { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } النساء : 59 ، فيأمر أن بأن التنازع أن يكون الأحكام إليه وإن يكون الأحكم إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وذلك جاء على أثر قول سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ } وفي هذا ما يدل على أن طاعة الناس ما عدا رسول - صلى الله عليه وسلم - لابد أن تكون طاعته منضبطة بضوابط الشرع بحيث تكون مقيدة بطاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولذلك عندما يقع الاختلاف ويقع التنازع يكون الاحتكام إليه سبحانه وتعالى وإلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وكذلك نجد في كتاب الله تعالى ما يدل على حصر الولاية في الله تعالى وفي رسوله وفي عباده المؤمنين بحيث تكون الموالاة المؤمن لهؤلاء فالله سبحانه يحذر في كتابه كل تحذير من أن يتخذ المسلم الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، يقول الله سبحانه وتعالى : {
(1/14)
بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعًا } " النساء : 138 -139 " فقد جعل الله سبحانه وتعالى موالاة أعداءه الكافرين من صفة أعداءه المنافقين فهم الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين وهم يبتغون بذلك العزة وهم لا يدركون بأن العزة لله تعالى جميعا ، فكل عزة إنما هي لله ، فالله تبارك وتعالى وحده هو العزيز المطلق فكل من عز فإنما يعز بفضل الله تبارك وتعالى الذي يعز من يشاء ويضل من يشاء ، وقد كتب العزة لعباده المؤمنين ، فعباد المؤمنين وان وهم أمرهم وضعف حالهم لأبدان يعزهم الله فالعز كل العز في الاستمساك بما هو فيه وعليه .
(1/15)
فعباد الله تعالى المؤمنون وإن وهن أمرهم وضعف حالهم لابد من أن يعزهم الله فالعز كل العز بالاستمساك بما هو فيه وعليه ويقول سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا للهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا } " النساء : 144 " ثم يتبع ذلك قوله : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } " النساء : 145 " وفي هذا ما يهزن بأن موالاة هؤلاء الكافرين من علامات النفاق ومن دلائل النفاق فلذا جاء الوعيد على النفاق بأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار إثر التحذير من موالاة أعداء الله تعالى الكافرين وفي كتاب الله سبحانه وتعالى ما يبين لنا الأسوة الحسنة التي يجب على المسلم أن يحرص عليها فهو سبحانه وتعالى يقول : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } " الممتحنة : 4-5 " ثم يتبع قوله { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } " الممتحنة : 6 " في هذه الآيات الكريمة يأمر الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين
(1/16)
أن يتأسوا بإبراهيم والذين معه فإبراهيم والذين معه فإبراهيم والذين معه تبرؤا من أعداء الله تعالى الكافرين ويبين الله سبحانه وتعالى أن هذا التأسي مشروع إلا في أمر واحد فقط ينهى المؤمنون أن يتأسوا بإبراهيم فيه ذلك إن إبراهيم إنما فعله لسبب من الأسباب وقد انتهى ذلك السبب ولم يشرع لنا ذلك السبب فهو الدعاء للكافرين بمغفرة غلا قول إبراهيم لأبيه { لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِن شَيْءٍ } ها القول وهو قول إبراهيم لاستغفرن لك ليس لأي مسلم أن يتأسى بإبراهيم فيه لأن الاستغفار إنما كان لسبب كما يقول الله سبحانه وتعالى { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ } كانت هناك موعدة من إبراهيم عليه السلام أن يستغفر لأبيه ربه سبحانه وتعالى رجاء أن يتوب الأب إلى الله وأن يؤمن بالله ولكن لما تبين له انه عدو الله تبرا منه { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } والله سبحانه وتعالى يبين لنا أن هذا الإقتداء بإبراهيم ومن معه في هذا الأمر من علامات الإيمان وأن المؤمن الحق ومن تأسى بإبراهيم ومن معه فإن الله تعالى يقول { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ } " الأحزاب : 21 " فالتأسي بإبراهيم ومن معه في عدم موالاة الكافرين بل في البراءة من الكافرين من الأمور التي يقتضيها الإيمان بالله واليوم الآخر ثم يتبع ذلك التهديد بأن من أعرض عن هذا الأمر وابتعد عن التأسي بهم فإنما يضر نفسه وليس يضر ربه سبحانه وتعالى فالله هو الغني بحيث يقول الله سبحانه وتعالى { وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فمن أعرض عن هذا التأسي فإعراضه إنما يضر به نفسه والله تبارك وتعالى هو الولي وهو الغني وهو الحميد فهو سبحانه وتعالى لا يضره من فعل العباد شيء هنا العلاج النافع
(1/17)
حتى يكون شخصية متزنة من غير متناقضة وليس فيها من الازدواجية شيء المسلم شخصية لا تتلقى إلا عن الله سبحانه وتعالى بحيث لا ترضى أن تقارن بين ما جاء من عند الله بما جاء من عند غيره لأن ما عند الله هو الحق وما كان مخالفا له من ما جاء من عند غيره سبحانه وتعالى فهو الباطل ولا يمكن للمسلم أن يقبل الباطل وغنما يقبل الحق وحده فلا يتلقى المؤمن إلا عن الله ولذلك لا يكون احتكامه غلا على الله سبحانه وتعالى على أنه الله سبحانه وتعالى على أولئك الذين يزعمون أنهم مؤمنون وهم مع ذلك يحتكمون إلى غيره يقول سبحانه { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا } " النساء : 60-61 " فهؤلاء الذين يزعمون بأنهم مؤمنون ثم هم بجانب ذلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت والطاغوت يراد به هنا كل ما كاد مخالفا لشرع الله كل ما كاد مناقضا لأمر الله ، كل ما كاد بجانب لك هذه الذي أنزله الله سبحانه تعالى فكل من ذلك هو داخل في حكم الطاغوت ومن ابتغى حكم الطاغوت من دون حكم الله سبحانه فقد ضل ضلالا بعيدا ويبين لنا سبحانه وتعالى أنمن شان المنافقين أنهم إذا دعوا إلى حكم الله وإلى ما أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام صدوا صدودا هذه هي طبيعية المنافقين وقد بين الله سبحانه وتعالى أن كل حكم يخالف حكمه عزوجل فهو من حكم الجاهلية فقد قال تعالى : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } " المائدة : 50 " وقد جاء قبل ذلك
(1/18)
ما يدل على إن من حكم بغير ما انزل الله فهو كافر ظالما فاسق ذلك لأن الله تعالى قال { وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } " المائدة : 47 " وقال : { وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } " المائدة : 45 " فمن التناقض العجيب أن يرفع الإنسان عقيدته بكلمة التوحيد وينادي بأن لا إلى إلا الله وأن محمد رسول الله مع أنه بنفسه يناقض نفسه بحيث لا يحكم الله ويرضى لحكم الطاغوت ليس هو من الفطرة في شيء وليس هو من الهدى في شيء وليس هو من الصلاح في شيء إنما المسلم يوقن كل الإيقان بأن الحق الذي أنزله الله سبحانه وتعالى فيه سعادة البشرية وفيه مصلحة البشرية وفيه هدى هذه البشرية وإن البشرية لم تصب بما أصيب به من الاضطراب والمحن والشقاق والنزاع والتفرق إلا سبب التنكب عن الصراط السوي الذي جعله سبحانه وتعالى خيرا لهذه الإنسانية بأسرها على أن تلقى الله عزوجل ، وهذا يعني إن على هذا الإنسان وهو ربما يقع في هذه الازدواجيات أن يرجع إلى نفسه وأن يخلص أيمانه لربه سبحانه وتعالى حتى يكون في ذلك شفاؤه فإنه عندما يخلص إيمانه لله لا ريب أنه يدرك تمام الإدراك أن سعادته مرهونة بامتثاله لأمر الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا جميعا الصواب وأن يوفقنا السلوك طريق السداد وأن يحيينا ويميتنا على سواء الصراط انه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم المصير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
س1 : ما هي الخطوط الحمراء يبين الموالاة لأعداء الله وعدمها ؟ أي كيف كون المسلم مواليا أو غير موال ؟
(1/19)
الموالاة هي في الحقيقة تنشأ عن الإعجاب بمن يوالي الإنسان فمن شأن الإنسان أن يحجب ببعض الناس الذين يفوقونه في بعض الأمور وهذا مما يؤذي به إلى أن تكون محبتهم واقعة في نفسه موقفا عظيما ولربما جره ذلك إلى إتباع عاداتهم ولا ريب أن لا تباع العادات وترسم الخطوات لا يكون ذلك من الناس وقد يكون سبب هذا ما يشعر به الإنسان من هزيمة في نفسه ومن تعص يؤدي به إلى الرغبة في أن يجبره بمثل هذه الأحوال لنه الضعيف دائما يجب أن يظهر نفسه بمظهر القوة والذليل يريد أن يظهر نفسه بمظهر الذل ، فعندما يشعر الإنسان بالضعف وعندما يشعر بالفخر وعندما يشعر بالمذلة يريد أن يحاكي غيره ليظهر بمظهر آخر ، وبسبب اعتزاز الناس بما وصل غليه الكفرة من القوة المادية كثيرا ما يريدون أن يقلدوهم في الأشياء حتى يظهروا بمظهر القوة قبل كل شيء أنما حصلت لهؤلاء لأنهم أخذوا بأسباب هذه الحياة ونحن أهملناها ولم تأتيهم هذه القوة بسبب الفساد الاجتماعي أو بسبب العقيدة الضالة أو بسبب الزيغ عن سواء الصراط أنما جاءت بسبب أنهم أخذوا بأسبابها ولكن مع ذلك هل هم في سعادة بما آتاهم الله تبارك وتعالى من قوة ونحن لا ريب أننا ندعو المسلمين على أن يأخذوا أسباب القوة التي أخذ بها أعداهم نحن لا يضرنا أن تترسم خطوات أعدائنا في الأخذ بالأسباب القوة لا يضرنا ذلك بشيء وإنما يضرنا أن نترسم خطواتهم فيما يتعلق بسلوكهم الاجتماعي وفيما يتعلق بسلوكهم الشخصي فعن ذلك مما يتنافى مع عقيدة مع الإسلام نحن مع الأسف الشديد قلدناه في فسافس الأمور ولم نأخذ بأسباب القوة التي أخذوا بها ، يا ليت المسلمين أخذوا بأسباب القوة وكانوا كأولئك في الصناعات وكانوا كأولئك في تنظيم أحوالهم المعشية وكانوا كأولئك في أنواع الابتكارات التي وصلوا إليها ولكن فيما قلده المسلمون ، قلدوه في كذبت إبريل سمعوا يكذبون في أو يوم من إبريل فتفنن المسلمون في الكذب في ذلك الأولى هي تقليد أعداء
(1/20)
الإسلام وتقليدهم كما ذكرنا من علامات النفاق والكبيرة الثانية هي الكذب مع أن الكذب لا يصدر عن مؤمن فإن الله تبارك وتعالى يقول : { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } " النحل : 105 " والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( يطبع المؤمن على الخلال كلها ليس الخيانة والكذب )) والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما تحدث عن صفات المنافقين كان من ما وصف المنافق به أنه إذا حدث كذب ، فإن كيف هؤلاء يرضون لأنفسهم أن يكذبوا من غير أن تكون هنالك ولا مصلحة وهمية ما عدا الرغبة في الظهور بمظهر أولئك فهذا مما يدل على مركب النقص الذي وقع فيه المسلمون والذي اتصفوا به حتى أرادوا أن يدبروا بهذا النقص بمثل هذه التررهات وهذا مما يدل على الانحراف الفكري ومن المعلوم أيضا أن المؤمن يرضى ربه سبحانه وتعالى قبل أن يرضى غيره ولو كان ذلك الغير أقرب قريب إليه واصدق صديق له وأجر حبيب إلى نفسه فالله سبحانه وتعالى يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ } " التوبة : 23 " ويقول { لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } " المجادلة : 22 " فليس من شأن المسلم أن يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إلى نفسه وأعز عزيز عنده فإن هذه الموادة تتنافى مع الإيمان فكيف بما إذا كان هذا الكافر من أعداء وأشد الناس ضراوة على الذين امنوا فكيف مع ذلك كله أن يخلصوا له المؤمن والمودة وكيف تظهر هذه المودة في سلوكهم هذا المسلم بحيث يحرص على ترسم خطوات أولئك والله تعالى المستعان .
(1/21)
س2 : من عادة النصارى تبادل التهاني في يوم ميلاد المسيح عليه السلام فهل يجوز للمسلم أن يقبل التهنئة من النصارى ؟ وهل يجوز له أن يقدم التهنئة ؟
قبل كل شيء أن ندرك أن ميلاد المسيح عليه السلام لا نؤمن بأنه كان في الوقت الذي حدده النصارى بل تنبه بعض المعاصرون إلى أن في القرآن الكريم ما يدل أن ميلاد المسيح عليه السلام ما كان في الشهر الثاني عشر كما يزعم النصارى لأن ذلك الشهر كان في الشتاء والله تبارك وتعالى عندما كر قصته في القرآن قال { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا } " مريم : 25 " فقد كان ميلاد المسيح عليه السلام إذ بان حمل النخيل للرطب وذلك إنما هو الصيف وليس هو في كتاب ألفه أحد العلماء بعنوان " ما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير " أن النصارى عندما دخلوا في ديانتهم ما ادخلوه بالعقائد الوثنية وأن من الذين تأثروا بهم البوذية فالبوذية يعتقدون أيضا أن بوذا ولد لخمس وعشرين مضت من الشهر الثاني عشر كاعتقاد النصارى واعتقدوا أيضا ما يعتقده النصارى مما بأنه صلب واعتقدوا الكثير الكثير من ما هو واقع في العقيدة النصرانية وهذا ما يجعل للإنسان قبل كل شيء يراجع نفسه فيما يقول ذلك أن ميلاد المسيح كان في الخامس والعشرين من الشهر الثاني عشر من الشهور الشمسية ، وبما أنن لا نثق بما يقوله أولئك بل يقتضيا الأمر أن نكذبهم بدليل الآيات القرآنية التي تدل على خلاف ما يقولون بما أن الواقع كذلك فعلينا أن لا نعرب عن موافقتهم في هذا المعتقد هذا من ناحية أخرى فإن ما يفعله النصارى غنما هو البدع الزائفة عن سواء الصراط فلذلك لا يحسن بنا أبدا أن نجاملهم في بدعتهم ولا يجوز لنا في أي حال من الأحوال فضلا عن كون معتقد النصارى فيما يتعلق بالمسيح معتقدا ضالا عن العقل فضلا عن كونه بعيدا عن الوحي فإنهم يعتقدون بأن المسيح عليه السلام أختمت فيه طبيعة
(1/22)
الناسونية والآهويتة أي اجتمعت فيه الطبيعة الإنسانية والحقيقة الإلهية وهذا أمر لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال وعندما سألت أحد أساقفتهم هل يعتقدون أن المسيح عليه السلام حملة به مريم كإنسان أو كإله هو إنسان قلت له وأنتم تعتقدون أن هذا الإنسان هو الإله فإذن ذالكم الإله هو نفسه الذي حملت به مريم قال : نعم ، وهذا لا ريب إنه منطق غير مقبول عقلا فضلا عن أن يكون مقبولا دينا فالمسلم عليه أن يبتعد عن مثل هذه الأشياء وعليه أن يقيم الحجة على أولئك الضلال بأنهم ليسوا من الحق في معتقداتهم هذه في شيء فكيف نجاملهم بقبول التهاني منهم إرسال التهاني إليهم والله تعالى المستعان .
س 3 : بعد أكمال الدراسة يتأخر بعض الطلبة لحضور حفل التخريج وقد ثبت من مراسيم هذا الحفل أم يدخل أحد الكهنة حاملا معد الصليب وغير ذلك من طقوس النصارى التي عادة ما يمارسوها في الكنيسة فهل يجوز للمسلم أن يحضر مثل هذه الحفلات ؟
لا يجوز للطالب أن يحضر حفلا تكون فيه بدعة تؤدي إلى المنكر أو تؤدي إلى الضلال إلا أن يحضرها منكرا لها فإن كان بإمكان هذا الطالب أن ينكر هذا الأمر أن يبين الحق فليفعل وإن لم يكن بإمكانه ذلك فليبتعد عن حضور مثل هذه المشهد والله تعالى المستعان .
س4 : رجل غير مسلم يرغب في دخول المسجد لسماع خطبة الجمعة ومشاهدة المصلين وكذلك يرغب في اقتناء مصحف مترجم المعاني مع وجود النص القرآني في نفس المصحف فهل يجوز له ذلك ؟
(1/23)
ينبغي في مثل هذه الحالة أن يؤمر هذا الإنسان بأن يستحم حتى يدخل وفيه شيء من النظافة ثم بجانب ذلك يؤمر أيضا عندما يعطي القرآن الكريم أن لا يمسه إلا عندما يكون مستحما ور بأس عندما يقرأ من كتاب ترج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *