الاقتصاد و الربا لمحمد خبزي - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الاثنين، 10 يناير 2022

الاقتصاد و الربا لمحمد خبزي

 





الكتاب : الاقتصاد في تكاليف الزواج لأحمد الخليلي
ترقيم الصفحات آلي غير موافق للمطبوع
الاقتصاد
في
تكاليف الزواج
سماحة الشيخ
أحمد بن حمد الخليلي
المقدمة
الحمد لله الذي رغب في النكاح ودعا إلى تيسير أسبابه، وحذر من السفاح وأمر بإغلاق أبوابه، أحمده تعالى حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله بالحجة البيضاء والشريعة السمحاء، فبلغ رسالة ربه، وأدى أمانته، ونصح هذه الأمة، ودعا إلى الله على بصيرة، وجاهد في سبيله حتى أتاه اليقين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛؛؛
فالسلام ورحمه الله وبركاته،
إنها لفرصة سعيدة أن يجمعنا الله سبحانه وتعالى في هذا الجامع الميمون، وفي هذه الليلة من هذا الشهر المبارك شهر ربيع الأول، الذي تتجدد فيه ذكرى ميلاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وما أحرانا ونحن نسر بهذه الذكرى الميمونة، أن نحرص كل الحرص على إحياء سنته - صلى الله عليه وسلم - وعلى إماتة كل ما خالفها من البدع، وأن نقيم حياتنا على سواء المنهاج، لنكون معاً من أتباع سيدنا رسول - صلى الله عليه وسلم - .
الحاجة إلى الزواج
إن من الأمور البارزة التي تحتاج إلى بذل الوسع من أجل حلول مشكلاتها قضية الزواج، فإن الزواج سنة من سنن الله تعالى في الحياة، وقد امتن الله به عز وجل على عباده عندما قال: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (1) وقال الله سبحانه: { وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } (2) .
__________
(1) الروم / 21.
(2) النحل / 72.
(1/1)
والله سبحانه وتعالى لم يشرع هذا الأمر في كتابه الكريم ويجعله سنة من السنن في حياة البشر إلا من أجل ما علمه من حاجتهم وتوقف الحياة عليه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل الزواج سبباً لامتداد هذه الحياة عبر الأجيال، فيكون في ذلك امتداد للوجود البشري، فما أعظمها من حكمة!.
وقد حض الله سبحانه وتعالى على الزواج في كتابه الكريم في معرض الأمر بالأخلاق الفاضلة والتمسك بالآداب الراقية والتحذير من الانحطاط إلى دركات الفساد، فالله سبحانه وتعالى يقول: { قل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (1) .
__________
(1) النور / 30-31.
(1/2)
إن الله سبحانه وتعالى أمر في هاتين الآتين الكريمتين عباده المؤمنين وإماءه المؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج، وأمر إماءه المؤمنات أن يحرصن على الآداب التي تصون وتحفظ كرامتهن، واتبع ذلك سبحانه وتعالى الأمر بتيسير الزواج عندما قال: { وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ } (1) لأن في هذا الجانب الإيجابي ما يقي من الانحدار في الدركات الهابطة؛ عندما يستجيب الإنسان لداعي الفطرة الملحة بطريقة شرعية منظمة، يرتفع بها الإنسان عن أن يكون كالبهيمة العجماء التي لا يربط بين أفرادها رابط، فالله سبحانه وتعالى جعل الإنسان مدنيا بطبعه اجتماعيا بفطرته، ولذلك كان الفرد البشري ينشأ في محضن الأسرة التي ترعاه منذ طفولته، ويرتبط بهذه الأسرة ارتباطاً تناط به أحكام شرعية جمة، من أجل أن يحفظ الإنسان قيمته في هذه الحياة، وأن يؤدي واجباته فيها على النحو الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
__________
(1) النور / 32.
(1/3)
والنبي - صلى الله عليه وسلم - حض على الزواج أيما حض، فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء)) (1) ترون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا يرشد إلى الصوم الذي هو عبادة لله سبحانه وقربه إليه، وفيه تهذيب للنفس وتنوير للبصيرة وتطهير للسريرة وإحياء للضمير، ولكن قبل أن يرشد إليه أرشد إلى أن يعف الإنسان نفسه أولاً بطريق النكاح الشرعي عندما قال - صلى الله عليه وسلم - : ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)) فإن في هذا الزواج تلبية لداعي الفطرة، واستجابة لضرورة الحياة، وحفاظا على استمرار النسل، وقياما بأمر الله تعالى في تربية الأولاد على النحو الذي يرضي الله عندما يتعاون الزوجان على هذه التربية، ويقول - صلى الله عليه وسلم - حاثاً على تيسير أمر الزواج: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) (2) .
الغاية من المهر
ومن المعلوم أن لهذا الزواج الشرعي أحكاماً وشرائط متعددة، تدور كلها في فلك سماحة الإسلام وطهره والنزاهة التي يأمر بها ويدعو إليها، ومن بين هذه الأحكام والشرائط أن الله سبحانه وتعالى أمر بصداق النساء لأجل التمييز ما بين النكاح والسفاح، فقد قال سبحانه: { وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } (3) وجاء في الحديث الصحيح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ((لا نكاح إلا بولي وصداق وبينة)) (4) فالنكاح يتوقف على الولي والصداق والبينة.
__________
(1) البخاري (4778).
(2) البيهقي (13259).
(3) النساء / 4.
(4) الإمام الربيع (673).
(1/4)
ولكن ما هو الصداق؟ هل هو أمر مجحف لمال الإنسان أو أنه شيء ميسر، إن الصداق المأمور به هو الذي يميز بين الحق والباطل، وبين ما شرعه الله سبحانه وتعالى من النكاح وما حرمه على عباده من السفاح، وهو ليس أمراً فيه كلفة، ولا ينبغي للإنسان أن يعسره وقد يسره الله سبحانه، فما يسره الله سبحانه يجب أن ينبغي يبقى على يسره بحيث لا يعسر بسبب أطماع الناس أو عاداتهم أو طموحاتهم في أن يظهروا بمظهر العظمة والبذخ والإسراف في معاملاتهم فيما بينهم.
(1/5)
والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أصدق نساءه وفرض الصدقات لبناته كان مراعيا لسماحة الإسلام، فهو لم يكن مغالياً في الصدقات التي منحها نساءه وإنما أصدقهن الشيء اليسير الذي ليس فيه كلفة على العباد، وفرض لبناته على أزواجهن من الصداق أيضا ما كان أمرا يسيراً ليس فيه كلفة ولا مشقة على العباد، فهو عليه أفضل الصلاة والسلام عندما تزوج اتبع هذه السنة التي أمره الله سبحانه وتعالى بها؛ وهي إيتاء النساء صداقتهن فما غمطهن شيئا من حقوقهن، وعندما زوج بناته - صلى الله عليه وسلم - أيضاً لم يغمطهن حقهن بل فرض لهن على أزواجهن من الحق ما هو في مستوى غيرهن من النساء ولكنه لم يغلي في ذلك فما فرض لبناته الشيء الكثير، فمن المعلوم أن كل أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرف بشرف الانتماء إليه - صلى الله عليه وسلم - من حيث المصاهرة، فما من أحد كان يزهد في الأمر، وكل واحد منهم هو مستعد لأن يضحي بكل غال وثمين في هذا السبيل، وأي شرف أعظم من أن يشرف الإنسان بالانتماء إلى أسرته صلى الله عليه وسلم، لم يكن هذا الصداق رمزاً لمقدار قيمة هذه النساء وإنما كان رمزاً للتفريق بين الحق والباطل، فلو كان رمزاً لقيمة النساء لكانت أولى بذلك بنات رسول الله تعالى على أزواجهن للارتباط بهن لينالوا بذلك القربى من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكن الأمر لم يكن أمراً معقداً فلم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أزواج بناته أن يدفعوا إليهن الصدقات العالية، عندما زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قرة عينه السيدة فاطمة رضي الله عنها لابن عمه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: أعطها شيئا. قال: ليس عندي. قال: وأين درعك الحطمية؟، (1) هكذا كانت السماحة، لم يكن ذلك بالشيء العسير، كما يتصور الناس اليوم ولم تكن هنالك مباهاة في هذه الصدقات.
المهر حق للزوجة
__________
(1) المعجم الأوسط؛ الطبراني (7237).
(1/6)
هذا؛ ومن المعلوم أن الصداق هو حق للمرأة وحدها، فالله سبحانه وتعالى يقول: { وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } ولم يقل وآتوا أولياء النساء صداقتهن، فإن الصداق لهن دون غيرهن، بل يسر الله تعالى الأمر فأباح للمرأة أن تتسامح في أمر صداقها: { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً } نعم؛ عندما تطيب نفس المرأة بأن تسقط عن زوجها شيئا من الصداق الذي فرضه لها ولو كان مشترطاً من قبل فلا حرج على الزوج في قبوله وأكله، بل ذلك يعتبر من الحلال السائغ له ولذلك قال الله تعالى: { فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا } ولا يكون غير الحلال هنيئا ولا مرئيا.
(1/7)
وبسبب هذا فإنه من المحرم أن يعقّد الناس أمر الزواج مما يفرضونه لأنفسهم من صدقات لبناتهم أو سائر أوليائهم، فإن ذلك لا يأكلونه هنيئاً ولا مريئاً بل يأكلونه سحتاً وحجراً محجوراً، كيف؟ وفي ذلك ما فيه من المفسدة، ففي ذلك تعقيد لأمر الزواج الشرعي، وفيه ما يدفع بالشباب والفتيات جميعاً إلى المعاصي وارتكاب الموبقات والوقوع في المحظورات، وأنا نفسي أطلعت على الكثير من ذلك، فكم من فتاة شكت إلي ما تجده بسبب هذا التشدد من وليها في أمر الصداق من شدة كبح هذه الفطرة ومقاومة هذه الرغبة الملحة في نفسها، فإن الفطرة موجودة في جميع الجنسين ،وهل يرضى هؤلاء أن يدفعوا بناتهم دفعاً إلى ارتكاب المحظورات، أو يسر أحدهم أن تنقلب ابنته إليه وقد حملت من سفاح أو يجد في ذلك ما يريح ضميره ويرضي طموحه؟! فإنهم ولا ريب يدفعونهن إلى المعصية دفعاً بهذه المغالاة والحرص على المهر الوافر، والله سبحانه وتعالى أن يوصد أبواب الفساد بأسرها، فأنتم ترون عندما أمر الله سبحانه وتعالى من غض الأبصار وحفظ الفروج إلى غير ذلك من الآداب الشرعية والقيود الإسلامية اتبع ذلك الحض على نكاح الأيامى والصالحين من العباد والإماء: { وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ } والأيم من لم يتزوج ذكراً كان أثنى، فليس من المصلحة إذن أن يحرص أولياء الأمور على المغالاة في مهور بناتهم ومولياتهم، فإن في ذلك دفعاً لهن إلى درك الرذيلة والعياذ بالله، وهم يتحملون وزر ذلك.
النهي عن الإسراف
(1/8)
ومن ناحية أخرى فإن الإسراف في الولائم وفي جهاز العرس وفي النفقات التي تتعلق بهذا الجانب يعد من المحظور، الله تبارك وتعالى نهى عن الإسراف في كل شيء، فالله سبحانه وتعالى يقول في الأمر بالخير: { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا } (1) ففي معرض الأمر بإيتاء ذي القربى واليتيم والمسكين حقوقهم ينهى الله تبارك وتعالى عن التبذير ويقول بعد ذلك: { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } (2) .
__________
(1) الإسراء / 26.
(2) الإسراء / 27.
(1/9)
والمال الذي بيد الإنسان هو مال الله سبحانه وتعالى، والإنسان إنما هو مؤتمن عليه ومستخلف فيه، فلذلك لا يحل له أن يتصرف فيه إلا بحسب ما إذن الله تبارك وتعالى به وعليه أن يدع ما لم يأذن به الله، كيف؟! والله سبحانه عندما أمر بإنفاق المال فيما يرضيه قال: { وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ } (1) فقد جعله ماله سبحانه، وقال أيضا في معرض الأمر بالإنفاق: { وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } (2) فالإنسان خليفة في المال وليس مالكه ملكاً حقيقياً، وإنما المالك الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى الذي له ما في السموات وما في الأرض، وإنما أنعم الله سبحانه على الإنسان لتمليكه منفعة هذا المال في المصالح لا في المفاسد، ولذلك جاء في حديث رسول - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على أن الإنسان مسئول عن ماله سؤالين يوم القيامة، فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: ((لا ينعقد قدم بن آدم يوم القيامة من ثم ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم)) (3)
__________
(1) النور / 33.
(2) الحديد / 8.
(3) الترمذي (2416)..
(1/10)
الإنسان يسأل عن المال سؤالين، يسأل عن كسبه؛ إذ ليس له أن يكتسبه إلا من الطرق المشروعة، ومن جملة المكاسب التي تعد غير مشروعة؛ أن يأخذ الإنسان المال اشتراطاً على من أراد أن يتزوج من عنده لنفسه بما يرفع من قدر هذا الصداق المشترط، ذلك ليس من حقه إذ الصداق ليس حقا للولي وإنما الصداق حق للمرأة المتزوجة وحدها بنص كتاب الله سبحانه وتعالى: { وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا } فجعل الله سبحانه وتعالى هذا الفرض للمرأة وحدها، ولذلك إذا ما طابت عن شيء منه نفساً كان للزوج أن يأكله هنيئاً مريئاً، فلو لم يكن الصداق بأسره لها لما كان لها هذا الحق، فكيف إذن يشترط الإنسان لنفسه ما يشترطه مما يعرقل سبيل زواج وليته، فذلك مما يعدّ في شريعة الله حجراً محجوراً، فلا يجوز لأحد أبداً أن يأخذ من هذا الصداق شيئاً، فهو من كسب المال بغير وجه شرعي.
السؤال الثاني فيما أنفقه، إذ كونه خليفة في المال وليس أصيلاً مالكا له ملكاً حقيقياً يجعله واجباً عليه أن يراعي أمر من استخلفه فيه، والمستخلف هو الله سبحانه وتعالى رب المال، فكيف يتصرف الإنسان فيه تصرفا غير مشروع؟! إنما المال تتعلق به حقوق كثيرة، فلذلك على الإنسان أن يحافظ على هذا المال من أن ينفقه في غير ما أمر بأنفاقه فيه، كم من حق يتعلق بهذا المال؟ هنالك حقوق لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين، وحقوق لسبيل الله سبحانه، وسبيل الله وعاء عام يشمل كل وجه من وجوه البر.
الناس مطالبون بأن يحرصوا على كل فلس من هذا المال حتى لا ينفقوه في باطل، وإنما من أجل أن يوفروه للإنفاق في سبل الحق، فالولائم التي تخرج عن حدود الاعتدال إلى حدود الإسراف هي محرمة وليست جائزة، لأنها من وضع المال في غير موضعه، والمال يسأل عنه العبد عندما يضعه في غير موضعه.
(1/11)
على أنه لا يكفي ذلك، بل على الإنسان أن يكون قدوة للآخرين الذين يحرصون دائما على أن ينظروا إلى من كان أعلى منهم في النفقات والبذخ، وليس كل أحد يستطيع أن ينفق النفقة التي يقوم بإنفاقها القوي، لذلك كان لزاماً على من مَنَّ الله عليهم باليسر أن يراعوا من دونهم في هذا الأمر.
إن كل شيء في النفقات يخرج عن حدود الاعتدال فهو مما يدخل في الترف، والترف من أخطر المخاطر على الأمم، فإن الترف يفتك بالأمم فتكاً ذريعاً، يفتك بها في أخلاقها وفي مقومات حياتها، ويجعلها أمة شهوانية تلهث وراء شهواتها ولا تبالي بما تضحي به من المال في سبيل إشباع السعار الحيواني في نفسها، ولذلك نجد أن الترف يقرن في كتاب سبحانه وتعالى بكل شر، سواء كان شراً دنيوياً أو شراً أخروياً، وناهيكم أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر عباده أنهم ينقسمون يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، ذكر كل قسم بما وصفه به، وعندما جاء إلى أصحاب الشمال والعياذ بالله وهم الذين يساقون إلى النار، أول ما وصفهم به أن قال فيهم: { إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } (1) فهذا مما يدل على أن عذاب الآخرة والعياذ بالله منشأه الترف، وكذلك عذاب الدنيا فإن الله سبحانه وتعالى يقول: { حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأرُونَ } (2) وقال: { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ، فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ، لاَ تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } (3)
__________
(1) الواقعة / 45.
(2) المؤمنون / 64.
(3) الأنبياء / 11-13..
(1/12)
وهذا مما يأذن على أن الترف سبب للعذاب الدنيوي كما أنه سبب للعذاب الأخروي والعياذ بالله، وبيّن الله سبحانه وتعالى أن فساد هؤلاء المترفين وانحرافهم عن منهج الحق هو السبب في شيوع العذاب في الناس جميعاً، وقد قال سبحانه: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } (1) .
__________
(1) الإسراء / 16.
(1/13)
والمترفون لا يقف شرهم عند حدود فسادهم لأنفسهم، بل هم يقفون في وجود المصلحين سواء كانوا من النبيين المرسلين من عند الله سبحانه وتعالى، أو كانوا من القوم الذي يقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورد الناس إلى جادة الحق، فالله سبحانه وتعالى ذكر في أكثر من آية إن الذين وقفوا في وجوه المرسلين كانوا من المترفين حيث قال: { وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ، وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ } (1) وقال سبحانه: { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ، وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ، قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَّشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ، وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } (2) هكذا يخبر الله سبحانه عن المترفين أنهم يغترون بما عندهم من الأموال والأولاد والخير، فلذلك يقفون في وجوه المرسلين، قال سبحانه: { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } (3)
__________
(1) المؤمنون / 33-34.
(2) سبأ / 34-37.
(3) الزخرف / 23..
(1/14)
أما في الوقوف في وجوه المصلحين فهو واضح فيما يذكره الله سبحانه وتعالى عن المترفين في قوله: { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ } (1) نعم؛ هؤلاء المترفون هم الذين يعارضون المصلحين ويتبعون ما أترفوا فيه ويحرصون دائماً على الانغماس فيما ألفوه من الفساد والملاهي والملاذ، غير عابئين بما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة التي ترديهم وتردي من حولهم.
__________
(1) هود / 116.
(1/15)
ومن المعلوم أيضاً أن كل نفقة تخرج عن حدود الاعتدال فقد بطر صاحبها نعمة الله التي أنعمها عليه، والبطر ليس بالأمر الهين، فهو يترك البلاد بلاقع، فإنه يكنس الأمم ويقضي على الشعوب ويبيد المدن، فالله تبارك وتعالى يقول : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } (1) هكذا بيّن الله سبحانه وتعالى أن بطر المعيشة لعدم المبالاة في التصرف الذي يتعلق بالنفقات وغيرها تكون عندما ينفق الإنسان النفقات في ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، هذا البطر يؤدي إلى أن تتلف النفوس وتخرب الديار وتهلك الأمم، وفي القرآن الكريم يشد الحق سبحانه انتباه الناس إلى من أهلك من الأمم بسب الفساد، وما كان هذا الفساد ناشئاً إلا من البطر، قال سبحانه وتعالى: { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ } (2) فهكذا سنة الله سبحانه وتعالى، حيث يحول البطر بين صاحبه وبين الإنفاق في الحقوق المشروعة الواجب إنفاق المال فيها.
الإنفاق في الخير
__________
(1) القصص / 58.
(2) يس / 6.
(1/16)
إن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر البر في كتابه العزيز بعدما ذكر العقيدة الصحيحة أتبع ذلك بإيتاء المال في الوجوه التي تتعلق من قبلها حقوق بهذا المال، يقول الله سبحانه وتعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } بعد ما بين أصول العقيدة الصحيحة هنا أتبع ذلك بقوله: { وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاة } (1) فإتيان المال إذن لهذه الأصناف وهي؛ ذوو القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلون وفي الرقاب فرض متعلق بهذا المال الذي آتاه الله سبحانه وتعالى الإنسان، وهو من غير فرض الزكاة، بدليل أن الله سبحانه عطف بعد ذلك الزكاة، والزكاة هي حق يختلف عن هذه الحقوق من حيث إنه يتعلق بأصناف مخصوصة من المال عندما تبلغ قدراً مخصوصاً وهو النصاب ويأتي عليها زمن مخصوص وهو الحول، أما بقية الوجوه التي فرض الله سبحانه وتعالى فيها إنفاق المال وهي إيتاؤه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، هذه الوجوه لا يلتفت فيها إلى حول ولا نصاب ولا صنف المال، حتى أن من العلماء من قال: من كان لا يملك إلا رغيف خبز ثم وجد من هو مضطر إليه وجب عليه أن يعطيه إياه.
__________
(1) البقرة / 177.
(1/17)
فإذاً؛ مُنع إنفاق المال في وجوه الإسراف وعدم المبالاة في البذخ والتبذير؛ لكون الإنسان في معزل عن إيتاء المال للوجوه التي جعل الله سبحانه وتعالى إيتاء المال لها من البر الذي يقرب إليه زلفى، على أن الله سبحانه في محكم كتابه العزيز دعا إلى الإنفاق في سبيل الله، سبيل الله -كما قلنا- وعاء عام، دعا إلى الإنفاق في سبيله وبيّن أجور الذين ينفقون المال في هذا السبيل بما لا يتصوره عقل البشر، حيث قال سبحانه: { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ } (1) ومع هذا { وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَّشَاءُ } الله سبحانه وتعالى بيّن مقدار ما يمكن أن يتصوره العباد، وإلا مضاعفة الله تعالى لعباده لا تقف عند حد، وقال سبحانه: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (2) .
__________
(1) البقرة / 261.
(2) البقرة / 261.
(1/18)
أمر الله تعالى عباده بأن ينفقوا المال فيما يرضيه في مقام التذكير بيوم المعاد حيث قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (1) وأمر سبحانه وتعالى أيضا بإنفاق المال في سبيل الله في معرض تذكير الإنسان بعضة الموت عندما يفجأه ريب المنون وهو لم يعد لذلك اليوم عدته ولم يحسب لذلك الأمر حسابه، فقد قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَن يَّفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ، وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ، وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (2) .
__________
(1) البقرة / 254.
(2) المنافقون / 9-11.
(1/19)
والوجوه التي يدعى إلى الإنفاق فيها وجوه متعددة، فكم من الفقراء يغدو الإنسان ويروح وهو يراهم بأم عينيه وهم بحاجة إلى ما يسد رمقهم أو إلى الطمر الذي يستر سوءاتهم، وكم من الناس هم بحاجة إلى أن تبنى لهم مساكن يعيشون فيها ويطمئنون بها، وكم من شباب هم بحاجة إلى أن يعانوا على الزواج الشرعي، وكم من مشاريع هي بحاجة إلى أن ينفق المال فيها، المسلمون بحاجة إلى بناء مدارس لما يتعلق بالتعليم القرآني والتعليم عامة، وهم بحاجة إلى أن تنشأ لهم مكتبات، وهم بحاجة إلى أن ترمم مساجدهم، وهم بحاجة إلى أن يعانوا في سبيل الخير بأسره، هذه الأموال التي تبذر تبذيراً في الولائم من غير أن تعود بشيء من النفع على المنفق ولا على غيره، هذه الأموال لو ضبطت ورتبت ونظمت كم كانت تسد من فراغ في هذا السبيل، وتشبع من جياع، وتؤوي ممن لا مأوى لهم، وتستر من عراة، وكم كانت يمكن أن يساعد بها أولئك الذين هم بحاجة إلى الزواج، ولكن يقف العسر في سبيل تحقيق هذه الرغبة، فإذن التعاون على هذا الأمر أمر مطلوب شرعاً، وهو مما تدعو إليه الضرورة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يكلأنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه تبارك وتعالى على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير.
الفهرس
المقدمة
الحاجة إلى الزواج
الغاية من المهر
المهر حق للزوجة
النهي عن الإسراف
الإنفاق في الخير
الفهرس
(1/20)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *