وذهب البدر الشماخي والإمام السالمي(112) إلى قبول مرسل العدل، يقول الشماخي: "لأن إرسال الأئمة كجابر بن زيد(113 ) والحسن(114) وغيرهما كان مشهوراً مقبولاً فيما بينهم، ولم ينكره أحد، فكان إجماعاً، أعني إجماعاً بالاستدلال لا إجماعاً مقطوعاً به فيكفر من خالفه"، وهذا القول مروي عن مالك وأبي حنيفة(115) وجمهور أصحابهما، يقول أبو داود(116): "أما المراسيل فقد كان يحتج بها العلماء فيما مضى، مثل سفيان الثوري(117) ومالك والأوزاعي، حتى جاء الشافعي فتكلم فيه وتابعه على ذلك أحمد بن حنبل(118) وغيره(119).
وأما المنقطع والمعضل والمعلق، فقد قبلها الإمام السالمي(120) إذا كان مرسلها عدلاً، وهذا القول رجحه الآمدي ونسبه إلى أبي حنيفة ومالك وأحمد في أشهر الروايتين عنه وجماهير المعتزلة(121)، وقال علاء الدين البخاري: "وأما إرسال القرن الثاني والثالث فحجة عندنا (يعني الأحناف) وهو مذهب مالك وإحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل وأكثر المتكلمين"(122).
----------------------------------------------
(1)- هو الإمام العلامة الشيخ نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم السالمي، ولد في قرية الحوقين (من أعمال الرستاق بعمان) سنة 1286هـ 1869م، علامة زمانه ومرجع الناس في الفتوى، له تصانيف كثيرة في العلوم الشرعية واللغة العربية، منها "معارج الآمال" و"شرح الجامع الصحيح للإمام الربيع" و"طلعة الشمس" في الأصول، توفي سنة 1332هـ 1914م، مجموعة باحثين (دليل أعلام عمان) ص ص112-113، الزركلي (الأعلام) ج4 ص 84.
(2) السالمي (طلعة الشمس) ج1 ص 18.
(3) النجم، 3-4.
(4) الأحزاب: 21.
(5) الأحزاب: 36.
(6) ستأتي له ترجمة وافية في الفصل الثالث من هذه الرسالة.
(7) أبو غانم (المدوّنة الصغرى) ج1 ص157، ج1 ص166، أبو غانم (المدوّنة الكبرى) ج2 ص261، ج2 ص278، ج2 ص254، ج2 ص260.
Post Top Ad
الأربعاء، 17 فبراير 2021
الرئيسية
رواية الحديث عند الإباضية (دراسة مقارنة)
16 رواية الحديث عند الإباضية (دراسة مقارنة) الصفحة
16 رواية الحديث عند الإباضية (دراسة مقارنة) الصفحة
التصنيف:
# رواية الحديث عند الإباضية (دراسة مقارنة)
عن MaKtAbA
رواية الحديث عند الإباضية (دراسة مقارنة)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق