والإدراج يقع في المتن والإسناد؛ ويمثل اطفيش بما يقع في المتن، ففي أوله وقع في حديث أبي هريرة: (ثم أسبغوا الوضوء فان أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال ويل للأعقاب من النار) (¬3)، قال: «فأسبغوا من كلام أبي هريرة والباقي مرفوع»، كما يقع في داخل الحديث ووسطه وفي آخره، قال: «وهو الأكثر» ومثاله حديث ابن مسعود أنّه - صلى الله عليه وسلم - علّمه التشهد في الصلاة فقال التحيات لله ... إلخ، قال اطفيش: «أدرج فيه أبو خيثمة زهير بن معاوية أحد رواته عن الحسن بن الحر كلاما لابن مسعود، وهو قوله: «فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد» (¬4).
الحديث المقلوب: جاء لفظ قَلَبَ بمعاني متعددة في لغة العرب، منها قولهم: قَلَبه عن وجهه: صَرَفَه؛ وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ أي: حَوّله (¬5)، ويعرف اطفيش الحديث المقلوب بأنه: «ما تقلب أسانيده فيكون مشهورا عن فلان فيجعل عوضه غيره لم يعرف؛ فيصير غير شائع فهو القلب ويصير الحديث مرغوبا فيه بسبب روايته عن غير من شهر عنه» (¬6).
ويقول اطفيش في موضع آخر: «المقلوب كحديث متنه مشهور براو كسالم، أبدل بواحد من الرواة نظيره في سبقه كنافع ليرغب فيه لغرابته، أو قلب مسند لمتن آخر مروي بسند آخر بقصد امتحان المحدث كقلب أهل بغداد على البخاري مئة حديث امتحانا فردّها على وجوهها» (¬7).
ويذكر اطفيش المنقلب وأنه «الذي ينقلب بعد لفظه على الراوي فيتغير معناه» (¬8) ومثل له بحديث البخاري في باب إن رحمة الله قريب من المحسنين، حيث روى البخاري عن صالح
¬__________
(¬1) تقدم تخريج حديث ابن مسعود في التشهد.
(¬2) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص427.
(¬3) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب غسل الأعقاب .. ، 1/ 73 (163)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، 1/ 214 (242) وابن حبان في صحيحه، كتاب الطهارة، باب سنن الوضوء، 3/ 368 (1088).
(¬4) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص427 - 428.
(¬5) ابن منظور، لسان العرب، مادة قلب،1/ 686.
(¬6) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص425 - 426.
(¬7) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص433.
(¬8) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص434.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق