102 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الأحد، 7 مارس 2021

102 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة




بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: (اختصمت الجنة والنار إلى ربّهما ... إلخ الحديث) (¬1).
يقول اطفيش: «وفيه (انه ينشئ النار خلقا)، صوابه كما رواه في موضع آخر من طريق عبد الرزاق .. عن أبي هريرة بلفظ: (فأما الجنّة فينشئ الله لها خلقا) (¬2) فسبق لفظ الراوي من الجنة إلى النار وصار منقلبا، ولذا جزم ابن القيّم أنّه غلط، ومال البلقيني إلى القول بوقوع الغلط في الرواية فأنكر هذه الرواية واحتج بقوله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49]» (¬3).
الحديث المضطرب: وحدّ اطفيش المضطرب بأنه: «ما اختلط به الرواة فيرويه بعض على وجه، وبعض على وجه آخر» (¬4).
يقول اطفيش: «وقد يكون الاضطراب في المتن وقلّ أن يوجد مثال سالم، قيل كحديث نفي البسملة إذ زال الاضطراب عنه بحمل نفي القراءة على نفي السماع، ونفي السماع على نفي الجهر» (¬5)، وأما حكم المضطرب فإنه ضعيف؛ إذ الاضطراب سواء كان في السند أو في المتن موجب للضعف، لأنه مشعر بعدم ضبط الرواي (¬6).
الحديث المتروك: وحدّ اطفيش المتروك بأنّه الذي لا يعوّل عليه من حديث غير العدل ومن شهر بالكذب أو بكثرة السهو ومن كان دون العدالة وليس مجهولا، فحديثه متروك (¬7).
الحديث المكذوب أو الموضوع: وأصل الكذب هو الإخبار بغير الواقع وسمّي الحديث المكذوب بذلك لكونه في الواقع لم يقله الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم صار علما واسما للأحاديث التي انتشرت، ويرى الناظر والمدقق استحالة أن تكون من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ويذكر اطفيش الموضوع ويبيّن لنا بعض طرق معرفته، فيصفه بالمكذوب، وأنه يعرف بركاكة القول أو إقرار الواضع أو قرينة في الراوي والمرويّ (¬8).
ويقول مبيّنا حكمه وسببه: «ويسمّى الموضوع المختلق، وتحرم روايته مع العلم به إلا مبينا والعمل به مطلقاً، وسببه (¬9) نسيان أو افتراء أو نحوهما» (¬10)، ويسمي اطفيش الموضوع
¬__________
(¬1) لفظه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنة يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم، وقالت النار: يعني أوثرت بالمتكبرين، فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي، وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال فأمّا الجنّة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها ... ) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب ما جاء في قول الله تعالى {اِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين}، 6/ 2711 (7010).
(¬2) لفظه عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يزال يلقى فيها {وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} حتى يضع فيها رب العالمين قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول قَدِّ قَدِّ بعزتك وكرمك، ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ... 6/ 2689 (6949).
وأعلم أن القدم هنا مؤوّل بما يليق بجلال الله، فقيل المراد به التقدّم والمعنى يضع الله فيها من قدمه لها من أهل العذاب، وقيل وضع القدم عبارة عن الزجر والتسكين لها كما يقال جعلته تحت رجلي ووضعته تحت قدمي، يقول "القدم الذي أضيف إليه في هذا الخبر بمعنى الخلق والملك على أحد الوجهين اللذين ذكرنا تأويلهما، أو على معنى ما قاله النضر بن شميل: أن ذلك على معنى ما تقدّم في علم الله ممّن يكفر به من خلقه، وعليه يتأوّل قول من روى في هذا الخبر حتى يدلي فيها رب العالمين قدمه فتنزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط، وذلك بإدلاء الخلق فيها، وهم القدم على معنى أنهم هم الذين تقدم لهم العلم من الله جلّ ذكره أنّهم يدخلونها" لمزيد من التفصيل انظر: ابن فورك، 1/ 386، العيني، عمدة القاري، 25/ 137، السالمي، مشارق الأنوار، ص276 - 277.
(¬3) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص434.
وقد أورد ابن حجر رأي ابن القيم والبلقيني، يقول في ذلك: «وقد قال جماعة من الأيمة إن هذا الموضع مقلوب، وجزم بن القيم بأنه غلط، واحتج بأن الله تعالى أخبر بأنّ جهنّم تمتلئ من إبليس وأتباعه، وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني واحتج بقوله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}. ر: ابن حجر، فتح الباري، 13/ 437.
وكذلك نقل العيني هذا الرأي عن الكرماني فقال: «قال الكرماني: واعلم أن هذا الحديث مر في سورة ق بعكس هذه الرواية، قال ثَمَّة وأما النار فتمتلىء ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا، كذا في صحيح مسلم، وقيل هذا وهم من الراوي». ر: العيني، عمدة القاري، 25/ 137.
(¬4) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص429.
(¬5) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص429 - 430.
(¬6) ر: اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص430، المطهري، فتح المغيث، ص210.
(¬7) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص421.
(¬8) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص420.
(¬9) ذكر بعض العلماء أسباب الوضع، راجع بيان ذلك وتفصيله في: الصنعاني، توضيح الأفكار، 2/ 74، القاسمي، قواعد التحديث، 1/ 150وما بعدها.
(¬10) م. س، ص420.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *