إن الوضع الذي آلت إليه القرى الميزابية من قتل وسلب وتعقيد في المعاملات والعلاقات الاجتماعية بين مختلف الفئات التي يتكون منها هذا الاتحاد ليس بالجديد، وإنما هو امتداد للوضع الذي كانت عليه من قبل عقد معاهدة 1853م. ولقد حصر صاحب كتاب تاريخ بني ميزاب أسبابها في أربع، وهي العصبية القبلية، الانحطاط الثقافي، غياب سلطة مادية قاهرة كالجيش النظامي أو الشرطة، وازدواجية الصف وهو أهمها، إذ أن العشائر الميزابية كانت تشكل كتلتين، صف غربي وآخر شرقي، وكان الصراع على السلطة بينهما على أوجه. (15) وقد كان هذا الوضع بالنسبة لفرنسا ذريعة اتخذتها للضغط عليهم لقبول المعاهدة، بحجة بغية إقامة النظام وإحلال السلام، وقد كان الاتفاق بينها وبينهم على ذلك.
ولم يقف بنو امزاب أمام هذا الوضع مكتوفي الأيدي، بل قام مجلس العزابة باتخاذ إجراءات وقائية وردعية، وذلك منذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي. وجاء في مستهل قراراتهم أن من يحمل الحديد فغرامته عقوبة خمسة وعشرين ريالاً، و الذي ضرب به فخمسين ريالا والنفي، والحامية فغرامتها خمسة وعشرون ريالا. (16) ومما سعّر نار الفتن أكثر هو المعاهدة نفسها، إذ أنها تسببت في شق صف الأمة الميزابية إلى مؤيد لها، وصفٍّ رافض لها والمتمثل في العزابة، (17) والذين استنجدوا بالثائر محمد بن عبد الله بمعية الميزابين المقيمين في التل، مما دفع بالمارشال راندون إلى إخضاعهم في سنة 1853م، (18) وكثر الاقتتال بين الطرفين ووقع ضحايا كثر بين 1853 و 1881م، (19) مما أعطى للحاكم العام لويس ترمان سببا يتستّر وراءه لإلحاق وادي ميزاب في سنة 1882م.
مساندة الثوار بعد إبرام المعاهدة
Post Top Ad
الأحد، 7 مارس 2021
الرئيسية
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
11 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
11 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
التصنيف:
# دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
عن MaKtAbA
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق