وقد عبر تلميذه أبو إسحاق اطفيش الذي تولى تحقيق متن شامل الأصل والفرع ونشره في آخر الكتاب عن مكانة الكتاب واصفا إياه ومبينا قيمته، ومنهجه الفريد بعبارات جميلة حيث قال: «وهو من أحسن المؤلفات طريقة، وأبدعها أسلوبا جامعا، ولأقوال الأئمة المشهورين بالاجتهاد شاملا تحقيقا وتدقيقا، يلفي المطالع أقوال أقطاب العلم منذ عهد الصحابة بين يديه بلا مشقة، ويرى آراءهم دانية القطوف». (¬2)
2 - أقسام الكتاب ومواضيعه:
يعتبر كتاب شامل الأصل والفرع من أواخر ما ألفه القطب، فعاجلته المنية قبل أن يتمه، حيث لم يتجاوز فيه موضوع الصلاة من قسم العبادات.
وما ألفه القطب منه يقع في جزأين ويشتمل على أربعة أقسام أطلق عليها لفظ الكتاب، ثلاثة منها حواها الجزء الأول، وانفرد الجزء الثاني بالكتاب الرابع، وكل كتاب ينقسم بدوره إلى أبواب.
ففي الجزء الأول: ضم الكتاب الأول منه خمسة عشر بابا (¬3) خصصها للحديث عن فضل العلم وأصناف العلماء، إضافة إلى بيان أصوله التي اعتمد عليها في الوصول إلى الأحكام الفقهية العملية، وبيان بعض طرق استنباط الحكم الشرعي وبعض المسائل المتعلقة بالفتيا والاجتهاد والتقليد، كما اشتمل على العديد من المسائل الكلامية والآراء العقدية للإباضية.
أما الكتاب الثاني الذي وضعه في أربعة عشر بابا تطرق في أبوابه الأولى إلى مسائل تتعلق بالولاية والبراءة والذنوب والتوبة منها، ليخصص الأبواب الأخرى للحديث عن سنن الفطرة وبعض الآداب العامة كآداب الزينة والأكل والشرب والاستئذان والطب والتنجية، ثم اختتم الكتاب في الحديث عن النيات والمقاصد وعن الأموال والجبر.
وأما الكتاب الثالث فقد كان في عشرة أبواب خصصها للطهارات والنجاسات والتطهير
¬__________
(¬1) - القطب: كشف الكرب، 1985م، ج1/ص12.
(¬2) - القطب: الشامل، 2007م، ج2/ص262.
(¬3) - وستكون دراستنا في القسم الثاني على بعض أبواب هذا الكتاب لجمعها للمسائل الأصولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق