1/ حياته العلمية: كانت والدته حريصة على تحقيق أمنية والده في أن يكون ابنه عالما يشار إليه بالبنان، فحرضت على تعليمه بتكليف أحد المربين لتحفيظه القرآن، فلاحظ ذكاءه الوقاد، وقوة حافظته التي مكنته من حفظ القرآن وهو في سن الثامنة (8).
لاحظ شقيقه الأكبر الشيخ إبراهيم بن يوسف اطفيش (متوفى 1890م) (9) نبوغه؛ فلم يقيّده بنظام المدرسة، وقدّم له دروسا في علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه إلى جانب علوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة والعروض ...
رغم نبوغه المبكر فإنه لم يكتف بما يقدم له، بل أخذ عن عدة شيوخ لعل أبرزهم الشيخ سليمان نوح (المتوفى 1875م)، والشيخ سليمان بن عيسى اليسجني (1848م)، والشيخ بابا بن يونس (المتوفى 1863م)، وأمام غزارة علمه وأهمية الشيوخ الذين أخذ عنهم فقد وصفه البعض بالعصامي، مستدلين على ذلك بعدم تنقله للأخذ عن علماء بعض العواصم الثقافية المعروفة آنذاك كتونس ومصر ... (10) ولكن هذا القول فيه مبالغة، وتجن على كل من درس عليهم الشيخ، وهو لهم محب وشاكر.
ولعل وصفه من قبل عمر رضا كحالة يرفع عنه غبن بعض الدّارسين، حيث أكدّ أنه مفسر، فقيه، محدث، أديب، شاعر، بياني، عروضي، منطقي، مشارك في غير ذلك، مجتهد وسياسي. (11)
كل هذه الصفات وغيرها، أهلته لأن يكون عالم وادي ميزاب الأول، وهو في سن مبكرة، حيث بلغ في سن الكهولة مرحلة الاجتهاد المطلق.
وقد اتسمت مسيرته التعليمية بميزات ثلاثة هي: التدريس والتّصنيف والوعظ والإرشاد (12)، حيث أسّس معهده المعروف لإصلاح النفوس وتربيتها تربية إسلامية قائمة على أخلاق القرآن والسنة وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم، على حدّ تعبير أعوشت في كتابه قطب الأيمة، وقد ضبط لهذا المعهد منهاجا وشروطا للطلبة المنتسبين.
كما كان له السبق البيداغوجي، حيث قسّم الطلبة إلى مجموعات حسب المستوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق