والسنة، فاختلاف التناول لا بد أن يؤكد وحدة المقصد.
الفصل الثالث
موقف الشيخ من الفرق الاسلامية:
إن سعة اطلاع القطب، وكثرة محاوراته ومناظراته، وتنوع تآليفه؛ جعلته يتناول الفرق الإسلامية بالحديث من خلال تفسيره، ولكنه لم يشدّ في موقفه من هذه الفرق عما نجده عند دراسته المذاهب السنّية، ومناقشها، ويمكن أن نستشف ذلك بتناول كل الفرق، وذكر نماذج توضح موقفه منها (46).
المطلب الأول:
الأشاعرة: تظهر أراء الشيخ خاصة في دراسة المسائل العقائدية المتعلقة بالإيمان بالله ... وصفاته والفرق بين الذات والصفات وأفعال العباد وغيرها ... فتارة يعمد إلى إيراد الرأي المخالف دون تعليق وتعقيب، كما هو الحال في الحديث عن مرتكب الكبيرة، فبعد أن عرض رأي الإباضية فيها قال: « ... والأشاعرة أجازوا العفو عن الكبائر غير الشرك بلا توبة، ومنها الإصرار على الصغائر ... » (47). وتارة أخرى يورد بعض المسائل التي هي محل اتفاق بين الإباضية وأحد المذاهب الأربعة الأخرى، كما هو الحال في أنّ حجة الله على عباده، هي الكتب والرسل والعقل، فيشير إليها بقوله: «وهذا مذهبنا، ومذهب الأشاعرة» (48)، وكذلك عند الحديث على أنّ أفعال الله كلها حسنة ... فيقول: «هذا مذهبنا معشر الإباضية، والمعتزلة وأهل السنة» (49).
إنّ ما نسب للشيخ من تحامل على أهل السنّة مردود، لأن ما ذكره في تفسيره: "تيسير التفسير ج1 ص 15" إنما هو كلام عام غير خاص بأهل السنة، كما رأى البعض.
وعلى كلٍّ فإن حديث الشيخ عن الأشاعرة إنما يكون بإيراد الرأي المخالف، والرد والتّعقيب أحيانا، إلى جانب ذكر مواطن الاتفاق، وإشعار الدّارس أو القارئ اليوم بنزعة الترفع عن السبّ والوصف بالأوصاف القبيحة، وهو ما يتنافى مع شخصيته وتكوينه ومرجعيته.
Post Top Ad
الأحد، 7 مارس 2021
الرئيسية
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
181 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
181 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
التصنيف:
# دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
عن MaKtAbA
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق