وختاما لما سبق يمكن القول أن الشيخ القطب قد ساهم إلى حد كبير في إبراز المذهب الإباضي كمذهب وفكر متميّز، له قواعده وأصوله وفقهه وعقيدته المستمدة من القرآن الكريم، ... وما صح من السنة النبوية، إضافة إلى ما أجمع عليه الأولون، كما أن حضوره في مذهبه هو حضور العالم المجتهد، المصلح، المناضل ضد الجهل والاستعمار ...
وهو بهذا يثبت أن العالم الحقيقي هو من يعتمد الحجاج والجدال والبرهان للوصول إلى النتيجة الأفضل، لا من يضع النتيجة والبحث عن الدعم والتبرير، ومخالفته للآخرين بالنقاش والحوار، إيمانا منه أن هذا العالم المتغيّر إنما قصده الإحاطة بمشاغل الأمة التي لا تنتهي التحديات التي تواجهها والعراقيل التي تحد من سيرها.
وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا العالم الذي أثبت وأمثاله من أبناء الجزائر أن هذا الشعب راسخ الهوية، جزيل العطاء في الفكر الإنساني عموما، والديني خصوصا، بما مكّنه من أن يحافظ على سماته الموسومة بالتسامح والوسطية والاعتدال في تناول القضايا الدينية، وهي دعوة للباحثين وخاصة الشبان منهم إلى حسن الاقتداء ومضاعفة الجهد من أجل بلورة هذه القيم وتطويرها بما يخدم قضايا المجتمع ويحافظ على هويته وخصوصياته دون تقوقع أو ذوبان.
الهوامش:
(1) أعوشت بكير بن سعيد، قطب الأيمة ص 55 - 54، مكتبة الضامري للنشر والتوزيع سلطنة عمان.
(2) نفس المصدر ص58 - 57.
(3) محمد علي دبّوز، نهضة الجزائر ج1/ص336، ط1 (1965) المطبعة التعاونية.
(4) أعوشت، قطب الأيمة، ص 96.
(5) بابا عمي، د. باجو، د مجاز شريفي، معجم أعلام الإباضية، ج 2/ص399 ط.2 دار الغرب الإسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق