وما أظن أن غاية الملتقى العلمي الثاني للعلامة اطفيش غير ذلك.
الخاتمة:
اعتقد أنه بمتابعة متأنية لأغلب ما اطلعت عليه من آثار الشيخ، وهي كثيرة، وما تابعته من خلال مناظراته في نقد المذاهب والفرق، أو من خلال بعض ما جاء في تفاسيره، أو الدراسات حوله، يمكن أن أقول: إن الشيخ ضرب مثالا في سعة العلم والاطلاع والتواضع، امام الدرس والتحصيل، لذلك بادر بتأسيس معهد أقامه على أحسن المناهج التربوية التي لازالت صالحة إلى الآن، كاعتماد نظام الأفواج والفرق، وتقسيم التلاميذ على أساس السن، وطاقة الفهم والاستيعاب، وإفراد النساء بدروس ومواعظ، وفتح أبواب العلم للجميع، من طلبة وعموم المواطنين ناقلا المدرسة إلى محيطها، لا موصدا بابها أمام روادها من الشرائح الأخرى.
كما تميّزت طريقته في الجدال بالشدّة وقوة الحجة في غير حقد أو ادعاء، نابذا التعصب والإقصاء حتى مع ألدّ الأعداء على مستوى الفكر كالخوارج مثلا.
وقد جعل من العلوم الشرعية علوما حياتية تشمل الإنسان في دينه ودنياه، من ذلك إحاطته بالأميين والضعفاء، ودعوة الناس إلى حسن التعايش منعا لكل غاز، وهو بذلك قد ساهم في إذكاء جذوة الكفاح ضد المستعمر انطلاقا من وسيلة العلم التي يراها الوسيلة الفضلى والأبقى إلى جانب وسيلة الكفاح و المقاومة.
ولعل الإسهام الأكثر في رأيي، هو موقف الشيخ من المذاهب من خلال عرض أرائها والتعامل معها بالاتفاق أو الاختلاف المعلل، والمدعم بالحجة والبرهان، وبالمقارنة تتضح حال المذهب الإباضي، فيعدّل ويوفق، لأن المقارنات عادة ما تفضي إلى منهج تواصل، وتطابق بعد العرض والتوضيح.
وكثيرا ما نرى طرق عرضه للمسائل تؤدي إلى إبراز خاصيات التنوع المؤدي إلى التيسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق