195 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الأحد، 7 مارس 2021

195 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة




3 – دعوة إلى تجاوز الخلافات الفرقية الموروثة التي هي الداء العضال لتشتت الأمة المسلمة.
4 – إعادة فهم وعرض ودراسة وتحليل وتقييم وتقويم التراث المذهبي ومحاكمته بالعقل السليم.
5 – الثناء على الفرقة الناجية التي صفا لها العقل ففهمت والتزمت.
وقبل أن نلج المسألة " الوحدة الإسلامية " في خطاب الشيخ اطفيش يجدر بنا أن نُعرّف بالشيخ وبعصره في عجالة ليحسن تصور المسألة في عصرها وسياقها، وذلك خلال الفترة التاريخية الممتدة بين [1228 - 1332هـ / 1821 - 1914م]، وليصفوَ لنا ميزان الفهم بوضع الأمور في سياقاتها التاريخية وأعصرها التي نبتت فيها درءً لأي انزلاق في الفهم أو التصور أو الحكم، ونحيل المتتبع لها في الهامش تجنبا للتوسع غير المجدي. (¬1)

* محاور البحث الرئيسة:
1 و 2 – مفهوم الوحدة الإسلامية وأسسها:
منطلق " الوحدة الإسلامية " أو " وحدة الجماعة المسلمة " عند إخواننا " الإباضية "، أو أهل " العدل والتوحيد " – كما يحبون أن يُنعتوا ويُوصفوا - صحة الاعتقاد، وصحة الفهم، وصحة الضبط، وصحة وسلامة فهم واعتقاد أركان الإيمان. ولذا تجدهم يُصدّرون كتبهم بباب أول رئيس ومهم يُسمى باب أصول الدين والاعتقاد، ثم يردفوه بباب فضل العقل السليم في طلب العلم الشرعي الحقيقي وهو معرفة الله سبحانه وتعالى بداءةً، ثم تبيان أصول الدين الأربعة: (القرآن والسنة والإجماع والقياس)، ومن أنكر واحدا من الثلاثة الأولى فقد أشرك، ويتشددون في ضبط باب الفتوى والمفتي والاجتهاد والتقليد ومفهوم الاتباع والتجديد، ويحرصون تمام الحرص على مسمى ومنطوق ومفعول الإيمان والإسلام واليقين والكفر والشرك والنفاق، وواجبات الفرد المسلم وحقوق ربه عليه، وهو ما ذهب إليه الشيخ القطب في كتابه القيم " شامل الأصل والفرع " عند تصديره، كونه الأصل الأول
¬__________
(¬1) * لمحة تاريخية موجزة عن منطقة ميزاب: لا تختلف أوضاع منطقة وادي ميزاب – على عهد الشيخ اطفيش – كثيرا عن أوضاع العالم الإسلامي، فكانت البيئة الميزابية أنموذجا مصغرا عن البيئة الإسلامية العامة، لكن لها بعض الخصوصيات لعل أهمها:
1 – منطقة وادي ميزاب تقع جنوب الجزائر العاصمة بنحو [600] ستمائة كيلو متر، وترتفع عن سطح البحر بـ[53] مترا، وهي أرض صحراوية تحمل كل خصائص البيئة الصحراوية من الناحية المناخية وغيرها، تتخللها بعض الوديان إلاّ أنها في الأغلب جافة، لا تجري إلاّ لبضعة ايام، وكثيرا ما تتعرض للجفاف فتبقى البيئة جافة قاسية، لكن لم تمنع الناس الذين استوطنوها من أن يقيموا فيها عمرانا وحضارة تتناقلها الألسنة وشهدت بها الآثار والأعمال.
2 - يخضع المجتمع الميزابي لقيادة جماعية منذ حلول المذهب الإباضي بها في القرن الخامس الهجري، هذه القيادة المعروفة بحلقة [العزابة]، أو نظام العزابة الذي أسسه الشيخ أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي، وعرف هذا النظام تجسيدا في الواقع، وتطورا خاصة بوادي ميزاب، حتى أصبحت أمور الحل والعقد تعود إليه في الوادي، ومرّ بفترة قوة وضعف تبعا للأوضاع العامة وللأحداث المتعاقبة.
3 – ظل الإباضيون على صلة بكل من حكم وسيطر على المغرب الأوسط، ففي أيام الحكم العثماني كان لهم أمناء ينوبون عنهم لدى السلطة العثمانية، فتمكنوا بذلك من البقاء في ميزاب مع توسيع نشاطهم التجاري إلى الشمال، وبقي الأمر هكذا حتى مجيء الاحتلال الفرنسي، الذي لم يلبث أن وصل الصحراء، فكان على الميزابيين أن يتخذوا موقفا إزاءه، وقد عرفوا التفوق العسكري للمستعمر، ورأوا ما يتركه من البلاء والأثر على العمران والعباد، وذلك بعد مشاركتهم في رد الحملة الفرنسية على الجزائر سنة 1830م، وحملتهم هذه التجربة ليبرموا معاهدة حماية السلطة الاستعمارية لما وصلت إلى مدينة الأغواط شمال ميزاب 1853م، وكان هذا حلا وسطا بين عدم قدرتهم على المقاومة، وبين أن يتجنبوا ما ينتج عن الاحتلال في شؤونهم الخاصة، ولم يدم الحال طويلا إذ سرعان ما انقلبت عليهم فرنسا بحجة مساندة أهل ميزاب للثوار والثورات الجزائرية فأصبح وادي ميزاب ملحقا مباشرة بالإدارة العسكرية منذ سنة 1882م، ولم يعد لنظام العزابة من سلطة إلاّ في قضايا المجتمع، لما أصبح القضاء بيد الفرنسيين.
* نسبه ومولده: هو الشيخ امحمد بن يوسف بن عيسى بن صالح بن عبد الرحمن بن عيسى بن إسماعيل اطفيش، وينتهي نسبه إلى أسرة الحفصيين الذين حكموا تونس سنوات 1229 - 1574م 625 - 983هـ. ولقب بكلمة [اطفيش]، وهي في لغة ميزاب مكونة من ثلاثة مقاطع، وتعني: [خذ، تعال، كل]، وهي كناية عن الجود والكرم، وأمه مامه ستي بنت الحاج سعد بن عدون بن يوسف بن قاسم بن عمر بن موسى بن يدر من عشيرة آل يدر ببني يزقن. واشتهر الشيخ عند الإباضية بلقب [القطب] حتى أصبح لقبا مقصورا عليه، وليس لهذا اللقب معنى من معاني رتب الصوفية، ولكن يدل على مكانة الشيخ العلمية، وكونه مرجعا عند الإباضية. وقد ولد سنة 1238هـ 1821م ببني يزقن بغرداية، وله ثلاثة أشقاء اشتغلوا بالتجارة.
* نشأته ووفاته: عاش سنوات طفولته الأولى في غرداية لأن والده كان قد نفي من بني يزقن إلى غرداية بسبب خلافه مع وجهاء البلدة حول قضايا الإصلاح الاجتماعي، وبعد فترة توفي والده وعاش في رعاية والدته وأشقائه الثلاثة عيشة شظف وفقر ومعاناة، ورغم فقره فقد طلب العلم وأكب عليه، على الرغم من مساعدة العمانيين له ومدهم إياه بالمساعدات، وعمل بالتدريس والقضاء، الذي تركه لأنه صرفه عن طلب العلم.
وقد تعرض لكثير من المحن فقد طرد من بلدته بني يزقن بسبب آرائه الإصلاحية، وبسبب مناداته بالاجتهاد والخروج عن التقليد والتعصب الأعمى، فسكن البلدة المجاورة [بنورة]، إلى أن كثر تلاميذه ومريدوه ومحبوه الذين طالبوا بعودته فعاد إلى بني يزقن بعد نفي دام سبع سنين، ولم يغادرها إلاّ قليلا، إلى بيت الله الحرام مرتين، وإلى بعض المناطق المجاورة، وكانت كلها رحلات علمية، وقد أرخ لرحلتيه الحجازيتين، وكانت الأولى في العقد الأخير من القرن الثالث عشر الهجري 1290هـ وهي التي تردد ذكرها كثيرا في مؤلفاته، كما ذكر العلماء الذين التقى بهم في مكة والمدينة، وكانت الحجة الثانية سنة 1303هـ 1886م وسجل مراحلها في قصيدته الحجازية، ورسم طريقها، وأهم المدن التي توقف بها بدءا من المدن الجزائرية والتونسية إلى أن عاد سنة 1304هـ، كما ذكر فيها أهم الكتب التي اشتراها، والكثير من تفاصيل الرحلات الحجازية. وظل بها يدرس ويعلم إلى أن وافته المنية يوم السبت 23ربيع الثاني 1332هـ مارس 1914م، بعد مرض ألم به، وقيل توفي بسم وضعه له المستعمر الفرنسي. نقلا عن: مصطفى وينتن، آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية، جمعية التراث، القرارة، 1417هـ 1996م، ص 18 و 19. وبدوره نقلا عن مصادر ومراجع إباضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *