* خلاصة الأساس الثاني:
وقد بدا لي الشيخ اطفيش وهو يعرض للأساس الثاني عن أصول الدين الأساسية الأربعة (القرآن، السنة، الإجماع، القياس) بأنه يؤصل لينابيع الوحدة الإسلامية الشاملة، لا للجماعة القطرية الضيقة، حيث اجتماع رأي كل علماء وفقهاء المذاهب الإسلامية المختلفة على هذه الأصول الأربعة، مع تباين في فهم الإجماع عند الشيعة وهو إجماع أئمتهم وأعلامهم، أو كإضافة أصل وأساس خامس عليها، كعمل أهل المدينة عند المالكية. ولكن الاتفاق حاصل في هذه الأصول الأربعة، وهو المطلوب شرعيا.
3 – الأساس الوحدوي الثالث: الإيمان والإسلام واليقين:
اعتبر الشيخ اطفيش مباحث الإيمان والإسلام واليقين والكفر والشرك والنفاق، واعتبرها بأنها هي: العناصر الأصولية الأساسية والأولى التي يترتب عليها وحدة الجماعة المسلمة القطرية، لتنسجم وتتسق مع الجماعة الإسلامية الشاملة العالمية. وقد بدا الشيخ اطفيش هنا غير متميز عن جمهور الفقهاء والمتكلمين وأصحاب المذاهب في هذه المسائل، التي لا يكاد يختلف فيها الإباضية عن غيرهم فـ: (( .. الإيمان هو التصديق، وإنما يتم عند أصحابنا وأكثر المخالفين بالنطق. والإسلام الانقياد للأحكام الشرعية امتثالا وازدجارا. هذا حقيقتهما عندي .. ويزداد الإيمان بقوة النظر الاعتباري والفكر والأعمال الصالحة، وينقص بالغفلة عن ذلك والأعمال المحرمة. والإيمان نفسه علم لا شك ولا ظن، نعم يزداد بازدياد
¬__________
(¬1) انظر: المرجع السابق نفسه، ج 1، ص 13 .. 18، بتصرف. وقد فصل القول في هذه المسألة في جوابه لأهل عمان عن حكم الأخذ عن قومنا (المخالفين لنا) " المذاهب الإسلامية الأخرى " وجوّز ذلك للعالم وهو أصل وحدوي متميز هنا وغيرها من المسائل كالتوقف عن التزام الصحابة، والتقية والمداتهنة جلبا للوحدة وبعدا للفرقة والتشتت. انظر: اطفيش امحمد بن يوسف، كشف الكرب في ترتيب أجوبة الإمام القطب، 1405هـ - 1406هـ/1985م- 1986م، ج 1، ص 94 .. 99.
(¬2) انظر: محمد بن يوسف اطفيش، شامل الأصل والفرع، دون طبعة، ج 1، ص 18 .. 22.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق