العلم حتى يرسخ، فإذا رسخ كان يقينا فدرجة العلم الراسخ أفضل عند الله من درجة الإيمان كما قال الله تعالى: [يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات] .. فالإيمان يقين واليقين يدعو إلى قصر الأمل، وقصره يدعو إلى الزهد المورث للحكمة المورثة للنظر في العواقب، وعلامته النظر إلى الله في كل شيء والرجوع إليه في كل أمر والاستعانة به على كل حال .. والكفر ستر لنعمة الله إما بالإشراك، وإما بعمل سائر الكبائر، ويترتب على الإشراك عمل الكبائر أيضا .. والشرك جحود الله أو كتاب من كتبه أو نبي من أنبيائه أو صفة من صفاته أو بعض كتاب، أو الشك في الجنة أو النار .. والنفاق مخالفة الفعل القول أو السر العلانية، والمنافق عندي من أظهر التوحيد وأخفى الشرك .. )). (¬1)
حيث يُعد ركن الإيمان المحور والقطب الرئيس للوحدة القطرية، فلا يمكن جمع جماعة دون وحدة روحية وعقدية حيال قضايا التصور والاعتقاد الشاملة، دون الدخول في التفاصيل والشروحات والفهومات الفارقة بين الجماعات والمذاهب.
* خلاصة الأساس الثالث:
وقد بدا لي الشيخ اطفيش وهو يعرض للأساس الثالث عن أصول الإيمان والإسلام واليقين والكفر والشرك والنفاق، واعتبرها بأنها هي: العناصر الأصولية الأساسية والأولى التي يترتب عليها وحدة الجماعة المسلمة القطرية، لتنسجم وتتسق مع الجماعة الإسلامية الشاملة العالمية وفي هذا الصدد ذهب ناصحا لأهل عمان لما سألوه فقال: (( .. أما بعد: فسلام .. واعلموا أن أهل التوحيد في الدنيا كلها على اختلاف مذاهبهم وديانتهم قليلون بالنسبة إلى أهل الشرك، وأصحابنا قليل بالنسبة إلى قومنا، فما بالنا نختلف ونقطع من أطرافنا، فأسألكم بالله أن تتآلفوا وتصيروا بعضا لبعض، وأنتم عرب وقد تكون قلوبكم سخية، فسامحوا وتعاونوا، وليعرف كل منكم قدر أخيه، يعرف الصغير حق الكبير، والكبير حق الصغير، والتلميذ حق الشيخ، والشيخ حق التلميذ، والتلميذان والشيخان كل يسارع إلى مسرة الآخر، والألفة في الدين واجبة، ويقال: هي أعلى من العلم رتبة، ولعل المراد أنها ثمرة العلم، وإلا فالعلم أفضل، ولا تعرف ولا تفضل أحوالها إلا به، وهاأنا منتظر لأحوالكم تلتئم
¬__________
(¬1) انظر: محمد بن يوسف اطفيش، شامل الأصل والفرع، دون طبعة، ج 1، ص 23 .. 26. ودون الدخول في تفاصيل الاعتقاد حول الكثير من المسائل العقدية ككلام الله، والقرآن، ورؤيته تعالى، والخلود في عذاب القبر .. ، وذلك مثل قوله: (( .. لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يوصف بالساق ولا بالرجل والقدم. و {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [سورة القلم: 42] كناية عن شدة الأمر إذ شدة الأمر يرفع لها الثوب لتزول. و «يضع الرب قدمه في النار» بمعنى يحصر لها من يقدمه لها. لا إله إلا الله الحمد لله الذي هو نور السماوات والأرض، أي هادي من فيهما، أو خالق نورهما، أو العدل فيهما .. )). انظر: اطفيش امحمد بن يوسف، كشف الكرب في ترتيب أجوبة الإمام القطب، 1405هـ - 1406هـ/1985م-1986م، ج 1، ص 21 و 22.
Post Top Ad
الأحد، 7 مارس 2021
الرئيسية
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
200 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
200 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
التصنيف:
# دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
عن MaKtAbA
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق