كثيرة ويشد بعضها بعضا.
أما ما ذكره من قال بالوجوب من رواية: ( فاقدُروا له ) فإنّ هذه الرواية لا دليل فيها على ما ذهبوا إليه، إذ إنّ الإمام مسلما قد بيّن في روايته من أنّ الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قال: ( اقدروا له ثلاثين ) فالرواية وإن كانت محتملة إلا أنّ هذه الرواية عند الإمام مسلم تُصرِّح بالمراد، ثم إنّ هذه الرواية تتفق مع بقية الروايات الأخرى، وهي من المحكَم بخلاف بقية الروايات فإنها من المجمَل المتشابه، فلابد من ردّ تلك الروايات إلى هذه الرواية، ولابد من الأخذ بهذه الروايات المحكَمة، وبذلك تتفق الروايات وتَسلَم من الاضطراب، ومن المعلوم من أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد صرّح بلفظ واحد ولم يصرّح بكل هذه الألفاظ فلا يمكن أن تُحمَل هذه الرواية على كذا وهذه الرواية على كذا، كما حاول بعض العلماء من حمل رواية: ( فاقدروا ) على من كان له علم بالفلَك بخلاف من لم يكن عالما بذلك، فلا يمكن أن تحمل هذه الروايات على ذلك، لأن مَخرَجها متحِد وإذا اتحد المخرج فلابد من أن يكون النبي صلوات الله وسلامه عليه قد نطق بلفظ واحد وبقية الألفاظ تكون من باب الرواية بالمعنى فيبحث عن اللفظ الذي قاله النبي-صلوات الله وسلامه عليه-أو تتفق المعاني عليه ويؤخذ به، وقد رأيتم بأنّ المراد برواية: ( فاقدروا ) " اجعلوا شهر شعبان ثلاثين "، وهذه الرواية تتفق مع بقية الروايات الأخرى.
ويتبيّن أنّ القول الصواب هو قول من قال بالنهي عن صيام يوم الشك.
Post Top Ad
الاثنين، 22 مارس 2021
19 فتاوى الشيخ سعيد القنوبي الصفحة
التصنيف:
# فتاوى الشيخ سعيد القنوبي

عن MaKtAbA
فتاوى الشيخ سعيد القنوبي
Tags:
فتاوى الشيخ سعيد القنوبي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق