وانتقل لتناول حالات التبرؤ والتولي، وعكف على مشاهد المنكر والمستنكف على تغييره فقال: (( .. ومن رأى منكرا ولم يغيره وهو قادر تبرأ منه ناظره أو عالمه إلاّ إن شك في عدم قدرته أو في أنه غافل أو أنه لم ير أو في أنه قد نهى قبل ولم يقبل عه أو في أنه لم يرج القبول أو في أنه قد اعتقد أن في ذلك غير منكر أو في أنه علم بقول فيه لم يدر به الرائي والعالم بعدم إنكاره وهذا الاحتمالان إنما هما فيما لم يتفق عليه أنه منكر، ومن تولى أحدا على قلة علم بالولاية والبراءة ولما خالطه أو سمع بحاله السابق على حين ولايته عرف أنه لا يستحقها أبقاه عليها واستتابه، فإن لم يتب برىء منه .. )). (¬1)
وذلك بهدف صناعة فرد ومجتمع مسلم سليم معافى بريئ من كل أدران الشرك والكفر والنفاق، وليضمن لنا وحدة إسلامية نقية وفاعلة. (¬2)
معنبرا الذنوب والتوبة منها كمقوم أساس من مقومات وحدة الجماعة المسلمة، مبينا أنه: (( .. من عمل حسنات وسيئات كتبت وجوزي بأيها أكثر وهو ظاهر الأحاديث، وقيل إذا عمل حسنة ثم سيئة محت السيئة الحسنة، واختلف في حسناته حال الإصرار، قيل تكتب ولو مات مصرا وإنما النظر إلى ما هو أكثر، وقيل لا تكتب حسناته حال إصراره الذي مات عليه، وقيل لا تكتب مطلقا، والمشهور عندنا في المغرب أنه من مات مصرا بطل عمله كله، وإن مات تائبا رد الله له عمله كله، ولو ما عمل في الإصرار وأثابه مكان كل ذنب حسنة من حيث أنه تاب عنه، وقيل يعوض في مستقبل عمره، ويضاعف له في عمله حتى يجتمع له مثل ما أحبط من عمله .. )). (¬3)
¬__________
(¬1) انظر: محمد بن يوسف اطفيش، شامل الأصل والفرع، ج 1، ص 58 و 59.
(¬2) انظر: محمد بن يوسف اطفيش، شامل الأصل والفرع، ج 1، ص 58 و 59 و 59 و 60 .. 67.
(¬3) انظر: محمد بن يوسف اطفيش، شامل الأصل والفرع، ج 1، ص 68 .. 70.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق