4 - كذلك نقل الرواية للأداء بلفظها ومعناها وما تشير إليه من العلوم لمن يُطلب منه الحديث.
ومن أمثلة ما تؤثِّره الرحلة في تثبيت نصِّ الحديث حديث النيَّة؛ فعبد الرحمن بن مهدي (198هـ) يقول: «ما ينبغي لمصنِّف أن يصنِّف شيئا من أبواب العِلم إِلاَّ ويبتدئ بهذا الحديث» (¬1). وبمثل هذا صَرَّحَ البخاريُّ في قوله: «من أراد أن يصنِّف كتابًا فلْيبدأ بحديث “الأعمال بالنيَّات”» (¬2)، وهو الحديث الذي افتتح به كتابه (¬3). وكذلك قَبله الربيع بن حبيب (¬4) وكُتب السُّنَّة. ذَكَروا الحديث في طليعة كُتُبهم يكاد يكون فيها نصًّا واحدا، مِمَّا يَدُلُّ على أخذ كثير منهم الحديث من رُواة شَتَّى.
وَلاَ بُدَّ لطالب الحديث أن يَرحل في طلب الحديث ابتغاء رضوان الله واتِّساع المعرفة في الدين، لا للمُفاخَرة أو حُبِّ الشهرة، وكذلك لا يُؤَدِّيه إِلاَّ بمثل ذلك. وقد قام المحدِّثون والعلماء بجهود متضافرة في النهي عن المتاجرة في طلب علم الله أو أخذ شيء من الدنيا مُقابل ذلك،
¬__________
(¬1) - ... البغدادي: الجامع لأخلاق الراوي، ج 2، ص 300.
(¬2) - ... المصدر نفسه.
(¬3) - ... صحيح البخاري، كِتَاب بدء الوحي (1)، باب كيف كان بدء الوحي إِلىَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، رقم 1.
(¬4) - ... مسند الربيع (1) باب النية رقم 1.
Post Top Ad
الاثنين، 8 مارس 2021
63 كتاب فتح المُغيث في علوم الحديث الصفحة
التصنيف:
# فتح المغيث في علوم الحديث
عن MaKtAbA
فتح المغيث في علوم الحديث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق