يقول تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].
والمتتبع "للهميان" يجد أن الشيخ –رحمه الله– قد اعتنى بالسنة في تفسيره، وأولاها عناية واضحة، فهو يرى أنه لا نظر مع الحديث إن صح، ولا يجوز العدول عنه (¬1)، ومع هذا يوجد في تفسيره كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، خاصة في فضائل السور والآيات، وأرى أن هذا يعود إلى سببين:
الأول: عدم دراية الشيخ بعلم الحديث حين تأليفه "للهميان" دراية كافية، وذلك لعدم توافر كتب الحديث لديه في ميزاب غير الجامع الصحيح للإمام الربيع بن حبيب –رحمه الله–، ولما سافر الشيخ إلى الحجاز لأداء فريضة الحج تمكن من الاطلاع على كتب الصحاح المعروفة وغيرها، فجمع منها ما جمعه من الأحاديث في كتابيه "وفاء الضمانة بأداء الأمانة" و "جامع الشمل في أحاديث خاتم الرسل".
الثاني: فعل الشيخ ذلك بهدف الترغيب في حفظ القرآن الكريم، والإقبال على قراءة التفسير ومطالعته.
إن القارئ "للهميان" يمكنه تلخيص منهج الشيخ في تعامله مع السنة النبوية في تفسيره كما يأتي:
أولا: مدى اعتماده على السنة:
1. يستشهد بالأحاديث الصحيحة والأمثلة على ذلك كثيرة منها: ما ذكره عند تفسير لقوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59]، فقد ذكر الشيخ أن القول الذي بدله بنو إسرائيل هو قولهم: حبة في شعيرة بدل قولهم: حطة، واستدل على ذلك بحديث صحيح رواه البخاري ومسلم فقال: « ... فنطقوا بألفاظ تقارب ألفاظ ما أمروا به معنى ولفظا، أو معنى فقط استهزاء، إذ كان المعنى مخالفا ... روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قيل لنبي إسرائيل ادخلوا الباب سجّدا وقولوا حطّة
¬__________
(¬1) اطفيش: هميان الزاد ج 1/ 7 ص (258)
Post Top Ad
الأحد، 7 مارس 2021
الرئيسية
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
77 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
77 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
التصنيف:
# دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
عن MaKtAbA
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق