2. ويستشهد بالأحاديث الضعيفة دون نقدها إلا في بعض الأحيان من جهة السند، فمن الأحاديث التي لم ينتقدها ما استشهد به عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105]، يقول: «ولا يخفى أن النهي عن التفرقة والاختلاف، والوعيد عليه، إنما هو في الأصول دون الفروع» (¬3) ثم يستشهد بحديث (اختلاف أمتي رحمة) (¬4) والحديث روي بسند منقطع عن ابن عباس، وفي سنده ضعف (¬5).
3. يستشهد بالأحاديث الموضوع من غير تمحيص. إن أكثر الأحاديث الموضوعة التي ذكرها إنما كانت في فضائل السور والآيات (¬6) حيث يجعلها في بداية تفسير السورة أو الآية، ليرغب القارئ في درسها وحفظها، هذا في درسها وحفظها، وتكرار قراءتها، رجاء لنيل ثوابها هذا مقصدي (¬7)، ومن أمثلة ذلك ما ذكره في فضل سورة يس (¬8) من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ سورة يس ليلة الجمعة أصبح مغفورا له)، (¬9) قال ابن الجوزي: «هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له». (¬10)
وذكره في فضل آية الكرسي (¬11) من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت) (¬12)، قال عنه ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» (¬13).
ثانيا: طريقة تعامله مع السنة:
أولا: تفسير الآية بالحديث لتوضيح المعنى، أو لتأكيده كشاهد عليه، ومن الأمثلة على النوع الأول ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ} [البقرة: 79]، فقد ذكر الشيخ أن المراد بالويل واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا، مستدلا على ذلك بحديث رواه الترمذي فقال: «أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري، وقال حديث غريب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الويل واد في
¬__________
(¬1) رواه البخاري في صحيحه – شرح الباري (65) – كتاب التفسير (5) باب و إذا قلنا ادخلوا هذه القرية ج8 ص (14)، رقم الحديث (4479)، مسلم في صحيحه بشرح النووي – كتاب التفسير ج 18 ص (152)
(¬2) اطفيش: هميان الزاد ج2 ص (55) و للمزيد انظر الهميان: ج 1 ص (163)، ج2 ص (414)، ج 3 ص (69)، 70، 472)، ج 1/ 9 ص (309)، ج 2/ 9 ص (135)، ج 1/ 10 ص (234)، ج 15 ص (226).
(¬3) اطفيش: هميان الزاد ج 4 ص (206) و للمزيد انظر الهميان ج 2 ص (414)
(¬4) الهندي: كنز العمال مجلد 5 ج 10 ص (59)، حديث رقم (28682)
(¬5) العجلوني: كشف الخفا، ج 1 ص (79)، و قال عنه المحقق " لا أصل له" الهامش ج 1 ص (79)
(¬6) يعتبر الدارسون أحاديث فضل القرآن موضوعة إلا القليل انظر: الزركشي: البرهان ج 1 ص (513)، السيوطي: الإتقان ج 4 ص (102، 115)، ابن الجوزي: الموضوعات ج 1 ص (8، 239 – 256)، ج 3 ص (211)
(¬7) اطفيش: هميان الزاد ج 1 ص (17)
(¬8) اطفيش: ن. م. س. ج 1/ 2 ص (288) و للمزيد انظر الهنيان ج 13 ص (332)
(¬9) المنذري: الترغيب و الترهيب ج 1 ص (578) رقم 1090
(¬10) ابن الجوزي: الموضوعات ج 1 ص (247)
(¬11) اطفيش هميان الزاد ج 3 ص (351)
(¬12) المنذري: الترغيب و الترهيب ج 2 ص (448) رقم (2373)
(¬13) ابن الجوزي: الموضوعات ج 1 ص (243)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق