ذلك الكتاب عن الموصِي، لأَنَّهُمْ رأوا في هذه الوَصِيَّة شَبَهًا من “الإعلام” وضربا من “المناولة”. فكَأَنَّ الشيخ بوصيَّته هذه قد ناول تلميذه شيئا مُعَيَّنا، وأعلمه بِأَنَّهُ من مرويَّاته، غير أَنَّ ألفاظه لم تكن واضحة في ذلك (¬1).
وهؤلاء المسوِّغون في الوَصِيَّة يعترفون مع ذلك بِأَنَّهَا من أضعف صوَر التحمُّل، فهي دون المناولة والإعلام.
وابن الصلاح لا يرى وجها للمشابهة بين “الوَصِيَّة” من جانب، وبين “المناولة” و“الإعلام” من جانب آخر، ويقول: «وقد احتَجَّ بعضهم لذلك فشبَّههُ بقسم “الإعلام” وقسم “المناولة”، ولا يَصِحُّ ذلك» (¬2).
وعلى الموصَى له عند أدائه أن يلتزم عبارة الموصي، فلا يزيد عليها ولا ينقص منها، لأَنَّ الوَصِيَّة بالعلم كالوصيَّة بالمال، يجب أن تكون معروفة المعالم، مُعَيَّنة المِقدار، كما قرِّر في الفقه: «على الموصي البيان، وعلى الموصَى له الاِتِّباع» (¬3).
ثامنا: الوِجادة، الوِجادة بكسر الواو مصدر مولَّد غير مسموع من العرب. اِصطلح المحدِّثون على إطلاقه على أخذ العِلم من
¬__________
(¬1) - ... ابن كثير: الباعث الحثيث، ج 1، ص 365.
(¬2) - ... ابن الصلاح: علوم الحديث، ص177.
(¬3) - ... ابن الصلاح: علوم الحديث، ص178.
Post Top Ad
الاثنين، 8 مارس 2021
79 كتاب فتح المُغيث في علوم الحديث الصفحة
التصنيف:
# فتح المغيث في علوم الحديث
عن MaKtAbA
فتح المغيث في علوم الحديث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق