الشكُّ في قيمتها بِأَنَّهَا صورة من صوَر التحمُّل. فجميع ما ننقله اليوم من كتب الحديث الصحيحة ضرب من الوِجادة، لأَنَّ حُفَّاظ الحديث عن طرق التلقين والسماع ونحوه أصبحوا نادرين جدًّا في حياتنا الإِسلاَمِيَّة بعد أن انتشرت الطباعة، وأضحى الرجوع إلى أُمَّهَات كتب الحديث سهلا ميسورا، مع ما صاحَب ذلك من إضافات وتعاليق وتخاريج واستدراكات. وقد سبق أن جزم ابن الصلاح: «بِأَنَّ مذهب وجوب العمل بالوِجادة هو الذي لا يتَّجه غيره في الأعصار المتأخِّرة، فإنَّه لو توقَّف العمل فيها على الرواية لانسدَّ باب العمل بالمنقول لتعذُّر شرط الرواية فيها» (¬1).
وقد استدلَّ للعمل بالوِجادة بالحديث الصحيح الذي روي عن رسول الله ? أَنَّهُ قال لأصحابه: «أيُّ الخَلْق أعجب إليكم إيمانا؟ قالوا: الملائكة، قال: وكيف لا يؤمنون وهم عند ربِّهم، وذكروا الأنبياء، فقال: كيف لا يؤمنون والوحي ينزِل عليهم، قالوا: فنحن يا رسول الله، قال: وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهُركم، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: قوم يأتون بعدكم يجدون صُحُفا يؤمنون بها» (¬2). فيؤخذُ من هذا
¬__________
(¬1) - ... ابن الصلاح: علوم الحديث، ص181.
(¬2) - ... رواه الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب المناقب، 37 (301) باب ما جاء فيمن آمن بالنَّبِيء - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، 16691.
Post Top Ad
الاثنين، 8 مارس 2021
81 كتاب فتح المُغيث في علوم الحديث الصفحة
التصنيف:
# فتح المغيث في علوم الحديث
عن MaKtAbA
فتح المغيث في علوم الحديث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق