وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة التقى الشيخ بعلماء الحرمين، وتحاور معهم، وناظرهم لاسيما زيني دحلان الذي يعد كبير علماء الحرم النبوي الشريف الذي أكرمه، وفتح له مجال الوعظ والإرشاد في المسجد النبوي.
إن أسفار الشيخ، وإن كانت قليلة إلا أنها قد فتحت له آفاقا جديدة، فقد التقى بعدد من أعلام الفكر الإسلامي وناقشهم، وتوثّقت الصلة بينه وبين كثير من العلماء في الأقطار الإسلامية عن طريق المراسلات (¬2)، كما أنه اطلع على عدد من المؤلفات الإسلامية التي لم تكن موجودة ببلده، فاستفاد منها، وخاصة كتب الحديث الشريف.
وفي أسفاره تعرف الشيخ اطفيش على حقيقة العالم الإسلامي، وأمراضه الاجتماعية والسياسية، وحال المسلمين في المشرق العربي، يقول دبوز: «كان الشيخ ذا شخصية اجتماعية قوية، تجعله يهتم بحالة المسلمين أينما حل، غيورا على الدين والعالم الإسلامي، شجاعا يعتقد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض من الله على العالم أينما حل، لذلك لا يحل في مكان، ويتصل بأهله إلا يعظهم، ويرشدهم، ويدلهم على الصراط المستقيم» (¬3).
لقد استطاع الشيخ أن يتصل بكثير من العلماء المسلمين في المغرب والمشرق، وفي مصر عرف مكانة الشيخ اطفيش محمد عبده حين سأله أهل جامع الزيتونة عن المسائل فأشار إليهم أن يرجعوا إلى الشيخ في المشكلات، وأن يسألوه في المسائل الشرعية. قائلا: «إنا نسأله من مصر، وأنتم أقرب منا» (¬4).
¬__________
(¬1) اطفيش: القصيدة الحجازية مخطوطة، الذخر الآسنى ص (240)، تفسير ألغاز ص (11،12) يعقوب: حول جربة من تعاليم الشيخ ص (3)
(¬2) اطفيش: مجموع الرسائل مخطوط، كشف الكرب ج 1 ص (5) و ما بعدها – رسائل إلى إخوانه العمانيين، ج 2 ص (31، 32)، المعلقات لأصحابنا جوابات الشيخ لبعض علماء عمان في الرد على الصفرية ص (2 - 5)
(¬3) دبوز: نهضة الجزائر ج 1 ص (352).
(¬4) اطفيش: ان لم تعرف الإباضية ص (13)، تيسير التفسير ج 9 ص (34)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق