لقد أشاد كثير من العلماء والمفكرين بمكانة الشيخ العلمية منهم:
1 - أبو اليقظان إذ يقول: «منهم الشيخ الحاج امحمد بن يوسف اطفيش الشهير بقطب الأيمة عند المغاربة، وبقطب المغرب عند المشارقة».
2 - أبو إسحاق يقول عنه: «فقد ذاع صيته حتى صار مرجع المسلمين في جميع الأقطار في مشكلاتهم» (¬2)، وقال عنه في موضع آخر: «أفاض الله عليه من مواهبه اللدنية، وأشرقت في قلبه الأنوار العرفانية، وانكشفت له الحقائق العلمية الخفية، وتجلت في سماء فكره الحكمة الربانية، فكان قدوة للسالكين وهداية للمسترشدين، ومنهلا للواردين». (¬3)
3 - قال عنه الذهبي: «نشأ بين قومه، وعرف عندهم بالزهد والورع، اشتغل بالتدريس والتأليف، وهو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وانكب على القراءة، والتأليف حتى قيل أنه لم ينم في ليلة أكثر من أربع ساعات وله من المؤلفات في شتى العلوم ثروة عظيمة تربو على الثلاثمائة مؤلف». (¬4)
4 - قال عنه الزركلي: «علاّمة بالتفسير، والفقه والأدب، إباضي المذهب، مجتهد، كان له أثر بارز في قضية بلاده السياسية تدل على وطنية صحيحة» (¬5).
5 - قال عنه نويهض: «مجتهد من أكابر العلماء بالفقه، والأدب، واللغة، والتفسير، ومن رجال النهضة الإصلاحية الحديثة بالجزائر» (¬6) 0
6 - قال عنه الشيخ الخليلي: «لقد كان –رحمه الله– أمة في فرد، وفردا في أمة، فقد جمع بين العلم والعمل» (¬7).
المبحث الثاني: رحلاته واتصالاته:
أما عن رحلات الشيخ اطفيش، فقد كان قليل الأسفار لأنه نذر وقته كله للتدريس والتأليف، بالإضافة إلى الاستعمار الفرنسي الذي قيد حركته، لدرجة أنه كان لا يخبر أحدا بسفره إلا في اللحظة الأخيرة، خشية أن يتسرب الخبر إلى أعدائه وإذا أزمع السفر إلى بلد وكان رفقاؤه ببريان والقرارة.
¬__________
(¬1) على سبيل المثال أنظر مؤلفات الإمام السالمي: شرح طلعة الشمس، و مشارق أنوار العقول، و العقد الثمين، و معارج الآمال.
(¬2) أبو إسحاق: الدعاية إلى سبيل المؤمنين ص (109)
(¬3) اطفيش: الذهب الخالص المقدمة ص ج
(¬4) الذهبي: التفسير و المفسرين ج 2 ص (319)
(¬5) الزركلي: الأعلام ج 7 ص (156)
(¬6) نويهض: معجم أعلام الجزائر ص (190)
(¬7) نقلا عن أعوشت: قطب الأيمة ص (9)، وقد سمعت هذه العبارة من لسان الشيخ الخليلي مباشرة أكثر من مرة أثناء حديثه عن الشيخ اطفيش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق