99 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الأحد، 7 مارس 2021

99 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة




يتوالَ فمنقطع؛ وعليه فالمنقطع أعمّ مطلقاً من المعْضَل؛ وذلك لانفراده في سقوط راو واحد وفي سقوط راويين على غير التوالي، فكلّ مُعْضَل منقطع ولا عكس (¬1).
ويلحق المعضل من حيث حكمه الخلاف السابق في المعْضَل، بل المعْضَل أسوأ حالا من المنقطع، وإذا كان الانقطاع في موضع واحد أسوأ حالا، فانقطاعه في موضعين أسوأ منه، ولذلك لا تقوم به الحجّة كما قال المطهري (¬2).
الحديث المعلل:
العِلَّة تعني المَرَضُ، يقال: «عَلَّ يَعِلُّ و اعْتَلَّ أَي مَرِض، فهو عَلِيلٌ، والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته، كأَنَّها مَنَعَته عن شُغْله الأَول» (¬3)
وهذان المعنيان واردان في معنى العلة الاصطلاحي، فهي وهن كالمرض يضعف الرواية، وهو حدث منع الرواية وحولها عن حالها الأول، فنقلها من الصحة إلى الضعف؛ ويعرّف اطفيش الحديث المعلل بقوله: «المعلل عبارة عمّا فيه سبب قادح غامض مع أنّ الظاهر السلامة منه، أشار إليه ابن الصلاح» (¬4)، ويقول أيضا: «والمعلول ما دخله قدح في بعض رواته» (¬5).
ويذكر اطفيش أنواعا من العلل بصورة مجملة مركزة مثل: «مخالفة راوي الحديث غيره ممّن هو أحفظ وأضبط وأكثر عددا، أو تفرده وعدم المتابعة عليه مع قرائن منه على وهمه في وصل مرسل أو رفع موقوف أو إدراج حديث في حديث، أو لفظة ما أو جملة ليست من الحديث أدرجها فيه، أو وهم بإبدال أو ضعيف بثقة» (¬6).
ويمثل اطفيش للعلة الواقعة في المتن أو في الإسناد، فمثال العلّة الواقعة في المتن (¬7): حديث مسلم من جهة الأوزاعي عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس أنّه حدّثه أنّه قال: «صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أوّل قراءة ولا في آخرها» (¬8).
وذكر اطفيش أن الشافعي قرأ بالبسملة، وأما غيره فعدّها زيادة، لكن كثيرا من الرواة اتفقوا على أنّ الاستفتاح بالحمد لله رب العاملين، ولم يذكروا البسملة (¬9)، قال اطفيش
¬__________
(¬1) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص410 - 411.
(¬2) المطهري، فتح المغيث، ص198.
(¬3) ابن منظور، لسان العرب، مادة علل، 11/ 471، الرازي، مختار الصحاح، 1/ 189.
(¬4) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص419. وأنظر: ابن الصلاح، علوم الحديث، ص90.
(¬5) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص419.
(¬6) اطفيش، كتاب جامع الشمل، ص419.
(¬7) م. س، ص419.
(¬8) هذا اللفظ أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، 1/ 299 (399).
(¬9) رواية البخاري: عن قتادة عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بـ: {اِلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اِلْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 01]، أخرجها البخاري في صحيحه، كتاب صفة الصلاة، باب ما يقول بعد التكبير، 1/ 259 (710)، وابن الجارود في المنتقى، باب صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،1/ 55 (181)، والبيهقي في السنن الكبرى، في جماع أبواب صفة الصلاة، باب افتتاح القراءة في الصلاة، 2/ 51 (2244).
قال البيهقي معلقا على هذه الرواية بعد تخريجها:" وهذا اللفظ أولى أن يكون محفوظا، فقد رواه عامة أصحاب قتادة عن قتادة بهذا اللفظ، منهم حميد الطويل وأيوب السختياني وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وأبان بن يزيد العطار وحماد بن سلمة وغيرهم. ر: البيهقي، السنن الكبرى، موضع التخريج السابق.
قال أبو الحسن الدارقطني: وهو المحفوظ عن قتادة وغيره عن أنس، قال الشيخ رحمه الله: وكذلك رواه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثابت البناني عن أنس بن مالك، وكذلك رواه أبو الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين" وقال معلقا على رواية مما ثلة بعدها برقم (2245): "قال الشافعي يعني يبدؤون بقراءة أم الكتاب قبل ما يقرأ بعدها والله أعلم، ولا يعني أنهم يتركون بسم الله الرحمن الرحيم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *