الحمد لله على نعمة الإسلام ، حقا إنها نعمة عظيمة ..
كلنا يعلم بأن للذرة نواة ، وأن لهذه النواة إلكترونات تدور في مسارات محددة ، وذلك طبقا للجاذبية التي تفرضها النواة عليها ، وهذا الدوران يحصل في سرعة هائلة.
والميزان الإلهي الذي يحفظ هذا الكون العظيم من الإنهيار، هو نفسه الذي يحفظ الذرة من التخريب والانشطار ، فإن خروج الإلكترونات عن مدارها يسبب دمارا ، ولعلنا نتذكر جيدا ما حصل في هيروشيما وناجازاكي ، ذلك الانفجار الهائل ..
ولكن ما الجديد في الأمر ، إن الجديد هنا هو العلاقة بين دوران الإلكترونات حول البروتونات ، ودوران الأجرام السماوية والكواكب والكويكبات حول الشمس ، وبين هاتين الظاهرتين الطبعيتين وظاهرة دوران الإنسان حول الكعبة ..
أي أن هناك ثمة علاقة بين جميع ذلك ، وهو الطواف ..
ولا يقف الأمر هنا فحسب ، بل إن الطواف نفسه الذي هو فرض عين على كل مسلم يبدأ من اليسار إلى اليمين حول نواة - وما أعظمها – ألا وهي الكعبة المشرفة ، وهكذا الحال في فرض هذا الطواف على كل جزء في هذا الكون بدءا من الإلكترونات التي تدور حول البروتونات ، إلى الأقمار التي تدور حول الكواكب إلى الأجرام السماوية العملاقة التي تدور حول الشمس ، إلى الشمس ذاتها التي تدور مع مجموعتها حول المجرة ، إلى المجرة ذاتها التي هي الأخرى تسبح في هذا الفضاء الضخم وفق الكيف والمكان المحدد له ، لا يشذ عنه بأي حال من الأحوال .. فالكل يدور من اليسار إلى اليمين .. وظاهرة الطواف هذه ، من اليسار إلى اليمين بعكس عقارب الساعة وفي شكل دائري لكل جزء في هذا الكون بدءً من الذرة وانتهاءً بالمجرة ؛ هي الظاهرة التي انفرد بها ديننا ( الإسلام ) دون سائر الملل الأخرى .
فسبحان الله ..
إنه الخضوع والانقياد المطلق للخالق العظيم ، إنه التسبيح " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " ، إنها الطاعة التامة لله .. وما أجملها وما ألذها .
فالأذان الذي هو مفتاح الصلاة والتي هي العمود الفقري للعبادة ، أيضا يدور هو الآخر حول الأرض في كيفية غاية في الدهشة والغرابة ، فالمعلوم أن الشمس تنقل الضوء من خط طول إلى خط طول آخر خلال أربع دقائق ، ومتوسط الأذان أيضا أربع دقائق وهو مربوط بحركة الشمس لا ينفك عنها أبدا ، فما أن ينتهي مؤذن من أذانه حتى يبدأ مؤذن آخر في أذان آخر على خط طول آخر ، فبذلك يدور الأذان حول الأرض طبقا لحركة الشمس وبوصلته الكعبة المشرفة .
فسبحان الله ..
وليس بخافٍ عن أحد تلك الأعجوبة التي حصلت لرائد الفضاء على سطح القمر ، فقد سمع ترانيم يجهلها لا يعرف ما هي ، وظل متلبسا بجهله ذلك إلى أن زار يوما من الأيام دولة عربية مسلمة فسمع الأذان فـُصعق وهو يسأل ما هذا ؟ فقيل له أذان المسلمين للصلاة .. فكان ما سمعه على سطح القمر هو الأذان الذي سمعه على الأرض ، فـُبهت وأسلم .
هنيئا لنا هذا الإسلام الحنيف ، هنيئا لنا هذا الانسجام مع الكون ومعطياته ، فما أجمل تلك الأيام التي تصلنا وتترنم فيه الأرض بـ الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق