الرد على خرافة الإعجاز العددي
طالما طالعتنا مقالات عبر الانترنت وغيرها لتثبت لنا "الإعجاز العددي البهائي" رغم أنوفنا نحن المؤمنين وليس أنوف (الملحدين والجاحدين) وكأن بهرج الموضوع بالأرقام، سيجعلنا ننقاد كالعميان إلى أمر خرافي لا حقيقة له.
بداية، أول من نادى بالإعجاز العددي هم البهائيون لكي يركبوا خرافة الرقم (19) المقدس لديهم، ثم جاء المتنبئ الملحد رشاد خليفة ليثبت بالإعجاز العددي صدق نبوته، فتمت كلمات ربك صدقا وحقا بأن جاءته رصاصة قاتلة وهو في مطبخه ببيته في أمريكا من قاتل لم يعرف إلى هذا الوقت.
البهائية تقدس الرقم 19، فالشهر عندهم 19 يوما، والسنة 19 شهرا، ورمزهم الدينية 19 رمزا، وهكذا.
وقد أرادوا أن يثبتوا هذيانهم هذا من القرآن الكريم، فأتوا إلى البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" وقالوا انظروا فيها 19 حرفا، وقالوا ما حذف الألف من "اسم" إلا لأجل أن يوافق هذه المعجزة.
ثم إنهم أخذوا يحسبون عدد أحرف السور، يضعونها في معادلات رياضية تتفق مع هوسهم التسعة عشري، وقالوا إن هذا منصوص عليه في قوله تعالى: ((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27} لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ {28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ{30})) المدثر.
هذه هي قصة بداية ونهاية الإعجاز العددي الخرافية.
والآن دعونا نناقش هذه "المعجزة البهائية".
دين الله تعالى جاء دينا قويما، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا، ولا تخرج أحكام الله تعالى في كتابه ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا منضبطة تشمل كل أفرادها المتفرعة منها أو تخرج مخرج الأغلب الأعم، أما أن تخرج الأحكام وفق هوى الناس وهوسهم فذلك البهتان بعينه.
فحتى يسلم لنا صدق هذه "المعجزة البهائية" فلا بد لها من قواعد منضبطة، فهذه بعض القواعد المهمة والمطردة يمكن أن نذكرها في مثل هذا المقام:
1- إذا أخذنا مثلا كلمة بدون مشتقاتها فعلينا أن نأخذ الكلمة المقابلة لها بدون مشتقاتها أيضاً، مثلا نأخذ كلمة "الجنة" لتقابلها كلمة "النار" فقط.
2- أما إذا أخذناها مع مشتقاتها فنأخذ الكلمة المقابلة أيضاَ مع مشتقاتها، "الموت: يموتون؛ أمواتا؛ الموتة؛ أمتنا....الخ" في قبالة "الحياة: يحيي؛ لنحيينهم؛ تحيون....الخ).
3- إذا أخذنا قاعدة الضد في المعنى، فعلينا أن نفعل الشيء نفسه في الكلمة المقابلة، فالملائكة تقابل الجن أو الأنس أو شياطين الجن، مثلا، ولكن لا تقابل الملائكة شياطين الأنس والجن، فالإنس جنس والملائكة جنس والجنس جنس، كل منها مستقل عن الآخر.
4- أن نتبع في تعيين الحساب المعتمد شرعا، أي الأشهر والأيام والسنين القمرية.
5- الإضافة والتعريف والجمع لا يؤثر على الكلمات.
إذا اخترنا هذا المنهج مثلا فعلينا أن ننظر في كافة الفروع فإن انطبق عليها بأكملها أو أغلبها الأعم سلمنا له، وإلا فلا.
أي أن المنهج الواحد يجب أن يسري على جميع الاختيارات المتقابلة، ولا نضع لكل اختيارين منهج ثم نذهب إلى اختيارين آخرين لنضع لهما منهجا آخر، فهذا أمر لا يستقيم إلا مع الهوى النفسي، أو قل مع "الإعجاز البهائي"، وليس مع الإعجاز الإلهي.
ولعل القارئ يقول: ولماذا تربط المستنبط لهذا الإعجاز بقواعدك؟.
فأقول له: لا أربطه بقواعدي ولكن عليه أن يأتي بقواعده ومنهجه ثم نعرض تفريعه ونتائجه على هذا المنهج الذي أصله، أما أن نلفق من هنا وهناك، ونخبط ذات اليمين وذات الشمال دون منهج معتبر، فما هذا إلا الهذيان والتخليط، وكتاب الله تعالى لا يحتاج إلى الأوهام والخرافات لإثباته. ثم علينا الآن أن ننظر في ما كتبه الكاتب وألصقه بالعلماء. ولدينا عليه ملاحظتان، الأولى منهجية وأخرى عددية.
أما المنهجية فهي كالآتي:
يزعم الكاتب أن كلا من الدنيا والآخرة ذكرت في القرآن الكريم 115 مرة، وفي هذا مغالطة منهجية:
ملاحظة مهمة: انظروا؛ لقد أخذ الكاتب كلمة "الدنيا" وكلمة "الآخرة" مجردتين، ولم يأخذ كلمة "الآخرة" المضافة؛ في الآيات التالية:
في هذه المرة يأتي بالكلمة المجردة، بالجمع والإفراد والإضافة، وإن كان يهمل المعنى أيضا.
وإليكم ما فعله:
* الملائكة 68 مرة + ملائكته 5 مرات + الملكين مرتين + ملك 10 مرات + ملكا 3 مرات = 88 مرة.
* الشيطان 68 مرة + شيطانا مرتين + الشياطين 17 مرة + شياطينهم مرة واحدة = 88 مرة.
والخطأ المنهجي الذي وقع فيه هذه المرة أنه خالف طريقته في كلمتي "الدنيا و"الآخرة"، حيث أنه هناك استخدم الكلمتين مجردتين، وهنا استخدم الإفراد والجمع، و"الملائكة بتصاريفها" تعني جنس الملائكة وغالط في كلمة "شياطينهم" حيث تعني جنس البشر وليس جنس الجن كما في سائر استخدامات الكلمات.
ومع هذا الخطأ ينزل عدد كلمات "الشيطان" ومشتقاتها إلى 87 مرة، وبالتالي لا تساوي 88 مرة عدد الملائكة.
بينما كلمة "الفساد" تقابلها كلمة "الصلاح" كقوله تعالى: ((الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)) الشعراء 152. وقوله: ((تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)) النمل 48.
وكلمة "الضر" ذكرت 66 مرة، بينما ذكرت "كلمة" مشتقات "الصلاح" 180 مرة.
فأين الإعجاز العددي المزعوم في القرآن الكريم؟!!!.
*يورد الكاتب في زعمه أن القرآن الكريم ذكر "الناس" 368 مرة، وهو الذي يقابل ذكر "الرسل".
بينما كلمة "الرسل" ومشتقاتها وبدون النظر للمعنى، وهو ما سلكه سابقا، ذكرت 512 مرة.
فاعتبروا يا أولي الأبصار.
*يذكر الكاتب أن "إبليس" ذكر 11 مرة، والاستعاذة منه ذكرت أيضا 11 مرة.
والحقيقة أن الاستعاذة من إبليس باسمه لم تذكر ولا مرة واحدة في القرآن الكريم، بل وردت ضمنا في الاستعاذة من الشيطان الرجيم، وكلمة "الشيطان" تشمل إبليس ومردة الجن ومردة الإنس، ومع ذلك فقد وردت الاستعاذة من الشيطان، ومن همزاتهم وحضورهم 6 مرات فقط، وأما الاستعاذة بالله تعالى على مختلف الأحوال فقد وردت 14 مرة، وبلغت لفظة "الاستعاذة ومشتقاتها" 15 مرة.
هذا هو كشف زيف "الإعجاز البهائي العددي".
*ويزعم الكاتب صاحب "الإعجاز العددي" أن كلا من "المصيبة" و"الشكر" ذكرا 75 مرة.
أولا: هناك خطأ منهجي، إذ لا علاقة بين المصيبة والشكر، فالمصيبة يقابلها النعمة، أو يناسبها الصبر.
ثانيا: المصيبة ذكرت مجردة 10 مرات فقط، أما مشتقات "صوب" فقد بلغت فعلا 75 مرة، ولكن هناك خطأ فاحش وهو أن اشتقاقات "صوب" لا تستخدم في الشر كالمصيبة فحسب بل في ذلك وفي الخير كالنعمة كما ورد في كثير من الآيات؛ منها قوله تعالى: ((وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّه وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ ِ)) النساء 78. وقوله: ((إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ)) التوبة 50.
أما "الشكر" مجردا فلم يذكر ولا مرة واحدة، وإنما ذكرت مشتقاته وتصاريفه وبلغت 75 مرة، فلو وجد الكاتب أن كلمة "الصبر" بلغ عددها 75 مرة لطار بها فرحا، ولكنه لز كلمة "الشكر" هنا لزا، إلا أن كلمة "الصبر" مجردة بلغت 6 مرات فقط، في حين بلغت مع مشتقاتها 103 مرات.
فيا له من إعجاز عددي!!!.
*وقد ذكر الكاتب أيضا بأن "الإنفاق" قد ذكر في القرآن الكريم 73 مرة، و"الشكر" أيضا ذكر 73 مرة، وهذا تناقض بين، إذ ذكر في المرة الماضية أن "الشكر" قد بلغ 75 مرة، انظر الحلقة (12)، والظاهر أن صاحب هذا "الإعجاز" قد خذله شيطانه فأخذ يهرف في الكلام، وفقد صوابه، فأخذ يناقض نفسه بنفسه، فمشتقات " الشكر" مذكورة 75 مرة وليس 73 مرة، ولكن كيف يستقيم له "إعجازه" إن لم يعمد إلى الكذب، ومن فطنته!!! ظن أنه يتعامل مع أغبياء!!!.
ورب قائل يقول: أراد أن يقول البخل وليس الشكر، فالبخل هو الأنسب في المقابلة للإنفاق، فلا تثريب عليه في خطئه هذا.
نقول له: إن كلمة "البخل" ومشتقاتها لم تذكر إلا 12 مرة فقط، وإذا أضفنا لها كلمة "الشح" ومشتقاتها التي بلغت 5 مرات فقط، وكذلك "الإمساك" بالمعنى المضاد لكلمة "الإنفاق" التي ذكرت مرة واحدة، لبلغ المجموع 18 فقط، فأين 18 مرة من 73 مرة.
فأين هو الإعجاز المدعى؟!!!.
ثم إن كلمة "المسلمون" مع كلمة "المسلمين" وكلمة "مسلمين" بلغت فقط 36 مرة، أما بالاشتقاق والتصريف فتبلغ العشرات بل تتجاوز إلى المئات. فالحمد لله الذي أظهر الحق.
* أتى الكاتب بكلمة "الذهب" لتقابل كلمة "الترف" وذكر بأن كل واحدة منهما ذكرت 8 مرات.
وفي هذا الكلام أكثر من مغالطة، أولا ليس في الذهب لذاته ترف، وإنما الترف في مجاوزة الحد؛ سواء في الذهب أو الفضة أو الملبس أو المشرب أو المسكن أو المركب ونحو ذلك، فلا معنى للربط بين الترف والذهب لوحده.
كذلك ذكرت كلمة "الذهب" 8 مرات مجردة، ولم يذكر شيء من تصريفها أو اشتقاقها، في حين أن كلمة "الترف" لم تذكر مجردة ولا مرة واحدة، وإنما ذكر اشتقاقها وتصريفها.
فأين هو الإعجاز العددي!!!.
* يزعم الكاتب أن كلا من "الفتنة" و"السحر" ذكر 60 مرة.
إلا أن هناك مغالطة منهجية واضحة، فالفتنة لا تقابل السحر، ولا تقتصر الفتنة على السحر وحده، بل ربما السحر هو أهون أبواب الفتنة، فالإضلال فتنة وقطع الطريق فتنة، والإغراء فتنة، والإرهاب فتنة، والأولاد والزوجة والمال كل ذلك فتنة، فلا معنى لحصر الفتنة في السحر وحده، مع أنه كما قلنا هو من أضيق أبواب الفتن وأهونها.
* يذهب الكاتب إلى أن كلا من كلمة "الزكاة" وكلمة "البركة" ذكرت 32 مرة.
ومع أنه لا تقابل بينهما إلا أن هناك مغالطة عددية، وهي أنه أتى بكلمة "الزكاة" مجردة، وأهمل التصاريف الأخرى، في حين أتي بتصريفات كلمة "البركة" لعدم ذكر "البركة" مجردة في القرآن الكريم.
وذكرت كلمة "الزكاة" مع التصريف والإضافة 59 مرة.
فما هو الميزان الذي سار عليه صاحب "الإعجاز العددي!!"؟!!!.
* يزعم الكاتب أن كلا من كلمة "العقل" وكلمة "النور" وردت 49 مرة.
وفي هذا مغالطة كبيرة لمن لم ينتبه لها، وهي أن الحقائق الإلهية يجب أن لا تخضع لأهواء الناس، بل الحقيقة القرآنية تبقى كما هي، بمعنى أن الربط الذي نحاوله بين آيات القرآن أو ألفاظه يجب أن تكون نابعة منه، وليس بحسب توهمنا نحن البشر القاصرين.
أخلص من هذا أنه لم توجد (رابطة قرآنية) بين العقل والنور، فعندما نستقرئ كتاب الله تعالى نجد للنور الكثير من المعاني ليس من بينها العقل، فالنور تعني الله جل وعلا، وتعني الهدى، وتعني القرآن الكريم والتوراة والوحي الإلهي، ونحوها من المعاني، ولكن لم يورد القرآن الكريم "النور" بمعنى العقل، فما هو رصيد الربط بين "النور" و"العقل" في كتاب الله تعالى؟؟؟!!!!.
وهذا الاعتراض ليس صحيحاً على إطلاقه، بل اللسان هي إحدى وسائل الوعظ، والقرآن الكريم نفسه يبين ذلك، حيث ورد فيه الموعظة من غير جهة اللسان مثل قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ {65} فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {66}) البقرة
وحتى يثبت "الإعجاز!!" يتحتم عليه أن يجمع كل ما يقابل الموعظة من كلمات؛ وأن يتساوى العدد؛ ولكن أنى له ذلك؟!!!.
* ويزعم الكاتب أن كلا من كلمة "الرغبة" وكلمة "الرهبة" ذكرت 8 مرات.
وهذا غير صحيح، حيث ذكرت كلمة "الرغبة" بمشتقاتها 8 مرات في حين ذكرت كلمة "الرهبة" بمشتقاتها 12 مرة.
8 لا تساوي 12.
* يزعم الكاتب أن كلا من "العلانية" و"الجهر" ذكرت 16 مرة.
وفي هذا مغالطة منهجية، حيث "العلانية" لا تقابل "الجهر"، بل تقابل "السر" و"الخفية".
ومن الكلمات التي تدل على الإظهار كلمة "الإبداء" فهي داخلة مع "الجهر" في معنى "العلانية"، فكم مرة ذكرت؟.
ذكر "الإبداء" مع مشتقاته وتصريفه 31 مرة.
فأين يكمن إعجازه العددي المزعوم؟!!!.
* ويزعم الكاتب أن كلا من "الشدة" و"الصدر" ذكرت 114 مرة في القرآن الكريم.
وفي هذا خطأ فاحش، حيث لا علاقة بين الصدر والشدة، فالشدة يقابلها الرخاء، ويناسبها الصبر.
ومع ذلك فقد ذكرت "الشدة" بتصريفها واشتقاقها 102 فقط، وذكرت كلمة "الصدر" باشتقاقها وتصريفها 51 مرة فقط.
وإن قيل: لعل الكاتب يقصد "الصبر" لأنه هو ما يناسب "الشدة" فقد قدمنا في حلقة ماضية أن "الصبر" قد ذكر 103 فقط.
* وادعى الكاتب أن كلا من كلمة "محمد" وكلمة "الشريعة" قد ذكرت 4 مرات.
وهذا غير صحيح، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه الشريعة اسمان "محمد وأحمد" وقد ذكرا 5 مرات.
* وذكر أن كلا من "الرجل" و"المرأة" قد ذكرا 24 مرة في القرآن الكريم.
وفي هذا مغالطة، فقد رأينا الكاتب مراراً وتكراراً يعمد إلى التلاعب في اختيار الكلمات، فهو تارة يختار المفرد، وتارة الجمع، وأخرى الكلمة مجردة، وهكذا، بحيث تسعفه الكلمات لتشكل له "إعجازه البهائي العددي" ولكن هيهات هيهات.
وهنا اقتصر على الكلمة المفردة، وذلك لأنه لو أتى إلى كل الكلمات لوجد أن "الرجل" ذكر 67 مرة، في حين ذكرت "المرأة" 26 مرة فقط. فيا له من "إعجاز!!!".
* وزعم الكاتب أن "الصلاة" ذكرت 5 مرات لتناسب عددها في اليوم.
وأن "الشهر" ذكر 12 مرة ليناسب عدده في السنة.
وكل ذلك تخليط في تخليط، فهو اختار في الصلاة صيغة الجمع "صلوات" التي ذكرت 5 مرات، وكان يلزم من ذلك أيضا أن يختار في الشهر صيغة الجمع لتناسب مجموع الشهور في السنة، أما إنه يأتي هنا بالجمع ويأتي هناك بالمفرد، فهو تلاعب محض، ولا يشكل أدنى درجة من التناسق في كلامه.
ولو إنه وحد الطريقة في ذلك لما خدمته، حيث ذكرت "الصلاة" على جميع وجوهها 99 مرة، وذكر كلمة "الشهر" على جميع وجوهها 21 مرة. فاعتبروا يا أولي الأبصار؟!!!.
نكتة لطيفة:
لم ينتبه صاحب "الإعجاز العددي" إلى عدد ذكر "الصلاة" 99 مرة، وإلا لقال: بأنها تناسب أسماء الله الحسنى!!!.
* وزعم أن "اليوم" ذكر 365 مرة لتناسب عدد الأيام في السنة.
وهنا بان غباء الكاتب، فهذا عدد أيام السنة الشمسية، والقرآن الكريم لا يعتد بهذا التأريخ، وإنما يعتد بالتأريخ القمري، الذي لا تصل أيام سنته إلى هذا الرقم.
ومع هذا فهل "إعجازه!!!" يوافق السنة البسيطة أم السنة الكبيسة؟!!!.
والشيء المذهل أن ذكر "اليوم" مع وجوهه جاء 475 يوما، وهنا يتحتم عليه أن يبحث عن كوكب غير كوكب الأرض لتوافق أيامه سنته!!!.
* وزعم الكاتب أن كلمة "البر" ذكرت 13 مرة، وكلمة "البحر" ذكرت 32 مرة، ثم أعمل هذه الأرقام في معادلة معقدة، زعم أنها بسيطة، ليخرج بنتيجة تساوي نسبة البر إلى نسبة البحر، وهذا كله ليس بصحيح.
فكلمة "البر" ذكرت 12 مرة فقط، وكلمة "البحر" 33 مرة، أما مع صيغة المثنى وصيغة الجمع فقد ذكرت 41 مرة.
ولكن لما كانت الأعداد الحقيقية لا تركب على معادلته عمد إلى المخادعة في الأرقام بالزيادة والنقصان.
تم بحمد الله وعونه في 12 رمضان 1423هـ الرد على مقال "الإعجاز العددي في القرآن الكريم" وهو إعجاز مزعوم يروج له ليخدم الفكرة البهائية كما قلنا، ولكن يأبى الله إلا أن يفضح هذه الفكرة، ويتم نوره على عباده.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق