وإذا ادرك الإنسان أن له جانبا من المسؤولية في كل ما يقوم به فلم يبق له إلا أن يفكر في ثمرة العمل في الدنيا والآخرة.
أما عن ثمرة العمل في الدنيا فكثيرا ما يجنيها الإنسان كاملة، وكثيرا مالا يحصل إلا على نصيب منها، وقد لا يحصل على أي نصيب منها وليعلم أنه في ذلك مبتلى من الله تعالى عسى أن يكون من الفائزين في الدار الآخرة.
ومن هنا مبحث الوعد والوعيد وما يرتبط به من خلود في الجنة أو في النار.
إن الضجة الكلامية لم تثر حول خلود الصالحين في الجنة أو خلود المشركين في النار وإنما ثارت بعنف حول من خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وقد ثارت في الأوساط الإسلامية من مقتل عثمان فتساءل الناس عن مرتكب الكبيرة، وعن الإيمان والكفر، والنفاق، والفسق وما يترتب عليها من أحكام.
وكسائر المباحث الكلامية تأرجح المسلمون بين طرفين متناقضيين بين الأرجاء القائل بأنه لا تضر مع الإيمان معصية، وبين الحكم بالشرك على كل أنواع المعاصي.
ووقف الإباضية من يومهم الأول موقفا خالصا قالوا فيه بكفر النعم، ثم ألحوا إلحاحا كبيرا على قضية الإصرار واعتبروا ألا سبيل الى نجاة المصر على المعصية حتى الموت ولهذا اتهمهم الطرف المتسامح بالشدة وبالغفلة عن رحمة الله إلا أنهم لا يرفضون فضل الله لكن يربطون القضية بالحكمة وليس من الحكمة أن يجمع بين المؤمن الموفي وبين من مات معاندا مستكبرا على الله تعالى في مقام واحد وبهذا قالوا بإنفاذ الوعيد في هؤلاء جميعا من الإباضية ومن غير الإباضية.
وترتب على هذا القول بخلود كفار النعم المصرين في النار وعرضوا
Post Top Ad
الثلاثاء، 25 مايو 2021
الرئيسية
البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية
773 البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية لفرحات الجعبيري الصفحة
773 البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية لفرحات الجعبيري الصفحة
التصنيف:
# البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية
عن Qurankariim
البعد الحضاري للعقيدة عند الإباضية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق