الاعتقاد في الإسلام ليحيى الراشدي - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الاثنين، 10 يناير 2022

الاعتقاد في الإسلام ليحيى الراشدي

 





الكتاب : الاشتقاق لابن دريد
المؤلف : ابن دريد
مصدر الكتاب : موقع الوراق
http://www.alwarraq.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لمن فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما امتن به من ذلك على خلقه وكفاء لتأدية حقه، وأشهد له بالإخلاص أنه لا إله غيره، وأن محمد عبده ورسوله.
كانت الأميون من العرب الذين نسخ الله عز وجل بدينه الذي اختصم به النحل، وختم بملكهم الدنيا إلى انقضاء الأجل، وهداهم لأفضل الملل، في جاهليتهم الجهلاء، وضلالتهم العمياء، لهم مذاهب في أسماء أبنائهم وعبيدهم وأتلادهم، فاستشنع قوم إما جهلاً وإما تجاهلاً، وتسميتهم كلباً وكُليباً وأكُلبَ، وخنزيراً وقرداً، وما أشبه ذلك مما لم يستقص ذكره، فطعنوا من حيث لا يجب الطعن، وعابو ا من حيث لا يُسْتَبَط عيب. فشرحنا في كتابنا هذا أسماء القبائل والعمائر، وأفخاذها وبطونها، وتجاوزنا ذلك إلى أسماء ساداتها وثُنْيانِها وشعرائها وفرسانها، وجراري الجيوش من رؤسائهم، ومن ارتضت بحكمه فيما شجر بينها، وانقادت لأمره في تدبير حروبها، ومكايدة أعدائها. ولم نتعد ذلك إلى اشتقاق أسماء صنوف النَّامى من نبات الأرض: نَجمها وشجرها وأعشابها، ولا إلى الجماد من صخرها ومَدَرها، وحَزْنها وسهلها، لأنّا عن رُمْنا ذلك احتجنا إلى اشتقاقِ الأًول التي نشتقُّ منها. وهذا مالا نهاية له.
وكان الذي حدانا على إنشاء هذا الكتاب، أن قوماً ممن يطعن على اللسان العربي وينسب أهله إلى التسمية بما لا أصل له في لغتهم، وإلى ادعاء ما لم يقع عليه اصطلاح من أوليتهم، وعدوا أسماء جهلوا اشتقاقها ولم ينقذ علمهم في الفحص عنها، فعارضوا بالإنكار واحتجوا بما ذكره الخليل بزعمهم: أنه سألَ أبا الدُّقيش: ما الدُّقيش؟ فقال: لا أدري إنما هي أسماء نسمعها ولا نعرفُ معانيهَا وهذا غلط على الخليل، وادعاء على أبي الدقيش، وكيف يَغبَى على أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد نصر الله وجهه مثل هذا وقد سمع العرب سمَّت: دَقْشاً ودُقَيشا ودَنقْشَا، فجاءوا به مكبَّراَ ومحقراً، ومعدولاً من بنات الثلاثة إلى بنات الأربعة بالنون الزائدة. والدَّقش معروف وسنذكره في جملة الأسماء التي عَمُوا عن معرفتها، ونُفرد لها باباً في آخر كتابنا هذا، وبالله العصمة من الزَّيغ، والتوفيق للصواب.
وأخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: قيل للعتبي: ما بال العرب سمت أبناءها بالأسماء المستشنعة، وسمت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟ فقال: لأنها سمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها.
وقد أجاب العُتبي بجملة كافية، ولكنها محتاجة إلى شرح يوضحها الاشتقاقُ، وسنتي على ذلك إن شاء الله.
فابتدأنا هذا الكتاب باشتقاق اسم نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ كان المقدم في الملأ الأعلى؛ ثم باشتقاق أسماء آبائه إلى معد بن عدنان حيث انتهى صلى الله عليه وسلم بنسبة ثم قال: " كذب النسَّابون " ، يقول الله عز وجل: " وقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً " فانتهى النسب إلى عدنان وقَحطان، وما بعد ذلك فأسماءٌ أخذت من أهل الكتاب.
واختلف النسابون في النسب بين عدنان وإسماعيل بنِ إبراهيم عليهم السلام، فأما نسب إبراهيمَ إلى آدمَ عليهما السلام فصحيحٌ لا اختلافَ فيه، لأنه منزلٌ في التوراة مذكورٌ فيها نسبُهم ومبلغُ أعمارهم.
واعلمْ أن للعرب مذاهب في تسمية أبنائها، فمنها ما سمَّوه تفاؤلاً على أعدائهم نحو غالب، وغَلاّب، وظالم، وعارم، ومُنازِل، ومقاتل، ومُعارِك، وثابت، ونحو ذلك. وسمَّوْا في مثل هذا الباب: مُسهِراً، ومُؤرِّقا، ومصبِّحا، ومنبِّها، وطارقاً.
ومنها ما تفاءلوا به للأبناء نحو: نائل، ووائل، وناجٍ، ومُدرِك، ودَرَّاك، وسالم، وسُلَيم، ومالك، وعامر، وسعد، وسَعِيد، ومَسْعَدة، وأسعَد، وما أشبه ذلك.
ومنها ما سمِّي بالسِّباع ترهيباً لأعدائهم: نحو: أسد، وليث، وفَرَّاس، وذِئب، وسِيد، وعَمَلَّس، وضِرغام، وما أشبه ذلك.
ومنها ما سمِّي بما غلُظ وخشُن من الشّجَر تفاؤلاً أيضاً نحو: طلحة، وسَمُرة، وسَلَمة، وقَتَادة، وهَراسة، كلُّ ذلك شجرٌ له شوكٌ، وعِضاهٌ.
ومنها ما سمي بما غُلظ من الأرض وخشُن لمسُه وموطِئُه، مثل حَجَر وحُجَير، وصَخْر وفِهر، وجَندل وجَروَل، وحَزْن وحَزْم.
(1/1)
ومنها أن الرجَل كان يخرج من منزله وامرأته تَمخضُ فيسمِّي ابنه بأوَّل ما يلقاه من ذلك، نحو: ثعلب وثعلبة، وضبّ وضبّة، وخُزَز، وضُبَيعة، وكلبٍ وكليب، وحمار وقرد وخنزير، وجحش، وكذلك أيضاً تُسمِّى بأول ما يَسنَح أو يبرح لها من الطَّير نحو: غُرابٍ وصُرَد، وما أشبَهَ ذلك.
حدثنا السَّكن بن سعيد الجُرموزيِّ عن العباس بن هاشم الكلبي، عن خراش قال: خرجَ وائلُ بن قاسطٍ وامرأتُه تَمخَّضُ وهو يريد أن يرى شيئاً يسمِّي به، فإذا هو ببَكْرٍ قد عَرضَ له فرجَعَ وقد ولدت غلاماً، فسمَّاه بكراً، ثم خرج خَرجةً أخرى وهي تمخّض فرأى عنزاً من الظباء فرجع وقد ولدَتْ غلاماً، فسماه عَنْزا وهو مع خَثعَم بالسَّراة وبالكوفةِ وفِلَسطين، ثم خرج خرجة أخرى فإذا هو بشُخَيصٍ قد ارتفَعَ له ولم يتبيَّنْه نظراً فسماه الشُّخَيص، وهم أبياتٌ مع بني ثعلبة بن بكرٍ بالكوفة، ومنهم بقيةٌ بالجزيرة. ثم خرج خرجةً أخرى وهي تمّخض فغَلبَه أن يَرَى شيئاً فسمّاه تَغلِب.
وأخبرنا السَّكَن بن سعيد، عن العباس بن هاشم، عن المسيَّب النميمي قال: خرج تميمُ بن مُرٍّ وامرأتُه سَلمى بنت كعب تمخّض، فإذا هو بواديٍ قد انبثق عليه لم يشعُرْ به، فقال: اللَّيل والسَّيل! فرجع وقد ولَدْت غلاماً، فقال: لأجعلنَّه لإلهي، فسماه زيد مناة، ثم خرجَ خرجةً أخرى وهي تمخّض فإذا هو بضُبعٍ تجرُّ كاهلَ جَزور فقال: أعثى به رَثْية، يأوي إلى رُكنٍ شديد. - أعثى، يعني الضَّبع والرَّثْية يعني الضَّرَع - فولدت عَمْراً، ثم خرج وهي تمخض فإذا هو بمُكَّاء يغرِّد على عَوسَجةٍ قد يبِس نصفُها وبقي نصفُها، فقال: لئن كنتِ قد أثريتِ وأسريتِ لقد أجحدتِ وأكدَيْتِ. فولدت غلاماً فسمَّاه الحارث، وهم أقلُّ تميمٍ عدداً.
وإنما اختصرنا منه ما يشبه ما قَصَدْنا له.
أول كتاب الاشتقاق
اشتقاق اسم محمد
محمد
النبي صلى الله عليه وسلم، مشتق من الحمد، وهو مُفعَّل، ومفعَّل صفة تلزم من كثر منه فعلُ ذلك الشيء. روى بعض نَقَلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِد أمَرَ عبدُ المطّلب بجوزرٍ فنُحِرت، ودعا رجالَ قريش، وكانت سُنَّتهم في المولد إذا وُلِد في استقبال الليل كفَؤُوا عليه قدراً حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأصبحوا وقد انشقَّت عنه القِدرُ وهو شاخصٌ إلى السماء. فلما حضَر رجالُ قريشٍ وطَعِموا قالوا لعبد المطَّلب: ما سمَّيتَ ابنك هذا؟ قال: سمَّيتُه محمّداً. قالوا: ما هذا من أسماء آبائك. قال: أردت أن يُحمَد في السموات والأرض. فمحمَّد مفعّل، لأنه حُمِد مرّةً بعد مرة. كما تقول كرَّمته وهو مكرَّم، وعظّمته وهو معظَّم، إِذا فعلتَ ذلك به مراراً. والحمدُ والشكر متقارِبانِ في المعنى، وربمّا تبايَنَا. ألا ترى أنّك تقول: حَمِدتُ فلاناً على فعلهِ وشكرت له فعلَه، وقد اشتَبَها في هذا الموضع. وتقول: حَمِدتُ فلاناً على فعلهِ وشكرت له فعلَه، وقد اشتَبَها في هذا الموضع. وتقول: جاورتُ بني فلانٍ فحمِدتُهم، ولا تقول شكرتُهم. وتقول: أتيتُ أرض بني فلان فحمِدتُها، ولا تقل شكرتها. وتقول: فلانٌ محمودٌ في العشيرة، ولا تقول مشكورٌ في العشيرة. والدليل على أنَّ محموداً حُمِد مرّةً واحدة، ومحمداً حُمِدَ مرّةً بعد مرّة، قول الشاعر:
فلستَ بمحمودٍ ولا بمحمَّدٍ ... ولكمَا أنت الحَبَنْطَى الحُباتِرُ
يعني القصير المتداخلَ الأعضاء.
وقد سمَّت العربُ في الجاهلية رجالاً من أبنائها محمداً، منهم محمدّ ابن حُمْرانَ الجعفي الشاعر، وكان في عصر امرئ القيس بن حُجْر، وسمّاه شويعراً وقال:
أبلغَا عنِّيَ الشُّويعِرَ أنِّي ... عَمْدَ عينٍ جلَّلتُهنَّ حَرِيما
أي قصدتُ ذاك.
ومحمّد بن بِلال بن أُحَيحة بن الجُلاح، وأحيحةُ كان زوجَ سَلمى بنت عمرو بن لبيد النَّجَّارية، فخَلَف عليها بعده هاشم بن عبد مناف، فولدَتْ له عبدَ المطَّلب بنَ هاشم، فهي جَدَة رسول الله عليه السلام، أمُّ جدِّه.
ومحمّد بن سفيان بن مُجاشع بن دارم، ومحمَّد بن مَسْلَمة الأنصاري سمِّي في الجاهلية محمداً، وأبو محمَّد مسعودُ بن أوس بن أصْرَم بن زيد بن ثَعْلَبة، شَهِد بدراً. ومحمد بن خَوْلىّ، وخَولىّ: بطنٌ من هَمْدان.
(1/2)
وقد سَمَّت العربُ في الجاهليّة أحمد. منهم أحمد بن ثمُامةَ بن جَدْعاء: بطنٌ من طيِّئ، وأحمد بن دُوَمان بن بَكِيل: بطنٌ من هَمْدان، وأحمد ابن زَيد بن خِداش: بطن من السَّكاسك. وبنو أحمد: بطنٌ من طيئ. ويَحْمَد: بطنٌ من الأزد. ويُحْمِد: بُطَين من قُضاعة.
وسمَّوا حامداً وحُميداً. فحُمَيدٌ يمكن أنة يكونَ تصغير حَمْد أو تصغير أحمد، من الباب الذي يسمِّيه النَّحويون ترخيم التَّصغير، كما صغروا أسودَ سويداً، وأخضر خُضَيراً. وسَّمُوا حُميدَانَ وحَمّادا.
ويقولن: حُمادَاكَ أن تفعل كذا وكذا، في معنى قُصاراك، ولفلانٍ عندي مَحْمِدةٌ ومَحمَدَة، لغتان، إذا كانت له عندك يدٌ تحمَده عليها. والمحامد لله تبارَكَ وتعالى: أياديه وتفضُّله.
ابن عبد الله.
واشتقاق العَبْد من الطريق المعبَّد، وهو المذلَّل الموطوء.
وقولهم: بعيرٌ معبّد يكون في معنى مذلَّل، ويكون في معنى مهنوء بالقَطِران.
قال طَرَفة:
وأُفرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبَّد
أي الأجرب المهنوء، يتحماماه الناسُ مخافَةَ العَدْوَى. وربَّما كان المعبَّد في معنى الكرَّم. قال حاتم:
أرى المالَ عند الباخِلِينَ معبَّدا
أي معظَّماً.
وجمع عبدٍ: عبيدٌ، وأعبُدٌ أدنى العَدَد، وعِبِدَّاءُ ممدود ومقصور.
والعِباد: قبائلُ شتَّى من بطون العرب، اجتمعوا بالحِيرة على النَّصرانية فأنِفُوا أن يقال لهم عَبيد، فينسبُ الرّجُل عِباديٌّ.
وقد سَمَّت العرب عَبداً وعُبَيداً وعُبَيدةَ ومَعْبَدا وعَبِيدا. ويمكن أن يكون اشتقاق عُبيدة ومَعْبد من العَبَد وهو الأَنف، من قول الله عز وجل: " فَأَنَا أوّلُ العَابِدِين " ، أي الآنِفِين الجاحدين. وقال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه في كلامه: عبِدْتُ فصَمَتُّ، أي أنِفت فسكتّ.
وقد سمَّت العربُ عُبادةَ وعبَّاداً وأَعْبَد. والعَبَدة: الصَّلاءةُ التي بُسحَق عليها المِسكُ وغيرُه من الطِّيب. وعُبَيدان: ماءٌ معروف وله حديث، قال الحطيئة:
كماء عُبيدانَ المحَّلإِ باقرُه
وعَبُّود: اسم رجلٍ أو موضعٍ. وعِبْديدٌ الفَرَسانيّ: رجل من فَرَسانَ. وفَرَسانُ: بطون تحالفَتْ على أن تُنسَب إلى هذا الاسم وتراضُوْا به، كما تراضت تَنُوخ بهذا النَّسب، وهم قبائل شتَّى. والعَبْد: وادٍ لطيّئ في جبلِها معروفٌ.
فأما اشتقاق اسم الله عز وجل فقد أقَدَم قومٌ على تفسيره، ولا أحبُّ أن أقول فيه شيئاً.
ابن عبد المطلب.
وقد مر تفسير عَبْد. ومطْلِب أصله مطْتَلب في وزن مفتعل، فقَلبوا التاء طاء لقرب المخرجين، وأدغموا الطاء في الطاء فقالوا مطلب، وهو مفتعل من الطلب. وقد سمت العرب طالباً وطُلَيباً وطَلَبَة. والطَّلَب: قومٌ يطلبون هارباً أو فَلاَّ. يقال: أدرَكَهم الطّلَب. والطَلَب: مصدر طلبتُه أطُلبه طلَبا. ويقال: ماء مطلوبٌ ومُطْلِبٌ، وكذلك كلأ مطلوب ومُطِلب، إذا كان صعبَ الطَلَب. ويقال: فلانةُ طِلْبُ فلانٍ، إذا كان يهواها ويطلبها، وكذلك فلانةُ طَلِيبة فلان، إذا كان يطلها. والمطالب: مواضع الطَّلب. ويجوز أن يكون واحدةُ المطالب مَطْلَبة. ولي عند فلان طَلِبةٌ، أي شيءٌ أطلبُه منه، واسم عبد المطَّلب شَيْبة، واشتقاق شَيبة من الشَّيب، من قولهم: شاب شَيْبةً حسنةً وشَيباً حسناً. وأحسب أن اشتقاق الشّيب من اختلاط البياض بالسواد، من قولهم: شُبت الشيءَ بالشيء أشوبهُ شَوباً، إذا خلطَتهْ. قال تميم بن أَبَيّ بن مقْبِل، ويكنى أبا الحُرّة:
يا حُرَّ أمسىَ سوادُ الرأس خالَطَه ... شَيبُ القَذالِ اختلاطَ الصَّفوِ بالكدرِ
(1/3)
والشيء المَشِيب والمشوب: المختلِط. وقد سمَّت العرب شَيْبان، وهو أبو قبيلةٍ عظيمة. وهو فَعْلان من الشَّيب. ويسمون شَهْرىْ قِمَاحٍ اللذَين يشتدُّ فيهما البرد: شَيبانُ ومَلْحان، لابيضاضِ الأرض من الجليد. وملْحان من المُلْحة، من قولهم كبشٌ أملح، وهو الذي في أطراف صوفهِ بياض يشتمل على سائر جلده، والشِّيب: جبلٌ معروف. وشِيبُ السَّوطِ معروفٌ. ويقال أُشَابةٌ من الناس، أي أخلاط لا خير فيهم، والجمع أشائب. والشَّوب: الخَلْط بعينه، ويقولون: سَقاه الشَّوبَ بالذَّوب، فالذَّوب: العَسَل. والشَّوب زعموا: الّلبن. ولا أدري مما اشتُقّ في هذا الموضع. وقد سمَّت العربُ أشيَبَ وأحسبه أبا بُطينٍ منهم. وقالوا: رجلٌ أشيبُ، ولم يقولوا امرأةٌ شيباء، اكتفَوا بالشَّمطاء في هذا الموضع.
ابن هاشم.
وهاشم: فاعلٌ من قولهم: هَشَمت الشَّيء أهشِمُه هْشماً، إذا كسرتَه. وكلُّ شيءٍ كسرتَه حتى ينشدِخَ فقد هشَمتَه. وهَشِيم الشَّجر: ما يبِس من أغصانه حتى يتكسَّر. وسمِّي هاشماً فيما يزعمون لهشْمه الخبزَ للثَّريد. قال مطرودُ بن كعبٍ الخُزاعيّ:
عمرُو العُلَى هَشَمَ الثَّريدَ لقومه ... ورجالُ مكّةَ مُسنِتُون عِجافُ
أي أصابتهم السنةُ الجدبة. وقد سمَّت العرب هِشاماً وهاشماً وهُشَيماً ومُهشّماً. وكأنّ هِشاماً مصدرُ المهاشَمَة. والشيء الهشيم والمهشوم واحد.
والهُشَامة: الشَّيء المهشوم، خبزاً كان و غيرَه. واسم هاشمٍ عمرو. وعمرو مشتقٌّ من شيئين: إمّا من العَمْر وهو العُمر بعينه، يقال العَمْر والعُمر بالفتح والضم، ومنه قولهم لَعمرُك، قسمٌ بالعَمْر. قال ابن أحمر:
بانَ الشّبابُ وأخلف العَمْرُ ... وتغيّرَ الإخوانُ والدَّهرُ
قال الأصمعيّ في تفسير هذا البيت: العَمر والعُمر واحد. وقال غيرُه من أهل العلم: أراد خُلُوف فمِه للكِبَر وتغيُّرَ نَكْهته. والعَمْر: واحد عُمور الأسنان، وهو اللحم المُطِيف بأسناخها، أي بأصولها، والسِّنْخ: الأَصل. وجميع عُمر الإنسان عُمور. والعَمْرة: خرزةٌ أو لؤلؤة يُفصَّل بها نظمُ الذّهب، وبه سمِّيت المرأَةُ عمرة.
والعُمَيران والعُميرتان: عظمان رقيقان، في طرف كلِّ واحدٍ منهما شعبتان تكتنفان الغَلصمةَ من باطن. وقد سمَّت العرب عامراً، وهو أبو قبيلةٍ عظيمة من قيس. وبنو عامرٍ الأجدار: بطنٌ عظيم من كلب. وبنو عامرٍ في عبد القيس، وهم الذين يسمَّون بالبصرة بني عامرٍ النَّخلِ. وأحسب أنّ في بني تميم بطناً ينسبون إلى عامر، وله خِطّةٌ بالبصرة، والعُمور: بطونٌ من عبد القيس. وبنو عامر بن لؤيّ في قريش. وقد سمَّت العرب عُميراً وهو تصغير عمرو، ومَعْمَراً وهو اسم رجل. واشتقاق مَعْمرٍ من قولهم: هذا الموضع مَعْمرُنا، أي الموضع الذي عَمرْنا به، أي أقَمنا به وحَللناه. يقال: عمرِنا بالمكان نَعَمر به، إذا أقمنا به. وسمَّت العرب عَمِيرة وهو أبو بطنٍ من كنانة. وسمَّوا مُعمَّراً، وهو مفعَّل من العُمر. وبنو عامرة: بُطَين من الأنصار. وسموا عُمَارة، واشتقاقُه من أحد شيئين: إما أن يكون عُمارة فُعالة من العُمر، أو يكون من قولهم: أعطيت الرجل عُمارتَه، أي أجرةَ ما عَمَره. وعِمارة الشَّيء: إصلاحُه. والعِمارة: القبيلة العظيمة من العرب. قال التغلبي:
لكلِّ أُناسٍ من معدٍّ عمارةٌ ... عَروضٌ إليها يلجئون وجانبُ
أي لكلِّ ناسٍ عمارة من معدّ، أي قبيلة، وتقول: عَمَرت المكانَ أعمرُه عِمارة، إذا أصلحتَه. وسمَّت العربُ عُمَر، واشتقاقه من شيئين: إمّا أن يكون جمع عُمرة الحج، وإما أن يكون فُعَلَ، مبني من فاعل، كما اشتقُّوا زُفَر من زافر، وقُثم من قائم. وعُمرة الحج اشتقاقها من المُقام بمكّة قبل إيجاب الحج، كما قالوا: قَرَن بين حجٍّ وعُمرة. والعَمَارة زعموا: الإكليلُ ونحوُه من الآسِ وغيره يُجعَل على الرّأس. قال الأعشى:
سَجدْنا له ورفَعنا العَمَارا
أي جعلنا الأكاليل على رءوسنا من السُّرور.
والمُعتمِر: المعتمّ، زعموا قال رجلٌ من باهِلَة جاهليٌّ، هو أعشى باهلة:
وراكبٌ جاء من تثليثَ معتمِرُ
(1/4)
أي معتمّ. والمعتم: الذي على رأسه عِمامة. وسَمت العربُ عُمَيرة وهو تصغير عَمرة، وعويمراً وهو تصغير عامر. والعومرة: اختلاطُ القومِ في شرٍّ وخُصومة، يقال: تركتُهم على عَوْمرةٍ، أي في خصومة وشرّ. قال بعضُ العرب:
تقول عِرسي وهي مَعِي في عَومَرهْ ... بيسَ امرؤٌ وإنّني بيس المَرَه
وجمع عِمارة عمائرُ.
ابن عبد مناف.
وقد مرَّ تفسير عبدٍ. ومَنَاف: صنَم، واشتقاقه من ناف ينوف وأناف ينيف، إذا ارتفعَ وعلا. وكانَ أصلُ مناف مَنْوَف، أي مفعَل من النّوف، فقلبوا فتحة الواو على النون فانفتح ما قبل الواو فصارت ألفاً ساكنة وكذلك يفعلون. والنَّوف: السِّنام، وبه سمِّي الرجل نَوْفاً. وبنو مَنافٍ: بطنٌ من بني تميم، وهو مَناف بن دارم. والبعير الآنِف والأَنِف، فالآنف في وزن فاعل، والأنِف في وزن فَعِل، وهو البعير الذي قد أوجعه الخِشاشُ في أنفه، فهو ينقاد لصاحبه طَوعاً. وناقةٌ نِيافٌ: طويلة مرتفِعة، وكان الأصل نِوَافاً فقلبوا الواو ياء لكسرةِ ما قبلها. وكذلك يفعلون في نظائرها. وقولهم: نيَّفَ الرجلُ على الثمانين، أي زَادَ عليها. ومن ذلك نَيِّفٌ على عشرين، أي زائدٌ على العشرين. وقصر مُنِيف: عال مرتفع. والأَنِف من الأنَف. والأنْفُ أحسبه من ذلك، لأنّه مرتفعٌ في الوجه. وقال قوم: بل الأَنْفُ من الأنَفَةِ والأَنَف؛ لأنّه منه يبتدئ الغضب والْحَمِيّة قال الهذلي:
متَى نَجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارماً ... وأنفاً حَمِيَّاً تجتنبْك المظالمُ
واجتلب هذا البيتَ الحارثُ بن ظالمٍ المُرّيّ في هجائه المنذرَ أو الأسودَ بن المنذرِ الملك لما قتل ابنَه فقال:
بدأتُ بِتيكُمْ وأثَّنيتُ بهذِهِ ... وثالثةٍ تبيضُّ منها المقادمُ
متى تجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارما ... وأنفَا حميَّاً تجتنْبك المظالمُ
فغَطفان ترويه للحارث بن ظالم، ويرويه هلُ العلم لمالك بن حَريمٍ الهَمْداني.
وينسَب إلى عبد مناف مَنافيٌّ، لأنّه ثقل عليهم أن يقولوا عبد منافىّ، واقتصروا على أحد الاسمين، كما قالوا في عبد القيس: عبديٌّ، وفي عبد الله بن دارم: عبديّ، ولم يقولوا دارميّ ولا قيسيّ، مخافةَ الالتباس. وربما اشتقُّوا من الاسمين اسماً فقالوا في عبد القيس: عَبْقَسيّ، وفي عبد شمس: عبشَمي، وفي عبد الدار: عبدريّ. واسم عبد مناف المغيرة، والمغيرة: الخيل تُغير على القوم، وفي التنزيل: " فالمُغِيراتِ صُبْحاً " . والمُغيرة مُفعِلة من الغارة، وكان أصله مُغْيِرة، الغين ساكنة والياء مكسورة، فقلبوا كسرة الياء على الغين وكسروا الغين وأسكنوا الياء. ويقال: أغار الرجلُ على القوم يُغِير أغارةً، والاسم الغارة وموضع الغارة مُغار، إذا اشتققته من أغار يغير. قال الشاعر:
أضَمْرَ بن ضَمرة ماذا ذكر ... تَ من صِرمةٍ أُخِذت بالمُغارِ
ويقال: أغَرت الحبلَ أُغِيره إغارةً، إذا شددتَ فَتْله. قال الشاعر:
كأن سَرَاتَه مَسَدٌ مُغارُ
ويقال: غِرتُ أهلي أَغِيرهم غِيرةً، إذا مِرتَهم من المِيرة. قال الهذلي:
ماذا يَغِيرُ ابنَتيْ رِيعٍ عويلُهما ... لا يرقُدان ولا بُؤسَى لمن رقدا
أي ما ينفعُهما من العويل؟ وقال بعضُ العرب لأمِّه وقد مات أبوه فبكته أمُّه وكان له إخوةٌ:
هل تَفقِدين من أبينا غَيرَه ... هل تَفقِدينَ خَيره ومَيرَهْ
أراكِ ما تبكين إلاَّ أيره
والغائرة: نِصفُ النهار. يقال غَوَّرنا بموضعِ كذا وكذا، أي قِلنْا به. وقال الأصمعي: تقول العرب: غَوَّرُوا بنا فقد أرمَضْتُمونا.
والغار: كهفٌ في الجبل. والغُوَير: موضعٌ معروف. ومثلٌ من أمثالهم: " عَسَى الغُوَيرُ أبؤساً " ، أي بِناحيته بُؤس. والمثل للزّبّاء. وغار الماء يَغُور غَوراً، إذا نَضَب. وغال النّجمُ غَوراً، إذا غاب. وغارت العينُ غُؤوراً من الهُزَال والتّعَب. قال الراجز:
كأن عينَيهِ من الغُؤور ... قَلْتان في صَفْحِ صفَاً منقورِ
أذاكَ أم حَوجلتا قارورِ
(1/5)
الغؤور: أسفل القارورة. وفي التنزيل: " أرَأَيْتُمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُم غَوراً " . وغارت المرأةُ على زَوجها تَغار غَيرةً بفتح الغين، فهي غائر. وغارَ الرّجُل في غَور تِهامةَ، إذا دخَله. ولا يقال أغار فإنه خطأ. قال الأعشى:
نَبِيٌّ يَرَى ما لا تَرونَ وذكره ... لعمريّ غارَ في البلاد وأنْجَدا
ومن روى: أغار لَعمرِي فقد لَحَ، وأخطأ. والغِيَر: إعطاء دية القتيل. قال الشاعر:
لنضربنَّ بأيدينا رءوسكم ... بين فُعَالة حتَّى تَقبلوا الغِيرَا
أي الدِّية. وبنو غِيرَة: بطنٌ من ثَقيف. يقال: رجلٌ غيرانُ من الغَيرة، إذا غار على امرأته، وامرأةٌ غَيرى. وفي حديث علي صلوات الله عليه، أن امرأةً قالت له: إنَّ زوجي زَنا بجاريتي. فقال لها: " إنْ كنتِ صادقةً رجمناه، وإن كنتِ كاذبة حَدَدناك " فقالت: ردُّوني إلى أهلي غَيْرَى نَغِرَة. أي يغلي جوفُها كما تغلِي القدر، نَغِر ينَغَر نغَراً. وفي هذا الحديث من الفقه أنه لم يحدَّها إذْ رجَعت عن الافتراءِ على ما قَرفَت به زوجَها وتَرَكها لمَّا نكصَت.
ابن قُصَيّ.
وقصَيٌّ: تصغير قاصٍ، واسمه زيد، وإنَّما سمِّي قصيَّاً لأنه قَصَا عن قومه فكان في بني عُذْرةَ مع أخيه لأمِّه. يقال قصا الرّجُل يقصو قَصْواً. والنّاحية القُصوَى والقاصيةُ واحدٌ، وهي البعيدة. ويقال بقَصَاهم، أي ناحيتهم القاصية. والقَصَا، يمدُّ ويُقصَر. وأنشدوا بيت بشر بن أبي خازم:
فحاطونا القَصَاءَ وقد رأونا ... قريباً حيثُ يُستمَع السِّرارُ
وأنشد أيضاً:
فحاطونا القَصَا ولد رأونا
ويقال شاةٌ قَصْواء، وكذلك الناقة إذا قُطِع طرفُ أذُنِها. ولم يقولوا جملٌ أقصى ولا كبشٌ أقصى، وقالوا: جمل مقصوٌّ، تركوا القياس. وكانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم تسمَّى القَصْواء فزعم قومٌ أنه اسمٌ لها ولم تكن قصواء، وقال قوم: بل كانت قَصواء.
واسم قصيٍّ زيد. وقالوا: مكانٌ قصِيٌّ، أي بعيد. وفي التنزيل: " مَكَاناً قَصِيَّا " فكأنه فعيل مشتقّ من فاعل. وزيد مصدرُ زادَ الشيء يزيد زيداً. قال الشاعر:
وأنتمُ معشرٌ زَيْدٌ على مائةٍ ... فأجمِعُوا كيدَكم طُرّاً فكيدُونِي
وقد سمَّت العرب زيداً، وزيدَ اللاَّتِ وزياداً. وبنو زيادٍ: بطنٌ من الأزد. وسمَّت مَزْيَد. وزائدةُ: صَنَم. ويقال: زدت الرّجلَ أزيده زيداً. وزيادة الكَبِد معروفة. وزوائد الفرس: داءٌ يصيبه في عصبه.
بن كلاب.
وكلابٌ مصدر كالبتُه مكالبةً وكِلاباً. وبنو كلابٍ: قبيلةٌ عظيمة من العرب. وكلبٌ: حيٌّ عظيم من قضاعة، وكُلّيب: بطنٌ من بني تميم. وأكلُبٌ: بطنٌ من خثعم. وبنو الكَلبة: بطن من بكر بن وائل. والكلبة: امرأةٌ من بني تميم، لقَّبت بذلك لسوء خُلُقها. والكَلاب: صاحب الكلاب. والكليب: جمع الكِلاب، يقال كَليب وكِلاب. وأنشدني:
والعيسُ ينهضْنَ بكِيرانِنا ... كأنّما ينهشُهُنَّ الكليبُ
جمع كُور، وهو الرَّحْل. وفي الأزد من اليَحْمَد بنو كلبٍ وبنو كُليبٍ أيضاً. والكَلَب: داءٌ يصيب النّاسَ والإبلَ شبيهٌ بالجنون. وكانت العربُ في الجاهليَّة إذا أَصاب الرَّجلَ الكَلَبُ قطروا له دمَ رجلٍ من بني ماء السماء، وهو عامر بن ثَعلبةَ الأزديّ، فَيُسقَى فكان يُشْفَى منه. قال الشاعر:
دماؤهمُ من الكَلَب الشِّفاءُ
والكلْب: المِسمار في قائم السَّيف. والكلبانِ: نجمانِ يطلُعان عند اشتداد البرد. والكَلْب: كلْب الجوزاء، نجن معروف. والكُلاَب: موضعٌ بالدَّهناء بين اليمامة والبَصرة، كانت فيه وقعتان، إحداهما بين ملوك كِندةَ الإخوة، والأخرى بين بني الحارث وبين بني تميم، يَذكُر ذلك أبو عبيدةَ في كتاب الأيَّام. وهما كُلابانِ: الكُلاب الأوَّل، والكلاب الثاني. وأسيرٌ مكلَّبٌ، زعموا أنه مقولب عن مكبَّل. والكُلْبة: أن يقصر السَّير على الخارزة فتُدخِلَ في الثَّقب سيراً مثنيّاً ثم تردَّ رأسَ السّير الناقصَ فيه ثم تخرجه. قال الرَّاجز:
كأنَّ غَرَّ متنِه إذ نجنْبه ... سَيرُ صناعٍ في خَرِبزٍ تكلُبُه
والمكلِّب: الصَّائد بالكلاب. قال الشاعر:
ضِراءٌ أحَسَّتْ نَبْأَةَ من مكلِّبِ
(1/6)
والكَلْب وقالوا: الكَلِب: فرس عامر بن الطُّفَيل. والرجل الكَلِب: الذي أصابَه الكَلب. قال الشاعر:
يومَ الحُلَيسِ بذي الفَقَارِ كأنَّه ... كَلِبٌ بضربِ جماجمٍ ورقابِ
والكلْب: مسمارٌ في الرَّحل. ورأس الكلب: جبلٌ أو ثنيَّة. قال الأعشَى:
ورَفَّع الآلُ رأس الكلبِ فارتفعا
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على عُتبة بن أبي لهبٍ فقال: " اللهمَّ سلِّطْ عليه كلباً من كلابك! " ، فأكله الأسد.
وأهلُ الحجاز يسمُّون الجَرِيَّ الذي يُخاصِم الناس مُكالِباً. وكَلْبتَا الحدِّاد وغيره معروفتان. فإذا ثنَّيت قلت: ذاتا كلبتين، وإذا جمعت قلت: ذاوات كلبتَين. وكلَبْت البعيرَ وهو مكلوبٌ، إذا جمعتَ زمامَه وجررَه بخيطٍ وأمُّ كلبةَ: الحمَّى، قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل: " أبْرَحَ فتًى إنْ نَجَا من أمِّ كلبة! " ، فحُمّ بخيبر فمات.
ابن مُرَّة.
ومُرّة: اسم شجرةٍ. والمُرار أيضاً: شجرٌ، الواحدة مُرارة. وآكل المُرارِ لقبُ ملكٍ من مُلوك كِندة، وهو الحارثُ جدُّ أبي امرئ القيس ابن حجر، يُسمُّون أولادَه بني آكلِ المُرار. والمُرُّ: خلاف الحُلو. والمِرَّة: أحد أمشاج أخلاط الطبائع للإنسان، معروفة، ومِرَّة الإنسان: قُوَّته. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحِلُّ الصدقة لغنِيٍّ، ولا لذي مِرَّة سَوِيٍّ " . ويقال: استمرَّ مريرُ فلانٍ على كذا وكذا، أي جَدَّ فيه. قال:
وشطَّ نَواها واستمرَّ مريرُها
وفي التنزيل: " حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرّتْ بهِ " وقرأ قومٌ: " فاستمرَّت به " أي اشتدَّ عليها. ومن ذلك يومٌ مستمرٌّ، أي ثقيل شديد. ويقال: أمررت الحبلَ اُمِرُّهُ إمراراً، إذا فتلتَه فتلاً شديداً وهو حَبْل مُمَرٌّ. قال الشاعر:
إذا اللهُ لم يُصْفِ لي وُدَّها ... فلن يَعطِفَ الوُدَّ سوطٌ مُمَرّ
فأما المَرُّ الذي يُحفَر به فأعجميٌّ معرب، والأمرُّ: مِعىً دقيق يتَّصل بالأمعاء. قال الشاعر:
إذا استُهديتِ من لحمٍ فأَهدى ... من المَأَناتِ أو طَرَف السَّنامِ
ولا تُهدِي الأمَرَّ وما يَليهِ ... ولا تُهدِنَّ معروقَ العِظامِ
والمريرة والمِرار والمَرُّ: حبلٌ يشد به الحملُ على البعير. قال الرّاجز:
زوجُك يا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ ... والرَّتِلاتِ والجبين الحُرِّ
أعيا فنُطناهُ مَناطَ الجَرِّ ... بين وعاءَيْ بازلٍ جِوَرِّ
ثم رَبَطْنا فوقَه بمَرِّ
وجَبَل الأمرار معروف. قال الشاعر:
لقد ترك السَّعدانِ حزماً ونائلا ... لدى جَبَل الأمرار زيدَ الفوارس
وفي العرب قبائل تُنسَب إلى مرّة: مُرّه بن عوفٍ في غطفان، ومرة بن عُبيدٍ في بني تميم، ومُرّة في بكر بن وائل، ومُرّة في عبد القيس.
ابن كعب.
والكَعبُ مشتقٌّ من شيئين: إما من كَعب الإنسان والدابّة أو كعب القناة، وجمع كعبِ القناة كُعوب أكثَرَ ما يجمع، وكعب الإنسان جمعه كعاب. وكعبتُ الثَّوبَ، إذا طويْتَه طيَّاً مربعاً. وسمِّيت الكعبة لتربيعها والله عز وجل أعلم. وذو الكَعَبات: بيتٌ كانت تحجُّه ربيعةُ في الجاهلية. وجاريةٌ كاعبٌ وكَعابٌ، إذا بدا حَجمُ ثدِيها. والكَعْب: بقيّة السَّمن في النِّحي، أو الرُّب ما يبقَي في أسفل النَّحْي. قال عمرو بن معد يكربَ لعمر بن الخطاب: أأبرامٌ بنو مخزوم؟ قال: وكيف ذاك؟ قال: ضِفْتُهم فأطعموني ثَوْراً وقَوساً وكعباً. فقال عمر: أطْيِبْ بذاك. والثَّور: القطعة العظيمة من الأقِط. والقَوس: باقي التَّمر في أسفل الْجُلّة. والكَعب: ما ذكرتُه لك.
وفي العرب بنو كعبٍ في أهل العالية، لهم خُطَّة بالبصرة. وبنو كعبٍ في بني العنبر. وقد سمَّت العرب كَعباً ومُكَعِّباً وكُعَيباً.
ابن لُؤَيّ.
واشتقاق لؤيّ من أشياء، إمّا تصغير لواء الجيش، وهو ممدود أو تصغير لِوَى الرَّمل وهو مقصور، أو تصغير لأَي تقديره لعىً، وهو الثَّور الوحشيِّ، وهو مقصورٌ مهموز. والَّلوَى: اعوجاجٌ في ظهر القوس. والَّلوَى: الوجَع الذي يعتري في البطن، مقصور غير مهموز. وتقول: لويتُ الرَّجلَ دَينَه أَلوِيه ليّاً، إذا مطلتَه. وفي الحديث: " ليُّ الواجِدِ ظلم " ، أي مَطْلُه. قال الشاعر:
(1/7)
تُطِيلين لَيَّانِي وأنت مليّةٌ ... وأُحسِنُ يا ذاتَ الوشاح التَقاضيا
وتقول: لويتُ الحبلَ وغيرَه ألويه ليَّاً. واللوِيُّ: العشبُ إذا هاج واصفرّ ويَبِس. وقال حُميدٌ الأرقَط.:
حتَّى إذا تَجَلَّب اللَّويَّا ... وطرد الهَيفُ السَّفا الصَّيفيَّا
واللَّوِيّة: تُحفَة تَذخرها المرأةُ لزوجها أو ولدِها. قال الراجز:
هل في دَجُوب الحُرّةِ المَخيطِ ... لويّةٌ تَشفِي من الأَطيط
ابن غالب.
وغالب: فاعلٌ من قولهم غلَب يَغلب غَلَبّا فهو غالب. ويقولون: لمن الغَلَب. ومن قال الغَلْب فهو لحن. ويقال: شاعر مغلّبٌ، إذا غَلَبه من هو دونه، كما غلَبت ليلَى الأخيليَّةُ النّابغةَ الجَعدي، فهو من المغلَّبين. وكما غَلَب النجاشِيُّ تميمَ بن أبِّ بن مُقبِلٍ، ونحوِهم. ويقولون: رجلٌ أغلبُ بيِّن الغلَب، إذا غلُظت عنقُه حتَّى لا يمكنه أن يلتفت. وبذلك سمِّي الأسدُ أغلَب. ويقال: أخذْتُه بالغُلُبَّي، أي بالقهر. وقد سمَّت العرب غالبَاً وغُلَيباً وأغْلَب.
ابن فِهْر.
والفِهْر: الحجر الأملس يملأُ الكفَّ أو نحوْه، وهو مؤنَّث، يدلُّك على ذلك أنَّهم صغّروا فِهراً فُهيرة. وعامر بن فُهَيرة: مولى أبي بكرٍ الصدّيق رحمه الله وهو أحد الثلاثة الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي رُفِع جسدُه إلى السماء يوم قُتِل يوم بئر مَعُونة. وكان المسلمون ثلاثين رجلاً غدر بهم عامرُ بن الطفيل فقَتَلهم، فطُلِب جسدُهُ فلم يُوجَد، فقال رجلٌ من بني عامر: طعنتُ رجلاً منهم فقال: فُزْتُ والله، فقلت في نفسي: بما فاز؟ والله لقد قتلتُه. ثم ارتفَعَ فلم يَزَلْ يرتفعُ في السماء حَتَّى غاب عن عَيني، فعلموا أنَّه عامرٌ حيث فُقِد جسدُه.
وفي بعض اللُّغات: ناقةٌ فَيْهرة، أي صلبةٌ، لا أدري في أيِّ لغة، والفُهْر: موضع مِدْراس اليَهود، أظنُّه من الدَّرس، وهو الذي يجتمعون فيه للقراءة والدُّعاء. وفي حديث علي بن أبي طالب عليه السلام: " كأنَّهم اليهودُ خرجُوا من فُهْرِهم " . والفَهْر: أن يُجامِعَ الرّجُل المرأة فإذا دنا من الفَارغ تحولَ إلى أخرى فأفْرَغَ فيها. وقد عِيبَ بذلك بعضُ الصَّالحين. وأرضٌ مَفْهَرة: كثيرة الأفهار.
ابن مالك.
ومالك: فاعلٌ من المُلْك، وقد قرئ: " مَلِكِ يوم الدين " ومالك. والمَلِك المعروف، وهو في لغة ربيعة مَلْكٌ. قال الأعشى:
تقال للملك أطلق منهم مائه ... رسلاً من لبقول محفوضاً وما رفعا
والملائكة أصله الهمز، لأنهم قالوا في واحده: ملأك. قال الشاعر:
فلستَ لأنسيٍّ ولكن لملاْكٍ ... تنزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوبُ
واشتقاق المَلأك من المالُكة والألوكة، وهي الرِّسالة. قال عديّ:
أبلغ النُّعمانَ عنِّي مألُكاً ... أنَّه قد طال حَبسِي وانتظاري
والأُملوكُ: مَقاوِلُ من حِمْير. كتب النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أُملوكِ رَدْمان. ورَدمان: موضعٌ باليمن. وجمع مألُكة مآلِك، وجمع الألوكة ألائك.
ومنه قولهم: ألِكْني إلى فلانٍ، أي كُنْ رسولي إليه. قال النابغة:
ألِكْني إلى النعمان حيثُ لقيتَه ... فأهدي له الله السَّحابَ البواكرَا
ولُكت الشَّيءَ ألوكه لَوكاً، إذا أجلتَه في فيك. ومنه لَوكُ الخيلِ اللجُم.
وفي العرب قبائلُ تُنسَب إلى مالك: منهم مالك بن سعد، ومالك بن حنظلة، وفي الأزد مالكٌ قبيلة، وفي تغلب بنو مالكٍ قبيلة أيضاً.
ابن النَّضْر.
وهو أبو جميع قريش، فمن لم يكن من ولد النَّضر فليس بقرشيّ. والنَّضْر: الذّهب بعينه. والنُّضار: الخالص من كلِّ شيء، وربما سميِّ الذهبُ أيضاً نُضارا. قال الأعشى:
ترامَوا به غَرباً أو نُضارا
يريد الأقداح التي يشربون بهاز وفسَّره بعضُ أهل العلم أنَّ الغَرَب الفِضَّة، والنُّضار: الذَهب، والأنْضَر: الذهب. قال الشاعر:
وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسرارُه ... مثلِ الوَذيلة أو كشَنْفِ الأنضَرِ
الوَذِيلة: السَّبيكة من الذّهب. لم تَحُل ولم تغَيَّر. أسراره: تكسُّره.
(1/8)
والنَّضير: قبيلةٌ من اليهود، إخوة بني قريظة. وقد سمت العرب نَضْراً ونُضَيراً. ونُضَيرةَ ونَضيرة: اسمُ امرأة. وكلُّ شيء استُحِسن فهو نَضير، يقال: ما أنضَرَ لونَه، أي ما أصفاه وأحسنَه.
ابن كنانة.
والكِنانة: كنانة النَّبل. إذا كانت من أدَم فهي كنانة، فإن كانت من خشبٍ فهي جفير، وإن كانت من قطعتينِ مقرونتين فهي قَرَن، بفتح الراء. والكِنانة تجمع هذا كلَّه. قال الشاعر:
ككِنانة الزُّغَرِيِّ غ ... شَّاها من الذَّهبِ الدُّلامِصْ
أخبرنا أبو حاتمٍ عن الأصمعي، وأحسبه أيضاً رواه عن أبي عبيدة، قال وقف رجلٌ على أسد وكنانة ابنَيْ خزيمة وهما يَكشُطان عن جزورٍ لهما، فقال لرجلٍ: ما جِلاء الكاشِطَين؟ فقال: خابية المَصَادِع، وهَصَّار الأقران. فقال: يا أسد ويا كنانة، أطِعماني من هذا اللّحم. فأطعماه. أي ما اسمهما؟ والمصاد: السِّهام، واحدها مِصدع. يَهصِرها: يكسرها ويَعِطفُها. وهو اسمٌ من أسماء الأسد. وكِنانُ كلِّ شِيء: غِطاؤه. ويقال: كنَنْتُ الدُّرَّ وغيرَه، إذا سترتَه وغطَّيته. وفي القرآن: " كأنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ " فهذا من كنَنْت. وأكننت الحديثَ في صدري، إذا كتمتَه. وفي التنزيل: " مَا تُكِنُّ صُدورُهُم " . فهذا من أَكننت. والكُنَّة: مُخدَعٌ في البَيت شبيهُ بالرّفِّ أو نحوه، يكون في البيت. وبنو كُنَّةَ: بطنٌ من ثَقِيف. وكَنَّة الرّجُل: امرأة ابنه أو أخيه قال الشاعر:
هي ما كَنَّتِي وأز ... عُمُ أنِّي لها حَمُو
وكِنُّ كلِّ شيء: ما اكتنْنتَ في ظِلِّه. يقال اكتنننت من المطر بالشَّجرة: تظلَّلت بها من الشَّمس، وتذرَّيت بها من الرِّيح. قال الشاعر، عبيد:
فمن بنَجْوَتهِ كمن بَحفِلِه ... والمستكنُّ كمن يَمشِي بِفرْواحِ
ابن خُزَيمة.
واشتقاق خُزَيمةَ من الخَزَم، والخَزَم: شجرٌ له لِحاءٌ يفُتَل منه حبالٌ، الواحدة خَزَمة. وخُزيمةُ: تصغير خَزَمة. قال الهذلي:
فآسِرُوهم واربِطوهم بالخَزَمْ
والخِزَامة: عُود يُدخَل في وَتَرة أنف البعير، فإذا نفَذَ الأنفَ فهو العِران، فإذا كان في أحد الشِّقَّين من حديدٍ أو صُفْر فهو بُرَة، ولا يكون إلاَّ في الشِّقِّ الأيسرَ. وكلُّ الطير مُخزَّمة، لأنَّ آنافها ينفُذُ بعضُها إلى بعض. قال النُّعمان بن جُلاَسٍ العَتَكيّ:
إذا ما شدَدْنا شدّةً نَصَبوا لنا ... قِسِيَّاً كأعناق المطِيِّ المخزمَّ
يَصِيحون في أدبارها ونردُّها ... بجاواءَ تَردِي بالوشيج المقوَّمَ
الجأواء: الكتيبة. وقد سمَّت العرب خازماً، ومخزوماً وخُزَيما. ومن أمثالهم: " شِنشنةٌ أعرفُها من أخزم " . وأخزم هذا المتمثِّل بهذا المثل جدُّ أبي حاتمٍ الطائيّ، هو حاتم بن بعد الله بن سعد بن أخْزَمَ بن الحشرج بن أخزم ابن أبي أخزم. واجتلَبَ هذا المثلَ عَقِيل بن عُلَّقة المُرّيّ، من مرّةِ غطفانَ، لمّا رماه ابنُه عَملَّسٌ بسهمٍ فانتظم فخذَه، فقال:
إنّ بنيَّ ضرَّجوني بالدّمِ ... شِنشنةٌ أعرِفُها من أخزَمِ
مَن يَلقَ أبطالَ الرِّجالِ يُكلَم
وله حديث فغَطَفانُ تروي هذا البيتَ لعقيل، وهو لمن سمَّيناه.
ابن مُدرِكة.
واسم مدركة عمرو، وقد مر تفسير عَمْرو. ولُقِّب مدركةَ لِمَا أدرك الإبل، وله حديث. واشتقاق مُدرِكة من أدرك يُدرِك إدراكا، أي لحق. والدَّرَك الاسم. والدَّرَك: حبلٌ يُوصَل به الرِّشاء، حبل الدلو، والجميع أدراك. ويوم الدَّرك: يومٌ كان بين الأوس والخزرج فلي الجاهلية. وفي التنزيل: " في الدَّرَكِ الأَسفَلِ مِنَ النَّار " أي في المنزلة السُّفلَى من النَّار. واللهُ عز وجل أعلمُ بذلك. وكلُّ شيءِ بلَغَ منتهاه فقد أَدْرَكَ، ومنه قولهم: دركَ الغلام، إذا بلغ الحُلم. وقد سمَّت العرب مُدرِكاً، ودَرَّاكا، ودُرَيكاً.
ابن إلياسِ.
يمكن أن يكون اشتقاق إلياس من قولهم: يئس ييئس يأساً، ثم أدخلوا على اليأس الألف واللام. ويمكن أن يكون من قولهم: رجل ألْيَسُ من قومٍ لِيسٍ، أي شجاع، وهو غاية ما يوصف به الشجاع. هذا لمن يهمز إلياس. والتفسير الأول أحبُّ إليّ.
ابن مُضَر.
(1/9)
واشتقاق مُضَر من اللبن المَضِيرِ وهو الحامض، وبه سمِّيت المضيرة. وتُماضِرُ: اسم امرأةٍ. والمُضَارَة: ما فَطَر من اللبن الحامض إذا جُعِل في وعاء ليصير شِيرازاً أو اقِطا.
ابن نِزَار.
واشتقاق نِزارٍ من الشَّيء النَّزْر، وهو القليل، من قولهم أعطاه عطاءً نَزْرا. وأنزرتُ له العطاء، أي أقللته. وماءٌ منزورٌ، أي قليل.
ابن مَعَدّ.
واشتقاق معدٍّ من شيئين: إمَّا أن يكون مفعل من العدد، فكأنَّه كان مَعْدَدٌ فأدغمت الدال؛ وإمَّا أن يكون من المَعَدِّ، وهو اللحم في مَرجع كتِف الفرس. قال الشاعر:
فإمَّا زالَ سرجٌ عن معَدٍّ ... وأجدِرْ بالحوادث أن تكونا
والتمعدد: تمام الشّدّة والقُوة. قال الراجز:
ربَّيته حتَّى إذا تَمعددا ... وصار نهداً كالحِصان أجردا
كان جزائي بالعَصَا أن أُجلَدا
وقال عمر بن الخطاب رحمه الله: " احتَفُوا، واخشَوشِنوا وتمعددُوا، واقطعوا الرّكُبَ وانزُوا على الخيل نَزْوَاً " ، أي اركبوا وثِبُوا. والمَعِدة من هذا اشتقاقُها، لصلابتها. ويقال: نبتٌ تَعْد مَعْد، إذا كان غَضّاً. ومَعْدٌ في هذا الموضع إتْباعٌ وليس من الأوَّل. وقد سمَّت العرب مُعَيْداً ومَعْدَداً، ومَعْدانَ. وأحسب اشتقاقُه من المَعْد. والمَعْد: الصلابة.
ابن عَدْنان.
وعَدْنانُ فعلان من قولهم: عَدَنَ بالمكان فهو يَعدِن عُدوناً وهو عادن، أي مقيم. ومنه اشتقاق المَعدِن، لعُدون الذَّهب والفضّة وما أشبهه من الجوهر فيه. ومنه اشتقاق " جنَّات عَدْنٍ " أي دار مقام. والعَدان: موضعٌ بتهامة. قال الشاعر:
بعَدَانِ السِّيفِ صَبْرِي ونَقَلْ
وعَدَنُ أبْيَنَ من هذا اشتقاقها، لأنَّ أبْيَنَ عدَنَ بها، أي أقام بها، وهو رجلٌ من حمير. وانتسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدنانَ وقال: " كَذَب النَّسَّابُونَ " . فْما بَعْدَ عدنان فهي أسماءٌ سُريانية لا يُوضِحها الاشتقاق.
اشتقاق أسماء أمهات النبي
صلى الله عليه وسلم
أمُّه آمنة بنت وهب
وآمنة: فاعلة من الأمن. ووهب، من قولهم: وهبت له هِبةً ووَهْباً، فأنا واهب والشيء موهوب، والرجل موهوب له. ابن عبد مناف، وقد مر تفسيره. ابن زهرة وزهرة فُعْلة من الزَّهَر زَهَرِ الروض وما أشبَهه. ويمكن أن يكون اشتقاق زُهْرة من الشَّيء الزاهر المضيء من قولهم: أزهارَّ النهارُ، إذا أضاء، وأمَّا الزُّهَرة التي في السماء، وهي النجم، فمتحرِّكة في وزن فُعَلة. ومن قال الزُّهْرة فقد أخطأ. قال الشاعر:
قد أمرتني زَوجتِ بالسَّمسَره ... وصَبَحتني لِطلوع الزُّهَره
قَعَبينِ من جَرّتها المخمَّره
المخمَّرة: المغطاة. وفي التنزيل: " زهْرَةَ الحياةِ الدُّنيا " ، وزهرةُ الحياة الدنيا، أي ما يروق منها ويُعِب، والله عز وجل أعلم. وقد سمت العرب زاهراً. وبنُو الزاهرية: بطن من بكر بن وائل، ينسبون إلى أمهم الزَّاهرية. وسمَّت العرب زُهَيراً وأزهَرَ. وزَهْرانُ: أبو قبيلةٍ عظيمة من الأزد. وفي حديث عليٍّ رضوان الله عليه: " ازْدَهِرْ بهذا " ، أي احتفظْ به. ولا أحسِبُها عربيّةً مَحضة. والعُود الذي يضرب به: المِزْهَر، والجمع مزاهر. والزاهرانِ والأزهَران: الشمس والقمر. ابن كلاب، قد مر ذكره ويتَّصل بالنسب.
وأمُّ عبد الله
فاطمة بنت عمرو بن عائذ. واشتقاق فاطمة من الفَطْم وهو القطْع. ومنه فُطِم الصبيُّ، إذا قُطِعَ عنه اللبن. وفُطَيمةُ: موضعٌ أو امرأة يُنسَب إليها قوم. قال الأعشى:
جَنْبَيْ فُطيمةَ لا مِيلٌ ولا عُزُلُ
ويقول الرجل للرجل: والله لأفطمنَّك عن كذا وكذا، أي لأمنعنَّك عنه.
(1/10)
؟بنت عمرو وقد مر ذكره. ابن عائِذ، وعائذ: فاعل من عاذ يعوذ عَوذاً فهو عائذ، أي لجأ إلى الشَّيء وأطاف به. ومنه قولهم: أعوذ بالله من كذا وكذا، أي أفزَع إلى الله عز وجل فيه. عُذْت بالله فأعاذني، فالله مُعِيذٌ وأنا مُعَاذ. وبه سمِّي الرجل معاذاً. والمعَاذة: التي تعلَّق على الإنسان من هذا اشتقاقها، لأنها مَفْعلة من عاذ يعوذ، وكان الأصل مَعوَذة فقلبوا حركةَ الواو على العين فانفتحت وقلبوا الواو ألفاً ساكنة لانفتاح ما قبلها؛ وكذلك يفعلون. ابن عمران، قد مر ذكره. ابن مخزوم، قد مر تفسيره. ابن يَقَظة، واشتقاق يَقَظة من التيقُّظ، من قولهم: رجلٌ يَقْظان حسن اليقظة وامرأة يَقْظى. وأنشد لقيس ابن الخَطْيم:
ما تَمنعِي يَقْظَي فقد تُؤتِينَه ... في النوم غير مصرَّدٍ محسوبِ
ويروي لعمر بن عبد العزيز:
ومن الناس من يعيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *