وقول القطب بأن المتشابه هو ما اختص الله بعلمه مبني على القول بأن "الراسخون" في آية آل عمران (¬2) مبتدأ وليس معطوفا على ما قبله. واستدل لذلك بأدلة منها:
- قراءة أبي - رضي الله عنه -: «وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به».
- ما روي عن عائشة - رضي الله عنه - أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم). (¬3)
- ما روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال: (اعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا آمنا به كل من عند ربنا). (¬4)
- سياق الآية التي فيها ذم لمتتبعي المتشابه بالزيغ وابتغاء الفتنة.
وبعد أن بين القطب حكم المتشابه ذكر جملة من فوائد ورود المتشابه في القرآن الكريم، منها (¬5):
- زيادة الثواب لزيادة المشقة في فهمه.
- اهتداء أصحاب البدع إلى الحق وتركهم لباطلهم بعد النظر في المتشابه طمعا لنصرة آرائهم، فلو كان محكما لما بحثوا فيه لكونه حينئذ صريحا في خلافهم غير محتمل له.
- تحصيل طرق التأويل والترجيح، والتمكّن في العلوم الواجبة للاجتهاد كعلم النحو والبيان وأصول الفقه.
5 - الباب الرابع عشر
وقد تطرق فيه إلى ذكر القواعد المتعلقة بالأمر والنهي حيث عنونه بخطاب الله تبارك وتعالى لعباده:
1 - صحح القطب قول الجمهور بأن الأمر المجرد عن القرينة يدل على الوجوب، ثم ذكر الخلاف في كيفية دلالته على الوجوب حيث يرى بعضهم أنه يدل عليه بالشرع، وذهب آخرون إلى أنه يدل عليه بالعقل، بينما ذهب الشافعي وجمهور الإباضية إلى أن الأمر يفيد الوجوب لغة وهو الذي رجحه القطب.
¬__________
(¬1) - القطب: الشامل، 2007م، ج1/ص49.
(¬2) - أي قوله تعالى: «لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون كل من عند ربنا». آل عمران (7)
(¬3) - أخرجه الشيخان، ينظر البخاري: الصحيح، 1422هـ، باب: منه آيات محكمات، رقم: 4547، ج6/ص33، مسلم: الصحيح، باب: النهي عن إتباع متشابه القرآن ... رقم: 2665، ج4/ص2053.
(¬4) - أخرجه الحاكم في مستدركه، ينظر: الحاكم: المستدرك، 1990م، باب: أخبار في فضائل القرآن جملة، رقم: 2031، ج1/ص739.
(¬5) - القطب: الشامل، 2007م، ج1/ص48 - 51.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق