- المرحلة الثانية: تنزيل الحكم المجرَّد على الواقعة بالتبصر ومراعاة المآلات ونتائج الأفعال. وقد لخص الدكتور عبد الله دراز تعريف الاجتهاد بشقّيه الاستنباطي والتنزيلي فقال: «استفراغ الجهد وبذل غاية الوسع إمّا في إدراك الأحكام الشرعية، وإما في تطبيقها». (¬1)
ثانيا - المآل لغة:
أصل الكلمة من أَوَلَ وهو الرجوع، يقال آلَ الشيءُ يؤولُ أوْلاً ومآلاً، بمعنى رجع، والموْئل المرجع. (¬2) وآلَ عن الشيء ارتد عنه. ويقال طبخت النبيذ حتى آلَ إلى الثلث أو الربع أي رجع. ويقال أوِّل الحكم إلى أهله أي أرجعه ورُدَّهُ إليهم. ويقال آل على القوم أوْلاً وإيالة أي ولّى. وتقول العرب في أمثالها ألنا وأيل علينا أي سُسْنا وساسنا غيرنا، وآلُ الرجل أهل بيته من هذا المعنى لأنّه إليه مآلهم. (¬3)
من هنا نعلم أنّ المآل والإيال يُطلق ويُراد به الرّد، والرجوع، والسياسة، وأهل الرجل.
وأقرب المعاني إلى المعنى الاصطلاحي هو المعنى الأول، وهو معنى الرجوع وما ينتهي إليه الفعل من مصالح أو مفاسد.
ثالثا - المآل اصطلاحا:
هي نتائج أفعال المكلَّفين وما تؤول إليه تلك الأفعال في الواقع العملي من مصالح أو مفاسد. (¬4)
رابعا - المعنى الاصطلاحي لـ «النظر إلى المآل»:
لم يذكر الفقهاء تعبيرا محدّدا لمصطلح النظر إلى المآل، وإن كان أغلبيتهم متفقين على مضمونه وإعماله في الأحكام والاجتهاد؛ ولعلّ سبب هذا هو التركيز في الدراسات الأصولية والفقهية، على تأصيل وتقرير القواعد والمناهج والخطط التشريعية بصورة جزئية، دون النظرة الكلية الجامعة بين مختلف تلك المناهج بنظريات جامعة تجمع خيوطها وجزيئاتها في مبدأ عام ورابط كلي وصياغة محكمة.
¬__________
(¬1) - عبد الله دراز: حاشية الموافقات، 4/ 89.
(¬2) - ابن منظور: لسان العرب، 11/ 32. الرازي: مختار الصحاح، 1/ 13.
(¬3) - ابن منظور: لسان العرب، 11/ 33.
(¬4) - بشير بن مولود: الاجتهاد التنزيلي، ص: 109. عبد الرحمن الكيلاني: قواعد المقاصد عند الشاطبي، ص: 362.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق