الاستعماري الذي عانته الجزائر، وخاصة في عصر الشيخ، حيث سعت فرنسا إلى التفرقة بين الإباضية وغيرهم من الفرق خصوصا والمسلمين عموما بغاية الإضعاف، وهو ما حدا بالشيخ إلى إصدار رسائل عنيفة، منها رسالة إزالة الاعتراض على محقي آل أباض، ورسالة إلى أهل زوارة، ورسالة إلى أهل عمان في الرد على الصفرية والأزارقة.
كما أن الشيخ كان واع بخطورة الوضع الذي يعانيه المسلمون فيما بينهم من جهة، وفيما بينهم وبين المستعمر من جهة أخرى، ولذلك دعا المسلمين إلى الوحدة والتقارب وتجاوز الخلافات المذهبية، ويظهر ذلك خاصة عند تفسير قوله تعالى في سورة الأنفال: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] بقوله: «والنزاع الآن فشي في أهل التوحيد، فملكهم أهل الشرك، ولو رجعوا إلى مذهبنا في الأصول، أو أغضوا عن مسائل الخلاف كأن لم تكن، وكانوا يدا واحدة لغلبوا على أهل الشرك» (61).
وقد بادر القطب بالردّ على من يتعصب لمذهبه وإنكاره الاستفادة من المذاهب الأخرى بقوله: «ومن العجيب أن تكون المسألة حقا فتترك لأنها جاءت من مخالف، هذا غلو ... » (62).
ومما تجدر الإشارة إليه أن القطب خلص في النهاية إلى أن عهد المذهبية قد ولى، وأن عصر الصراع بين الفرق الإسلامية قد فات أوانه، وحان وقت التعارف والتلاقي والتواصل من أجل مصلحة المسلمين والإسلام.
الفصل الرابع:
موقف الشيخ من الخوارج ودور المذهب الإباضي في الحركة الفكرية:
أكدّ الشيخ على أن الخوارج فرقة متطرفة نظرت في الشريعة بهواها، وجلبت للإسلام كثيرا من السلبيات، وتاريخها شاهد على ذلك، في حين أن المذهب الإباضي قد شهد تطورا كحركة فكرية أثرت دائرة الإسلام، وساهمت عبر التاريخ بكثير من الايجابيات، وصوبت وعدلت بما مكنها من أن تكون مذهبا إسلاميا يتفاعل مع الواقع ويدلي برأيه في كل المسائل الحياتية.
Post Top Ad
الأحد، 7 مارس 2021
الرئيسية
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
184 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
184 دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري الصفحة
التصنيف:
# دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
عن MaKtAbA
دروس مستفادة من حياة العلاَّمة اطفيش القطب الجزائري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق