2 - لقد تفرغ القطب اطفيش واستقر للتأليف والإجابة في مسقط رأسه من أجل أن لا يحرم غيره من علمه تدريسا وإجابة وتأليفا.
3 - إن الرحلات التي قام بها القطب اطفيش بالنسبة لمراسلاته تعد قليلة رغم أنها فتحت له آفاقا جديدة للتعرف على الآخرين.
4 - إن الكم الهائل من المواضيع التي شاهدنا في رسائله التي تجاوزت الثمانين رسالة تنم عن الفكر الموسوعي للقطب اطفيش رحمه الله ..
5 - إن الإجابات التي قدمها القطب اطفيش للإدارة الإستعمارية دليل على مسايرته الأحداث الوطنية والعالمية وغيرته على الإسلام والمسلمين. (¬1)
5 – مجابهته لكل أشكال التشتت وتمزيق وحدة الأمة:
لقد كان للشيخ اطفيش دور بارز في نهضة البيئة الميزابية، فكريا واجتماعيا، نظريا وواقعيا، وكان من الرجال الذين تركوا بصماتهم بارزة في تاريخ الجزائر عموما، وكان له دور كبير في لم شمل الجماعة الإباضية وتمتين وحدتهم، وذلك بالتصدي لكل ما ينزل بالجماعة من نوازل ومستجدات ومستحدثات وزلازل، فساهم بذلك العلم والفهم والفقه العميق والاستراتيجي الآفاقي الواسع والشامل في تماسك ووحدة الجماعة الإباضية، التي تعتبر جزءً فاعلا ومهما في الجماعة الإسلامية العالمية (( .. اعلموا أن أهل التوحيد في الدنيا كلها على اختلاف مذاهبهم وديانتهم قليلون بالنسبة إلى أهل الشرك، وأصحابنا قليل بالنسبة إلى قومنا، فما بالنا نختلف ونقطع من أطرافنا، فأسألكم بالله أن تتآلفوا وتصيروا بعضا لبعض، وأنتم عرب وقد تكون قلوبكم سخية، فسامحوا وتعاونوا، وليعرف كل منكم قدر أخيه، يعرف الصغير حق الكبير، والكبير حق الصغير، والتلميذ حق الشيخ، والشيخ حق التلميذ، والتلميذان والشيخان كل يسارع إلى مسرة الآخر، والألفة في الدين واجبة، ويقال: هي أعلى من العلم رتبة، ولعل المراد أنها ثمرة العلم، وإلا فالعلم أفضل، ولا تعرف ولا تفضل أحوالها إلا به، وهاأنا منتظر لأحوالكم تلتئم وتصطلح وتجيبني في كتاب مسطور كدر منثور.
¬__________
(¬1) انظر المرجع السابق نفسه، ص 11.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق