وعليه فإن أبرز وجوه الحركة الإصلاحية المزابية تتلمذوا على يد الشيخ اطفيش حسب التقارير الفرنسية نفسها (¬2).
لقد حمل الطلبة الذين تخرجوا على يد الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش مشعل النهضة الإسلامية الحديثة، ليس في الجزائر فحسب إنما في العالم الإسلامي أجمع، والملاحظ للأسماء التي درست على يد الشيخ ونهلت من فكره يدرك أنه كان بعيد النظر عندما قرر ولوج عالم التربية والإصلاح كسبيل للتحرر والاستقلال.
يقول القطب:
لولا ثلاث هن: تعليم جاهل ... وإرضاء ربي والجهاد لذي كفر ...
لما كنت أخشى الموت والموت ... لازم وإلا فما الحياة والمرء في قهر
وفي معرض تفسيره للنص القرآني: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]؛ ينتقد الأوضاع التي آلت إليها الأمة الإسلامية من تشتت وتفرق وبروز النزاعات والصراعات بين أبنائها، وهو الأمر الذي سهّل على المشركين تملكهم، خاصة وأن بعض المسلمين وقفوا إلى جانبهم، وتعاونوا معهم؛ لذلك يرى الشيخ بأن إصلاح أوضاع المجتمع هو السبيل لإخراج العالم الإسلامي من الأزمة التي يعيشها، وهي المهمة التي تولاها القطب إلى جانب ثلة من العلماء (¬3).
وفي إطار مقاومته للسياسة الاستعمارية دائما لم يتوان القطب في محاربة الفكر الاستشراقي، الذي يعتبر من أهم الوسائل التي يوظفها الاستعمار في السيطرة على المجتمعات الشرقية، فكان أهم ما كتبه للرد على هذا الفكر كتاب: "رسالة مختصرة في بعض تواريخ مزاب" (¬4).
¬__________
(¬1) ابراهيم حاج محمد، المرجع السابق، ص93 - 94.
(¬2) مصطفى حمودة، المرجع السابق، ص32.
(¬3) ابراهيم حاج محمد، المرجع السابق، ص92.
(¬4) ابراهيم حاج موسى، نفسه، ص83.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق