أبو نوح يوسف وابنه أبو زكرياء يحيى - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الثلاثاء، 20 أبريل 2021

أبو نوح يوسف وابنه أبو زكرياء يحيى



ومنهم أبو نوح يوسف وابنه أبو زكرياء يحيى رحمهما الله، لكليهما فيضان في العلوم يزري بفيضان البحر، ونظم يزري بالدر، يباهي قلائد النحر، بل تزان به فوائد الدهر، ومآثر حميدة الذكر، لها أنفاس نفيس العطر، وهما اللذان أحيا ما ورثا عن جدهما محمد بن بكر، وبقيت فيهما بركته تتوارث إلى هذا العصر، بل هي باقية إن شاء الله إلى يوم الحشر، وكان كل واحد منهما شديد الغضب في الله متى قام في إنكار المنكر، معتمدا على الحق في السير والجهر، فأما أبو نوح فقد كان ساعية دأبه في تنمية الصلاح، ومحو آثار الفساد بحيث ما كان لا يفتر عن هذا الفن، وكان مطاعاً مسخراً إلى القوي والضعيف، والقريب والبعيد من أهل مذهبه وغيرهم، وكان أوسع بضائع حفظه سير أهل الدعوة وأخبار السلف، فمتى رأيت في هذا الكتاب أو في غيره من كتب المشائخ رواية عن أبي نوح فهو هذا الشيخ فاعرفه، وأما أبو زكرياء فحدثوني عنه أنه كان أكثر حفظاً من أبيه وله تأليف في المذهب، وله فضائل مشهورة منها القصيدة الحجازية، وقصيدة في الاعتقاد، ومخاطبته إلى الفقيه أبي إسحاق وغيره، أمسكت عن تقييد لك كله اختصاراً.



قيام الشيخ بإحقاق الحق في وغلانة جامعة ولاية الوادي الجزائر:



احتفاء أهل وغلانة بالشيخ وقيامه بالعدل والإصلاح:



وحدثنا بعض تلامذته قال: انتقل الشيخ أبو زكرياء وبعض آله من »تينيسلي« إلى »وغلانة« فأنزلهم أهل وغلانة، وأكرموهم إكراماً بليغاً، ووهبوا لهم أنواع المواهب حتى ملكوهم أنواع الأملاك العظيمة من مركوب ومسكن وجنات وعيون، وأكثر ذلك لأبي زكرياء وكان فيها بحلقته على أبر الأحوال، وكان متى سمع عن أحد من أهل قرى أريغ فعلة شنيعة عن فساد أو فعل شيء من الكبائر أو ما يفضي إلى الفتنة وتخريب العمار كائنا ذلك ما كان فإنه ينهض إليه بالحلقة، وإن احتاج إلى عسكر استنهضه حتى يتمكن من الفاعل، فإذا ثبت ذلك عليه واستحق ووجب حد أن قتل قتل، وإن سجن سجن، وإن تعزير بالحد أو بالنكال أنفذ ذلك كله، قال: فلقد كنت في جملة تلامذة حلقته مرة من المرات، وكان في فصل الشتاء وكان البرد في ذلك العام شديداً، فنال التلامذة ألمه فآثره بعض أهل الموضع بقطيفة، فكانوا يتدثرون بها في الليل في بيت بالمدرسة، مكان مبيتهم، وكان إذ ذك ببلاد »تنتمرنت« رجل عات من أفتك الفتاك، وأشهر الدعار، فبات التلامذة ليلة من الليالي فنزع عنهم القطيفة، فقاموا ليدافعواه عنها فأصاب بعضهم بجراحات، فلما اصبح وقد عرف الفاعل استعظم أهل الموضع ذلك، فخرج الشيخ وقد بلغت فيه هذه الفعلة مبلغاً عظيماً لتعديه على غرباء مساكين منقطعين إلى الله، وكان الفاعل ليس من أهل المذهب وفي بلد ليس فيه أحد من أهل المذهب، فأجمع رأي جميعهم على أن يخرجوا بعسكر عظيم وينزلوا على البلد، ويطلبوا من أهله أن يدفعوا لهم الجاني فإن دفعوه لهم ارتحلوا عنهم، وإن أبوا قاتلوهم، فرحلوا بعسكرهم حتى نزلوا تنتمرنت فدفعوا لهم الجاني وارتحلوا عنها، فلما صاروا ببعض الطرق ابتدره بعض العبيد فقتلوه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *