الخشوع في الصلاة - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الأربعاء، 21 أبريل 2021

الخشوع في الصلاة

 الخشوع في الصلاة



العبادات المتنوعة كلها ذات أثر عميق في الإصلاح النفسي والاجتماعي، وتنوير الفكر، وتهذيب الأخلاق، وإمداد العقيدة بالطاقات التي تمكنها من الهيمنة على العقل والقلب والروح والجسم والعواطف والغرائز، ويأتي في طليعة هذه العبادات الصلاة التي شرعت متكررة في كل يوم، وذلك لسد جانبا مهما من الفراغ الروحي.


والصلاة إنما شرعت لذكر الله تعالى الذي يترتب عليه محق السيئات وتثبيط العزائم عنها، وتقوية عزائم الخير، وتواصل قلوب المؤمنين برباط الإيمان، قال تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).

ويقول الله سبحانه و (إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون......) وهذا بيان أن الصلاة بما لها من سلطان روحي وأثر نفسي تأتي على خصال جبلية مذمومة فتجتثها من نفس من داوم عليها.

أهمية الخشوع:

والصلاة التي لها هذا الأثر العظيم هي المؤداة بحسب ما شرعت روحا وشكلا، بحيث يستشعر القلب عظمة الخالق المعبود، وعظم منته وإحاطة علمه وقدرته، وشدة بطشه ونقمته، وسعة ثوابه ورحمته، فيستشعر بها المصلى افتقاره إلى المعبود واستغناء المعبود عنه، وذلك داع إلى تحري مرضاته فيما يصدر عنه فعلا وتركا، وروح الصلاة هو الخشوع الذي يوصل القلب والعقل بالله عز وجل، ومن ثم كان الفلاح منوط بالخشوع كما قال تعالى (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)


قال القطب: الخشوع سكون الجوارح عمّا حرّم الله عزّ وجل تعظيما له تعالى، وفسره بعض بالخوف، وبعض بالخضوع، وما ذكرته أولى، وعرّفه غيري بأنه: هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح مسكنة وتواضع، وهو قريب إلى ما ذكرت، وأكثر ما يقال: الخشوع بالجوارح والخضوع في القلب، وقد يعكس ذلك، والخشوع لغة السكون.


وقال الشيخ أبو مسلم: يكون الخشوع في القلب مجازا، وفي الجوارح حقيقة، فخشوع القلب سكونه إلى الله، وبهذا الخشوع الرحماني يتسبب الخشوع الجسماني، دليله الحديث بأنه صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة، فقال (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه).

أما إقامة الصلاة فقد عرّفها الشيخ أحمد الخليلي بأن معناها الإتيان بالصلاة مستكملة جميع أركانها وهيئاتها وآدابها الظاهرة والباطنة، بل مدلولها الحقيقي: توفية الصلاة حقها والقيام بكل لوازمها


وقيل بأن الخشوع نوعان: خشوع خاص يكون في الصلاة وذلك بحضور القلب وسكون ظاهره وباطنة، وخشوع دائم، وذلك وصف خاص بالمؤمنين، ينشأ عن كمال معرفة العبد بربه ومراقبته، فيستولي ذلك على القلب كما تستولي المحبة، وهذا الوصف قد وصف الله به المؤمنين في قوله (والخاشعين والخاشعات)، وقوله (وكانوا لنا خاشعين)

والخشوع في الصلاة هو السبيل إلى الخشوع في غيرها من العبادات، كما هو الحال في قراءة القرآن والدعاء، بل وفي سائر شؤون الحياة .

حكم الخشوع:
الخشوع في الصلاة واجب وذلك لتظافر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة  يقول الله تعالى (وأقم الصلاة لذكري) ومن المعلوم أن الغفلة تضاد الذكر  ويقول سبحانه (ولا تكن من الغافلين)  ، ويقول في تعليل النهي عن الصلاة بالنسبة للسكران (...حتى تعلموا ما تقولون)  ، ويقول عليه السلام (ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها).


فالكلام مع الغفلة ليس بمناجاة البتة، والصلاة إنما هي ذكر ومناجاة كما يقول سبحانه (وأقم الصلاة لذكري)، وقد قال العلماء بأن حضور القلب هو روح الصلاة، والصلاة بدون خشوع تكون ميتة لا حراك فيها.


يقول الله تعالى (ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون).


ويقول سبحانه (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون).

ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالخشوع أنه شنع على من يتسبب في شيء مما يخل بالخشوع، كأولئك الذين يحولون أبصارهم فيها إلى اليمين تارة وإلى الشمال تارة، غير مبالين بآداب المناجاة، فقال عليه الصلاة والسلام (لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه).

وكذلك شنع على أولئك الذين يختلسون منها الركوع والسجود والطمأنينة، فيقول صلى الله عليه وسلم (لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده)، أو على من يبدلون هيئاتها فقد ورد عن أبي هريرة قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث، عن نقرة كنقرة الديك، وإقعاء كإقعاء الكلب، والتفات كالتفات الثعلب).

وقد تظافرت الأدلة على أن الصلاة الصحيحة المقبولة عند الله هي الصلاة المصحوبة بالطمأنينة والسكينة، المقترنة بروحها ومصدر سلطانها -وهو الخشوع- وبدون ذلك لا يكون لها على النفس سلطان ولا في الحياة أثر.

 فوائد الخشوع:

ومن فوائد الخشوع:

1-  أنه يعطي الصلاة معناها الحقيقي وهو التوجه إلى الخالق سبحانه.

2-  يزداد الإيمان ويلين القلب ويورث الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة.

3-  يزيل الهم عن القلب ويشرح الصدر ويصفّي الذهن

4-  يلطّف الكرب والمصيبة، قال تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)

5-  يزيد الإنسان حبا في الصلاة، فتصبح قرة عين له، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم.

6-  يهذب النفس ويطهّرها من سوء الخلق والعشرة ويورثها التواضع للحق والخلق ويخلصها من الكبر والعجب.

7-  يحمل النفس على الإخلاص في العبادة لله بل وحتى في العمل الدنيوي فهو يطهرها من التملق والنفاق.

8-  يفتح على العبد باب الفقه والاستنباط من كلام الله تعالى، يقول سبحانه (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا).

9-  يفتح أبواب الدعاء والتضرع فيجري على اللسان من ذلك ما لا يتأتى من غير ذلك الحال.

 

 مداخل الشيطان في الصلاة:

1-  أحظى شيء عنده أن يدخل من باب الشهوات إن استطاع حرامها، وإلا فحلالها حسبما يجد من نقاط الضعف والثغرات على نفس المصلي.

2-  وقد تستعصي عليه النفس في ذلك فيدخل من باب قضايا الساعة وهو ما يهم المرء في تلك الأحيان قبل الصلاة وبعدها، وهذا أقوى وأكثر مداخله حيث يستغل ذلك الاهتمام فيجد الاستجابة فيشتغل الفكر.

3-  وقد ينسيه الشيء حتى إذا كانت الصلاة ذكّره به حتى إذا قضيت الصلاة عاد فأنساه إياه.

4-  وقد يشغله بما حوله مما يسمعه ويراه في مصلاه.

5-  وقد يسرق منه الخشوع وقت الانتقال من ركن إلى ركن من حيث لا يشعر.

6-  وقد يؤذيه في جسده بشيء فيشغله بحكة أو بألم عارض فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم.

7-  وقد يتركه يخشع في القراءة أو بعضها ثم يسلبه الخشوع في سائر الصلاة من ركوع وسجود ويوهمه بأنه يكون بذلك خاشعا.

8-  وقد يجعله يهتم بالقراءة بضبطها وحروفها ويشغله بذلك عن التدبر للمعاني.

9-   أو أن يوسوس له أن يرائي بصلاته كي يمدح عليها.

10-وإذا أعياه كل ذلك وانسدت عليه السبل شغله بالتفكر في الخشوع وكيفية الخشوع، وفوائد الخشوع فيشتغل عن التدبر.

11-وقد يلبس على الصالحين في فهم الخشوع، فيهمهم أن الخشوع المطلوب هو خشوع الصوت والهيئة المتذللة، وإطراق الرأس وغمض العينين فيصيرهم أقرب إلى الغيبوبة والنوم.

 

بعض المعاني التي تعين على الخشوع وتستدعيه:

1- قول الرسول صلى الله عليه وسلم (صل صلاة مودع، كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فكيف تكون صلاة المرء لو حسب أن هذه آخر صلاة له .

2- استحضار أن المصلي يناجي ربه، وفي الحديث، قال صلى الله عليه وسلم (قال تعالى: قسمت الصلاة بينى وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل, فإذا قال: ( الحمد لله رب العالمين) قال تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال (الرحمن الرحيم) قال تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال ( مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي، فإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، قال: هذا لعبدي ولعبدي ماسأل).

3-  الحياء من الله فهو المنعم والمعطي، وهو الضار والنافع وهو على كل شيء قدير.

4- التفكر بأن هذه الصلاة إنما يصليها الإنسان لنفسه، فالتقصير فيها إنما هو تفريط في مصالحه.   

5- تذكير النفس بأن هذه الصلاة تعرض عما قريب على الله سبحانه.

6- استحضار عظمة الأجر في هذا الخشوع.

 وقد قال الشيخ أبو مسلم:"وقد ذكر في ( القناطر) من حقائق الخشوع وتفاوت درجات الخاشعين ما يشفي الغليل"، وإني لمّا رأيت ذلك قمت إلى كتاب الشيخ الجيطالي فلخصت مراتب الخشوع، وأسباب الخشوع، وأسباب حضور القلب، في النقاط التالية:


مراتب الخشوع:

1- حضور القلب: وهو تفريغ القلب عن غيرها، فيكون القيام بأعمال الصلاة مقرونا بالقول، ولا يكون الفكر جاريا في غيرها.

2- التفهم لمعنى الكلام: فلا يكفي حضور القلب مع اللفظ ، وإنما لابد للقلب أن يشتمل على معنى اللفظ، وهذا باب واسع يستطيع المصلي من خلاله أن يتطرق إلى معانٍ لطيفة لم تكن قد خطرت عليه من قبل.

3- التعظيم: فيقرن مع حضور القلب والفهم تعظيم الله والاعتراف بقدرته ومطلق قوته.

4- الهيبة: بعد أن يعظم الله ويعترف بفظله ومنّه فإنه يخافه ويهابه، وهذه الهيبة مصدرها الإجلال لله سبحانه.

5- الرجاء: والمسلم يستشعر فضل الله وإحسانه، فيكون بين خائف من الله وراجيا لعفوه ومنته وإحسانه فيهتم بأمر صلاته عسى أن تكون له بابا من أبواب الرحمة.

6- الحياء: ورغم ما تقدم فإن المسلم يستشعر تقصيره وكثرة ذنوبه مع ضعفه وقلة حيلته، فيشعر بالحياء من الله سبحانه.

 

أسباب الخشوع:

1- أما حضور القلب، فإن سببه الهمة، فالقلب يتبع لما يهمه، فمهما أهمه أمر حضر القلب إليه، فإذا لم يحضر القلب في الصلاة، لم يكن متعطلا بل كان حاضرا فيما الهمة مصروفة إليه من أمور الدنيا، فلا حيلة ولا علاج لإحضار القلب إلا بصرف الهمة إلى الصلاة، وذلك بالإيمان والتصديق بالآخرة وأن الصلاة هي الوسيلة إلى الآخرة، وهذا يقود إلى الاجتهاد بتقوية الإيمان فهو أساس لكل فضل وخير.


2- أما التفهم: فإن سببه إدمان الفكر وصرف الذهن إلى إدراك المعنى وهذا يكون بإحضار القلب والإقبال على الفكر والتشمير لدفع الخواطر الشاغلة وقطع مواردها حتى لو تطلب ذلك النزوع عن تلك الأسباب التي تنجذب الخواطر إليها، فمن أحب شيئا أكثر ذكره ، والمسلم ينبغي أن يكون حبه لله فوق الوجود.


3- أما التعظيم: فله سببان: الأول معرفة جلال الله -عز وجل- وعظمته وذلك من أصول الإيمان، والثاني: معرفة حقارة النفس وخستها.

4- أما الهيبة والخوف: فحالة للنفس تتولد من المعرفة بقدرة الله تعالى وسطوته، وبالجملة كلما ازداد العلم بالله تعالى ازدادت الخشية والهيبة.

5- الرجاء: فسببه معرفة لطف الله عز وجل وكرمه وعميم إنعامه ولطائف نعه، ومعرفة صدقه في وعده الجنة بالصلاة، فإذا حصل اليقين بوعده انبعث الرجاء.

6- الحياء: فسببه استشعار التقصير في العبادة، والعلم بالعجز عن القيام عظيم حق الله تعالى، ويقوي ذلك المعرفة بعيوب النفس وآفاتها وقلة إخلاصها.

 

أسباب حضور القلب:

لا يلهي عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة، والدواء هو في دفع تلك الخواطر، ولا يدفع الشيء إلا دفع سببه، وسبب موارد الخواطر إما أن يكون أمرا خارجا أو أمرا باطنا.

فالخارج يقصد به ما يأتي من غير شخص المصلي نفسه فيشغله، كأن يسمع شيء أو راه مماحوله من حيث هو قائم يصلي ثم يتابع فكره بالخواطر في ذلك الأمر العارض، ومن ويت رتبته وعلت همته لم يلهه ذلك عن صلاته، ولكن الضعيف هو من يتبع تلك الخواطر، علاج ذلك بأن يقطع هذه الأسباب، فلا ينظر إلا في موضع سجوده، ويقيم عوده ولا يلتفت يمنة ولا يسرة.

 

وأما الباطن منها فهو الأشد، فمن تشعبت به الهموم في أودية الدنيا فلا ينحصر فكره في أمر واحد، بل لا يزال يطير من جانب إلى جانب آخر، وهذا الأمر يرجع بالأساس إلى أسباب هذه الخواطر، فإن كانت طارئة قصيرة، فيمكن علاجها بأن يستعد قبل الصلاة بأن يفرغ قلبه عن جميع ما يهمه، فلا يترك لنفسه شغلا يلتفت إليه خاطره، وعليه أن يتذكر أهمية الصلاة وعظمها يوم القيامة.

وأما إن كانت هذه الخواطر غير طارئة وإنما مستمرة، فكلما جاهدها وطردها رجعت عليه نفس الأفكار والخواطر. وهي نفسها الأفكار التي تشغله خارج صلاته، ففي هذه الحالة عليه أن ينظر في هذه الأمور الشاغلة الصارفة له، ويعيد النظر فيها، فإنه لابد سوف يجد أن هناك بعض الشهوات والعلائق التي ينبغي قطعها، فعليه أن يقطعها، فكل ما يشغل عن الصلاة فهو ضد الدين وينبغي تركه، والصلاة على كل حال تنهى عن الفحشاء والمنكر.

وهمة المرء في قرة عينه، فإن كانت قرة عينه في الدنيا انصرف إليها، ومن كانت همته الآخرة انصرف إليها، ولا يزال المسلم على كل حال يجد من هذه الخواطر ما يلهيه، لذلك فرضت المجاهدة الكبرى على كل حال.

ومن أحسن ما سمعت من أحد الصالحين أنه قال: إن الصلاة مقياس لإيمان المسلم، فهو عندما يرى من نفسه التقصير في الخشوع في الصلاة فإنه يعلم أنه من المقصرين وعليه أن يتدارك نفسه قبل فوات الأوان، وأنه عندما يقف أمام الله تعالى في الصلاة فإنه سبحانه يريه حالته التي هو عليها، فإن كان مقبلا على الدنيا فإنه لا بد سوف يكون كذلك وهو واقف أمام الله تعالى في الصلاة، ومن يدريه أن يكون كذلك في يوم الوقوف الأعظم. وأنه يكون إقباله على الخشوع في الصلاة بقدر إقباله على الآخرة.

 

إضاءات للخاشعين والخاشعات:

1- تذكر أن الله شرع لك الصلوات لتديم الاتصال به ولكي لا يقسو قلبك بالابتعاد عنه.

2-  أين أنت من الخاشعين قبلك؟! تأس بهممهم، علّك تلحق بركبهم، فإنه ركب أهل الله.

3- الخشوع هو روحك الحقيقة فما هو نصيبك من هذه الروح؟!

4-  ابدأ خاشعا يسهل عليك الأمر في سائر الصلاة.

5- إذا استثقلت الخشوع فتذكر أنه في الميزان أرجح وأثقل، وأن مدار فضل الأعمال عليه.

6- إذا بدأت بالتكبير فانس الدنيا كلها، فلا شيء أكبر من الذي وقفت بين يديه.

7- إذا رأيت نفسك غافلا وأنت تقرأ القرآن، فتأن قليلا ورتل القرآن، وحاول أن تدبر بهدوء ونفس من غير اضطراب ولا سرعة في القراءة  حتى تمسك بزمام الخشوع.

8- إذا رأيت نفسك تنزع إلى السرعة في الأركان والانتقال من ركن إلى ركن فأعلم أنها الغفلة وقسوة القلب، فتأن وجاهد نفسك وعالجها بالتدبر والمراقبة.

9-  إذا رأيت حالك غافلا في الركوع فبقى راكعا، وعظّم الرّب، ولا تتعجل بالرفع من الركوع حتى تخشع وتطرد الغفلة ثم تستصحب الخشوع حتى النهاية، وكذا في السجود، وباقي الأركان.

10- وإذا رأيت نفسك لا تكاد تضبط وتخشع حتى تشرد وتغفل، فإن الخلل عندك من بداية العبادة والقلب قاس، فأحسن الافتتاح وليّن قلبك بالملينات الربانية.

11- أعلم بأن الحياة كلها عقيدة وجهاد، وأنه ليس أفضل للخشوع من تجمع صالح وبيئة مؤمنة، وأحيانا خلوة تعّبد على علم وتقى.

 

وهكذا تم الموضوع ولله الحمد والمنة.

أما المصادر التي استقي من هذا الموضوع، فهي:
1- أنوار من بيان التنزيل للشيخ أحمد الخليلي

2- نثار الجوهر للشيخ أبي مسلم البهلاني

3- قناطر الخيرات للشيخ إسماعيل الجيطالي

4- كيف تخشع في الصلاة لمجدي أبو عريش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *