في ما لا تقوم الصلاة إلا به - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الأربعاء، 21 أبريل 2021

في ما لا تقوم الصلاة إلا به

في ما لا تقوم الصلاة إلا به




قال الشيخ عامر : اعلم أن الصلاة و جميع وظائف الدين لا تقوم و لا يصح لها ثوابها إلا بأربعة أشيـاء و هي : العلم و العمل و النية و الورع.

أحدهما : أن يعلم بوجوب الصلاة ، و أنه مأمور بها ، و ذلك أن يعلم الصلاة التي قام إليها ، أعني أن يفرز كل واحدة من الصلوات الخمس في وقتها عند حضور فعلها. و الدليل على هذا قوله تعالى : ( أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة ) ، و الله تعالى لا يتعبدنا بمجهول.

الثانـي : أن يعلم بوجوب الثواب على فصل الصلاة. و الدليل قوله تعالى : ( و من يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ).

الثالـث : أن يعلم كيف يمتثل الصلاة بوظائفها ، أعني فرائضها و سننها و جميع نواقصها.

و أما على قول من لا يشترط العلم فليس عليه شئ ، و الله أعلم. قال : و أما العمل فهو ينقسم أيضا إلى ثلاثة أقسام :

أحدهما : أن يعمل كما أمر و كما وجب عليه و على ما وجب عليه أن يعلم.

الثانـي : أن يرجـو في عملها ما عنـد الله ، و ذلك أن ضد الرجاء الإياس فمن لم يرج ما عند الله آيس : ( و لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ).

الثالـث : أن يخاف في تركها عقاب الله ن و ذلك أيضا ضد الأمن فمن لم يخف أمن ( و لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ).

قال : و أما النية فهي أن يتحرى مرضاة الآمر و طاعة الله ن و ذلك أن ينوي بفعله الصلاة أداء الفرض و طاعة الله عز و جل ، لأنه واجب عليه ، مأمور به ، و يتقرب بفعله إلى الله عز و جل. و التقرب طلب المنزلية عند الله ، لأن الله وعد المؤمنين على فعلهم الطاعة و الجنة ، و الله أعلم.

و الدليل على وجوب النية قوله تعالى : ( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) و الإخلاص هو النية لله ، و هو أن يخلص عمله من جميع الشوائب ، و يخلصه لله عز و جل ، و الله أعلم.

قال : و أما الورع فهو أن يتورع عن جميع محارم الله و عن جميع ما نهى عن العمل في حال الصلاة.


فــي النيــــــــــــة


الدرس الثاني


هي أن يتحرى مرضاة الله و طاعـة الله ، و ذلك أن ينـوي بالصـلاة أداء الفرائض ، لأنه واجـب عليـه ، مأمور به ، و يتقرب بفعله إلى الله عز و جل.



ثم يقيم بنية الإخلاص ، و يوجه بنية المدح و التنزيه لله و التمجيد له و نفي الأشباه و الأمثـال عنه تعالى ، و يكبر تكبيرة الإحرام بنية التعظيم لله تعالى الذي هو مالكه ، و لا يستحق العبادة سواه ، ويستعيذ بنية طلب الحفظ من الشيطان ، و يقرأ بنية العبادة في التلاوة.



و يحضر قلبه لمعنى كل آية يمر بها لئلا يكون من الغافلين ، و يركع بنية التذلل و التواضع ، و يسجد بنية التقرب إلى الله تعالى ، إذ من تواضع لله رفعه الله ، و في الحديث ( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد ) و يتحي بنية الثناء و التمجيد لله تعالى ، و يسلم بنية الخروج من الصلاة لقوله صلى الله عليه و سلم : ( تحريمها التكبير ، و تحليلها التسليم ).



و العجب كل العجب من القول بعدم إجزاء النية إلا بلفظ اللسان ، و كيف ساغ لهم أن يجعلوه قولا ثانيا مقابلا للقول الصحيح الذي عليه جميع الأمة ، و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابة من بعده لم ينقل عنه و لا أحد منهم أنهم كانوا يعلمون الناس لفظ النية باللسان ، و لا أن أحدا منهم اشترط وجود اللفظ في صحة القصد ، و هذا أمر تعم به البلوى ، فلو صح عنهم لنقل و اشتهر مع مع أن العرب في أول الأمر كانوا أهل جاهلية فكان المناسب لقول أولئك أن ينصب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم من يعلمهم تلك الألفاظ التي هي شرط في صحة نياتهم لأنه صلى الله عليه و سلم قد نبه على توقف صحة الأعمال بالنيـات بقولـه : ( إنما الأعمال بالنيات ) فلو كانت صحة النية متوقفة على وجود الألفاظ المذكورة لاحتاج إلى ما ذكرنا من نصب المعلمين.



شروط صحة الصلاة



إحداهما : الطهارة من الأحداث بالوضوء و الاغتسال إن طرأ على الإنسان


الثانيـة : إزالة النجس قبل الطهارة


الثالثـة : طهارة الثوب و طهارة البقعة المصلى عليها


الرابعـة: دخول الوقت لأدائها


الخامسة: الستر للعورة في جملتها من الركبـة للسرة للرجل و للمرأة الحـرة جميع جسدها ما خلا الوجه


و الكفين من زينتهـا


السادسة: القيام مع القدرة في حال عملها


السابعة : استقبال القبلة في جميعها

الثامنـة: النية بالقلب عند التلبس بها


التاسعة : استصحاب حكم النية في سائرها


العاشرة : العلم بكيفية امتثالها



أركان الصـلاة


إحداهما : الإحرام بلفظ التكبير


الثانيـة : القراءة بأم القرآن الكريم فصاعدا


الثالثـة : الركوع فيها


الرابعة : الاعتدال في الركوع و الرفع منه


الخامسة: السجود بعد الركوع


السادسة: الفصل بين السجدتين و الاعتدال فيهما


السابعة : الجلوس بعده


الثامنـة: التحيات على الاختلاف بين الأئمة في أيتهما الفريضة الأولى أو الآخرة منهما


التاسعة : ترتيب الأفعال في جميعها


العاشرة : استصحاب الخشوع فيها من أولها إلى آخرها



سنن الصـــــلاة


إحداهما: التوجيه


الثانيـة: الاستعاذة بعد التكبير


الثالثـة: قراءة السورة مع أم القرآن في الركعتين الأوليين من المغرب و العشاء و لركعتي الفجر .



فــي الخشـــــوع



الخشوع تذلل القلب و سكون الجوارح من هيبة الله تعالى ، فإنه إذا كان القلب خاشعا أورث ذلك تيقضا فيه و سكونا في الجوارح ، قال تعالى : ( و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) ، و قال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ، و قال تعالى : ( و لا تكن من الغافلين )


كما قال عليه الصلاة و السلام وقد نظر إلى رجل يعبث بلحيته: ( لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه )



الوسائل المعنية في الخشوع:.


1- إعظام المقام: يعني يستشعر المصلي أنه واقف في مقام عظيم يناجي فيه رب السماوات و الأرض فقد كان علي بن أبي طالب إذا حضر وقت الصـلاة يتزلل و يتلون ، فقد قيل له : مالك يا أمير المؤمنين ؟ فيقول : جاء وقت أمانـة عرضها الله عز و جـل على السمـاوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها. و روي عن علي بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه فيقال له : ما هـذا الذي يعتادك عند الوضوء ؟ فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم ؟



2-إخلاص المقال: أنه على المصلي أن يخالص مقالـه من بدايـة الصـلاة إلى نهايتها ، أي من تكبيـر و توجيه وقراءة و تحميد و تسبيـح لله سبحانـه و تعالى حتى يستطيـع أن يتحصـل الخشوع .



3- اليقين التام : أي اليقين بأن الله وعـد و توعد ، وعـد من أقام الصـلاة بجنـة عرضها السمـاوات


و الأرض ، و توعد من أضاعها بنار الجحيم و العياذ بالله . فيما أن طبيعـة الإنسـان ترغب في النعيم و تأبى الجحيم ، فعندما يستشعـر الإنسـان في صلاتـه هذا الوعـد و الوعيد سيحصل الخشوع إن شاء الله .



4- جمع الهمة : أن يتجرد المصلي قبل دخوله في الصلاة من جميع المهام الدنيوية و يتفرغ لمهمة واحدة فقط و هي أداء الصلاة حتى يكـون تفكيـره مركـز لأداء الصـلاة فقـط يقـول بعض العلماء الصلاة من الآخرة فإذا دخلت الصلاة خرجت من الدنيا و بتوفر هذه الوسائل الأربعة سيتحقق الخشوع إن شاء الله . و على المصلي أن يستصحب الخشوع في الصلاة من أولها إلى آخرها ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم ( ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل ) .


و على المصلي أن يستصحب الخشوع في الصلاة من أولها إلى آخرها ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم ( ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل ) .



و الصلاة بدون خشوع صلاة مكذوبة على الله ، لأن ظاهرها تعكس باطنها ، و الله تعالى يعلم ظاهر الأعين و ما تخفيه الصدور ، يقول الإمام أبو سلم في نثار الجوهر :



مدعي الصلاة صل و اخشع كي تصـدق فيمـا تدع


 


تأتي بها صحيــة الظواهر لكنها معلولـة السرائر



فـي القيام فـي الصلاة



القيام في الصلاة واجب فيها على من قدر عليه لقوله تعالى : ( و قوموا لله قانتين ) و لما ثبت من الأحاديث المتواترة في صفة الصلاة أن القادر على القيام لا يصلي من غير عذر إلا قائما ، و لإجماع الأمة على ذلك .


و القيام فرض بنفسه ، فإذا قدر عليه فلا يسقط عنه بالعجز عن غيره كما يدل عليه قوله صلى الله عليـه و سلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) .



و صفة القيام : أن ينتصب معتدلا من غير انحراف و لا صفن ، و هو رفع أحد الرجلين مع القيام على أطراف أصابعه ، و لا صفد ، و هو اقتران القدمين معا ، و لا يوسع بين قدميه ، و لا يلصقهما لما روى ضمام ابن السائب قال : بلغني عن ابن عمر أنه لا يفرشح بين رجليه و لا يلصقهما .



و قد استحب بعضهم أن يجعل ما بينهما قدر مسقط نعل ، و إن زاد قليلا أو نقص فلا بأس . و استحب بعضهم أن يكون بينهما قدر أربعة أصابع .



و يستحب له أن يرد بصره إلى موضع سجوده لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل في الصلاة لم يجاوز بنظره غير سجوده تخشعا لله عز و جل .



و إذا فرغ خر راكعا و لا يلتفت يمينا و لا شمالا و لا أمامه لما روى أنه قال عليه الصلاة و السلام لعلي بن أبي طالب : ( لا تنظرن قبل وجهك و لا عن يمينك و لا عن شمالك ).



و لا يرفع بصره قبل السماء لما روى أنه قال عليه السلام : ( ما بالكم ترفعون أبصاركم في صلاتكم قبل السماء ) ثم اشتد عليهم قوله حتى قال : ( لتنتهن أو ليخطفن الله أبصاركم ) .



قال : و المرأة إذا وقفت في صلاتها فلتلصق يديها إلى جسدها و لا تجعل الفرجة بين رجليها ، حتى يوافق ما أمرت به من السترة و الانخفاض .



فــي التوجيـــــه


التوجيه عبارة عن التسبيح و التحميد و التمجيد و التهليل الوارد عند القيام إلى الصلاة فلذا جعلته بعد مسألة القيام .



و الأنسب بالتواضع ، و الأقرب إلى الخشوع أن لا يوجه إلا قائما في موضع صلاته مستقبلا إلى القبلـة و يدل على ذلك قوله تعالى : ( فسبح بحمد ربك حين تقوم ) .



حكم التوجيـه :


هو سنه مؤكدة ، و هو أكثر القول .



صفة التوجيه :


عن عمر وعائشة و ابن مسعود رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا قام إلى الصلاة قال : ( سبحانك اللهم و بحمدك ، تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك ) .



و قد ضم أصحابنا إلى التوجيه المنقول عن نبينا عليه الصلاة و السلام التوجيه الذي ذكره الله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام و هو قوله : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين ) .


 


فــي تكبيرة الإحرام



تكبيرة الإحرام هي تكبيرة الافتتاح ، و إنما سميت " تكبيرة الإحرام " لأن بها يحرم في الصلاة ما يباح في غيرها من الأعمال . وسميت " تكبيرة الافتتاح " لأنها مفتاح الصلاة بمعنى أنها أول ما يكون من أعمال الصلاة .


 


فــي ثبوت الافتتاح بالتكبير



تكبيرة الإحرام فرض في جميع الصلوات ، أجمع المسلمون على فرضها ، و من تركها ناسيا أو متعمدا فلا صلاة له .



و الدليل على فرضها : قوله تعالى : ( و ربك فكبر ) ، و في الحديث عنه صلى الله عليه و سلـم قـال : " مفتاح الصلاة الطهور ، و تحريمها التكبير ، و تحليلها التسليم " .



فــي صفة تكبيرة الإحرام



و صفة النطق بها : أن تقول : " الله أكبر " بفتح الهمزة فتحة لا مد فيها ، وتسكين اللام الأولى و تشديد اللام الثانية تشديدا طابقا بالحنك و يمد النطق بها ، و قيل : لا يمد ، فإن مد منفى الحال ينتقل إلى الهاء بضمة مشمومة ولا يطول ضمة الهاء لئلا يتولد من ذلك واو ، و يفتح الألف من " أكبر " بلا مـد ، و يسكـن الكاف و يفتح الباء بلا مد ، و يبين الراء تبيينا يكاد يتوهم السامع مع أنه نطق براءين .


 


فـــي الأحكام المتعلقة بتكبيرة الإحرام



الأحكام المتعلقة بتكبيرة الإحرام على وجوه : بعضها خاص بلفظ التكبير ، و بعضها خاص بحال المكبر .



فأما الوجوه الخاصة باللفظ :.


1 – أن تكبيرة الإحرام تكون بالجهر ، فإن كان المكبر إماما جهر حتى يسمعه من خلفه ، و إن كان مأموما أو


منفردا أسمع أذنيه أو من كان حوله من الناس .


و سواء في ذلك الرجل و المرأة غير أن المرأة إنما تسمع أذنيها لا غير لأنها مأمورة بخفض الصوت .



2 – إن عطس المصلي في تكبيرة الإحرام فإنه يتم التكبير و ليس عليه أن يستأنفه .



و أما الوجوه الخاصة بأحوال المكبر :.


1 – أن من نسي تكبيرة الإحرام ثم ذكرها و هو راكع أو ساجد أو بعد ذلك أعاد الصلاة بالإقامة و التوجيه لأنها


فريضة لا تتم الصلاة إلا بها .



2 – إن شك في تكبيرة الإحرام : هل كبرها أو لا ؟


فإن كان شكه قبل أن يدخل في الاستعاذة أعاد إحرامه ليكون من أمره على يقين .


و إن عارضه الشك بعد أن دخل في القراءة مضى على صلاتـه لأن القـراءة حـد ، و تكبيـرة الإحـرام


حـد ، فإذا جاوز الحد إلى حد غيره ثم شك في ذلك الحـد أو في شيء منه فليس له أن يرجـع إليه على


الشك .



3 – إن ترك تكبيرة الإحرام جهلا فكان يصلي و لا يكبر ولا يقرأ فعليه مع التوبة البدل .



فـــي محــل الاستعاذة



محل الاستعاذة بعد تكبيرة الإحرام و بعد قراءة سورة الفاتحة و في الركعة الأولى فقط من الصلاة .



فـــي صفة الاستعاذة



أن صفة الاستعاذة أن تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .



فـــي تفسير الاستعاذة



معنى " أعوذ بالله " أعتصم به ، و هو دعـاء في صورة الخبـر ، و التقديـر : " اللهـم أعذني " كقولك " أستغفر الله " أي " اللهم اغفر لي " .



و فيه الاعتراف بعجز النفس و بقدرة الرب ، و هذا يدل على أنه لا وسيله إلى القرب من حضرة الله إلا بالعجز و الانكسار .



و فيه الاعتراف بعداوة إبليس و كل شيطان ، و المراد بالشيطان كل شيطان ، و المراد بالرجيم المرمى بسهم اللعن والشقاوة .


 


فـــي قراءة فاتحة الكتاب



قراءة فاتحة الكتاب عندنا واجبة لا تصح الصلاة إلا بها إذا كان المصلي إماما أو منفردا إتفاقا ن فمن ترك منها متعمدا فعليه النقض ، ففي حديث أبي هريرة في الرجل الذي صلى و ترك التسمية في الحمد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا رجل قطعت على نفسك الصلاة أما علمت أن بسم الله الرحمن الرحيم من الحمد من تركها فقد ترك آية منها ، و من ترك آية منها فقد قطع صلاته فإنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب فمن ترك آية منها بطلت صلاته " .



و أيضا فعنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب " .



فـــي قراءة السورة بعد الفاتحة في الصلاة



و ذلك في صلاة الفجر و الركعتين الأوليين من المغرب و العشاء و صلاة الجمعة وقت إقامتها ، فأما صلاة الظهر و العصر و الركعة الأخيرة من المغرب و الركعتان الأخريان من العشاء فلا يقرأ فيهن إلا بفاتحة الكتاب مطلقا .



وفي قـراءة السـورة إما أن يبتـدئ المصلي بالقراءة من أول السـورة ، و إما أن يقرأ من وسطهـا أو آخرهـا ، فإن لم يبتدئ بالسورة من أولها فلا يؤمر بالتسمية ، و إنما يؤمر بتركها عندهم ، و إن ابتدأ بها من أولها أمر بالتسمية فإن تركها ناسيا فلا شئ عليه اتفاقا ، و إن تركها عامدا فقيل : يعيد ، و قيل : لا إعادة .


 


فـــي حــد الركوع و صفتـــه



و في الشرع : أن ينحني و يضع يديه على ركبتيه و يسوي ظهره معتدلا و يستقيم عند الرفع منه حتى يرجع كل عضو منه إلى مفصله لما روى أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا ركع وضع يديه على ركبتيـه و سوى ظهره معتدلا ، و إذا رفع رأسه من الركوع استقام حتى يرجع كل عضو منه إلى مفصله ، و إذا ركع قال : " الله أكبر " ، و قيل هذا أكمل الركوع .



و نظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع و السجود فلما قضى صلاته قال صلى الله عليه و سلم : يا معشر المسلمين ، لا صلاة لامرئ لا يقيم صلبه في الركوع و السجود .



فـــي ما يقــال فـــي الركــــوع



و إذا استوى المصلي في ركوعه قال : " سبحان ربي العظيم " ثلاثا ، لما روي عن إبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم لما نزل عليه : ( فسبح باسم ربك العظيم ) قال : " اجعلوها في ركوعكم "



فـــي ما يقوله المصلي عند الرفع من الركوع



إن كان المصلي منفردا أو إماما قال عند الرفع من الركوع : " سمع الله لمن حمده " فإذا استوى قائما قـال : " ربنا ولك الحمد " لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه إذا رفع رأسه من الركوع قال : " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " .



ويمكن أن يزيد على ذلك من أجل زيادة الخير ، روي عن جابر بن زيد رضي الله عنه قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بأصحابه ذات يوم فلما فرغ قال : من المتكلم آنفا و هو يقول :"ربنا و لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه " قال رجل منهم : أنا يا رسول الله ، قال : لقد رأيت بضعا و ثلاثين ملكا يبتدون أيهم يكتبها أولا .


 


فـــي السجـــــــــود


السجود في الشـرع أن يهـوي إلـى السجـود قصـدا فيضـع جبهتـه و أنفـه إلى الأرض مع الكفيـن و الركبتيـن و أصابع القدمين .


 


فـــي حكـــم السجــــود


السجـود فرض ثبـت من كتـاب الله تعالى بإجمـاع الأمـة قـال تعالى : ( يا أيهـا الذيـن آمنـوا اركعوا و اسجدوا ) .



و يجب تكرار السجود في كل ركعة مرتين بينهما قعدة مقدار ما يرجع كل مفصل إلى موضعة لأن ذلك هو المأخوذ من السنة . ففي الحديث لقوله صلى الله عليه و سلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد " .


اقرا ايضا :صلاة السفر


فـــي ما يقــال فـــي السجـــود


في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما نزل عليه قوله تعالى : ( سبح اسم الأعلى ) قال : اجعلوها في سجودكم .



و جاء أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول في سجوده : "سبحان ربي الأعلى " ثلاثا .


 


فـــي صفـــة السجـــود


السجود هو أن يسجد على سبعة أعضاء مستويا ظهره لما روى من طريق العباس بن عبد المطلب أن النبـي صلى الله عليــه و سلـم قـال : " إذا سجــد العبـد سجـدت معـه سبعـة آراب و هي الجبهـة و الكفـان و الركبتان و القدمان " .



و عنه صلى الله عليه و سلم : " أمرت أن أسجد على سبعة آراب ولا أكف شعرا ولا ثوبا " .


 



فـــي القعـــود للتحيـــات


القعود فرض في التحيات الأولى و الآخرة لقوله تعالى : ( الذيـن يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم ) و لأن التشهد في الصلاة فرض كما سيأتي .



و إذا ثبت و جوبه ثبت وجوب القعود لأن كل من أوجب به القعود .


 


فــــي صفــة القعــود فـــي الصـــلاة

صفة القعود في الصلاة أن يقعد الرجل مستويا ، مفترشا رجله اليسرى ، ناصبا قدم رجله اليمنى ، جاعلا رجله اليمنى في حال انتصابها في أخمص رجله اليسرى ، و يجعل كفه اليمنى على ركبته اليمنى و كفه اليسرى على ركبته اليسرى .



فـــي حكـــم التحيـــات


التحيات تسمى أيضا التشهد ، و سمي بذلك لما اشتمـل عليه من الشهـادة لله سبحانـه و تعالى بالتوحيـد ، و الشهادة للنبي صلى الله عليه و سلم بالرسالة ، من باب تسمية الشيء بأشرف ما اشتمل عليه .



التشهـــد الأول



التحيات لله و الصلوات و الطيبات ، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته ، السلام علينا و على عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .



اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم ، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .



بعـــد التشهـــد و قبـــل الســـلام



1 - اللهـم إني أعوذ بك من عذاب جهنـم و أعـوذ بك من عذاب القبر و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال

و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم و المغرم .



2 - اللهـم إني أسألك الجنـة و أعـوذ بك من النـار .



3 - اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب إلا أنت فأغفـر لي مغفـرة من عندك و ارحمني إنك


أنت الغفـور الرحيـم .



4 - اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أسررت و ما أعلنت و ما أسرفت و ما أنت أعلم به مني ، أنت


المقـدم و أنت المؤخـر لا إله إلا أنـت .



فــــي صفـــة التسليــم من الصـــلاة



صفة التسليم من الصلاة أنه يسلم تسليمة واحدة يفصح بها عن يمينه و شماله فيقول : " السلام عليكم " بالتعريف لورود الحديث بذلك .



بعـــد الســــلام من الصــــلاة



1 - آيــة الكرســي .



2 - الفلــق و النــاس .



3 - سبحان الله ( 33 مرة ) ، الحمد لله ( 33 مرة ) ، الله أكبر ( 33 مرة ) و في بعض الروايـات أربعـا


و ثلاثيـن مرة لا إله إلا الله وحـده لا شريـك له ، له الملك و له الحمـد و هو على كل شئ قديـر .



4 - أستغفر الله العظيم و أتوب إليه ( ثلاث مرات ) اللهم أنت السلام و منك السـلام تباركـت يا ذا الجـلال


و الإكـرام .



5 - لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير ، اللهم إنـه لا مانـع لما


أعطيت و لا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت ولا ينفع الجد منك الجد .



6 - اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أسررت و ما أعلنت و ما أسرفت و ما أنت أعلم به مني ، أنت


المقدم و أنت المؤخر لا إله إلا أنت .


 


7 - لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله


ولا نعبد إلا إياه له المن و له النعمة و له الفضل و له الثناء الحسن لا إله إلا هو مخلصيـن له الديـن


و لو كره الكافرون .



8 - اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ( ثلاث مرات ) .



9 - رب قني عذابك يوم تبعث عبادك .



10- اللهم إني أعوذ بك من الجبن و أعوذ بك من أن أراد إلى أرذل العمر و أعوذ بك من فتنة الدنيا و أعوذ


بك من عذاب القبـر .



11- اللهم إني أعوذ بك من الكفر و الفقر و عذاب القبر .



12- اللهم بك أحاول و بك أقاتل و بك أصاول .



13- اللهم أجرني من النار ( سبع مرات ) بعد الفجر و المغرب .



14- اللهم إني أسألك علما نافعا و عملا متقبلا و رزقا طيبا ( بعد الفجر ) .


15- فاتحــة الكتــاب .



16- سبحـان الملك القـدوس ( بعد الوتــر ) .



عقوبــة المتهـــاون فــي الصـــلاة



قال سبحانه و تعالى : ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون )



قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ويل : واد في جهنم تستغيث جهنم من حره ، وهو مسكن من يؤخر الصلاة عن وقتها " .



وقد علمت قوله عليه السلام : " ما بين العبد و الكفر " ، وفي رواية : " و الشرك إلا ترك الصلاة " .



و عنه عليه السلام : " من تهاون بالصلاة عاقبه الله بخمس عشـرة عقوبـة ، ستـة منهـا في الدنيـا ، و ثلاثة منها عند الموت ، و ثلاثة في القبر ، و ثلاثة عند خروجه من القبر .


 


فأما الستة التي تصيبه في الدنيا :.



فالأولــى : ينزع الله البركة من عمره .


و الثانيـة : يمسح الله سيما الصالحين من وجهه .


و الثالثـة : كل عمل لا يأجره الله سبحانه و تعالى عليه .


و الرابعـة : لا يرفع الله عز وجل له دعاء إلى السماء .


و الخامسة : تمقته الخلائق في دار الدنيا .


و السادسة : ليس له حظ في دعاء الصالحين .


 


و أما الثلاثة التي تصيبه عند الموت :.



فالأولـى : أنه يموت ذليلا .


و الثانيـة : أنه يموت جائعا .


و الثالثـة : أنه يموت عطشانا و لو سقي مياه بحار الدنيا ما روي من عطشه .


 


و أما الثلاثة التي تصيبه في قبره :.



فالأولـى : يضيق الله عليه قبره و يعصره حتى تختلف أضلاعه .


و الثانيـة : يوقد عليه في قبره نار يتقلب في جمرها ليلا و نهارا .


و الثالثـة : يسلط الله عليه ثعبانا يسمى الشجاع الأقرع عيناه من نار ، و اظفاره من حديد ، طول كل ظفر مسيرة يوم ، فيقول له : أنا الشجـاع الأقـرع ، و صوتـه مثل الرعـد القاصف ، و يقول له


أمرني ربي أن أضربك على تضييع صلاة الصبح من الصبح إلى الظهر ، و أضربك على تضييع


صلاة الظهر من الظهر إلى العصر ، و أضربك على تضييع صلاة العصر من العصر إلى المغرب


و أضربك على تضييع صلاة المغرب من المغرب إلى العشاء ، و أضربـك على تضييع صـلاة العشاء من العشاء إلى الصبح : و كلما ضربه ضربة يغوص في الأرض سبعين ذراعا فيدخل أظفاره تحت الأرض و يخرجه ، فلا يبرح تحت الضرب إلى يوم القيامة ، فنعوذ بالله من عذاب القبـر .


 


و أما الثلاثة التي تصيبه يوم القيامة :.



فالأولـى : يسلط الله عليه من يسحبه إلى نار جهنم على حر وجهه .


و الثانيـة : ينظر الله تعالى إليه بعين الغضب وقت الحساب ، فيقع لحم وجهه .


و الثالثـة : يحاسبه الله عز وجل حسابا شديدا ما عليه من مزيد سرمدا طويلا ، و يأمر الله عـز وجـل به إلى النار و بئس القرار .



و عنه صلى الله عليه و سلم : " الصلاة ميزانك و منتهى كيلك ، فإذا وفيت نجيت ، و إذا نقصت عذبت " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

انتباه! تم الكشف عن مانع الإعلانات!

يرجى تعطيل برنامج حظر الإعلانات أو وضع القائمة البيضاء لموقعنا على الويب.

تحديث طريقة الإيقاف

انتباه! تم الكشف عن مانع الإعلانات!

يرجى تعطيل برنامج حظر الإعلانات أو وضع القائمة البيضاء لموقعنا على الويب.

تحديث طريقة الإيقاف