فضل المساجد: حقوقها ومنافعها - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الأربعاء، 21 أبريل 2021

فضل المساجد: حقوقها ومنافعها

 فضل المساجد: حقوقها ومنافعها



تقديم


فضيلة الشيخ محمد أبو الحسن شحاتة


أستاذ التفسير بمعهد القضاء الشرعي :


بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد رسول الله وخيرته من خلقه ، خاتم النبيين ، وأشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


وبعد ،،،

      


فقد تكلم في هذا الحديث عن فضل المساجد وحقوقها ومنافعها ، فهي بيوت الله التي أمر أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وهي نجوم الأرض ورياض الجنة ، وقد استعرض الأحاديث الكثيرة التي وردت في فضلها وفي ضرورة العناية بعمارتها وأداء العبادة فيها وهو المعنى المقصود في كتاب الله لأنه المعنى الأسمى والمراد . وإلا فما فائدة العمارة المادية إذا هجرت دور العبادة وقل إقبال العباد والنساك والركع السجود.



ثم تكلم عن وجوب صيانة المساجد وحفظها من الروائح الكريهة أو الكلام فيها وإنشاد الضالة ، وطالب في نهاية كلمته ألا توضع قيود على دخول المساجد فيجب أن تفتح للجميع من شيخ أو شاب أو صبي ، وبين نظرة الأسلاف الصائبة إليها حيث جعلوها مجمع خلاصة كل حي في صلاة الجماعة والجمعة ومؤتمرا عاما يتخذون فيها أهم قراراتهم في كل ما يتصل بشؤون حياتهم . فأقبل أخي على هذا الكتيب لما فيه من معان تأخذ نفسك عليها وتستعيد معانيها وتتدبرها لعل الله سبحانه ينفع بها ويمكنك من أن تدعو أهلك وغيرهم إليها ليعم نفعها هذا ...... وبالله التوفيق.


محمد الحسن شحاتة


 


 


فضل المساجد وحقوقها ومنافعها


 

بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله الذي جعل المساجد بيوته في الأرض ، يتردد إليها عباده المؤمنون ، لإقامة السنن والفرض ، والصلاة والسلام على نبينا محمد - r - وعلى آله وصحبه وجميع المسلمين إلى يوم العرض .


أما بعد :


فإني أقدم إلى المسلمين الكرام ، موجزا من الكلام في فضل المساجد وحقوقها ومنافعها ، وأجر المترددين عليها للعبادة .


اعلموا أن المساجد هي بيوت الله ، وكفى بإضافتها إليه تعالى شرفا لها وتكريما ، لأن المضاف يتشرف بإضافته للعظيم ، وناهيك بما قاله الله تعالى عنها : (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار)) ( النور : 36 – 37 )


 


 وذكر بعض المفسرين أنها هي المراد في قوله تعالى : (( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )) ( الجن : 18 ) وقد ورد فيها أنها نجوم الأرض ، وأنها رياض الجنة ، وأفضلها على الإطلاق المسجد الحرام ، لأنه أول بيت وضع للناس ، ثم المسجد النبوي ، ثم المسجد الأقصى ثم سائر المساجد ، والدليل عل ذلك ما روي عن جابر بن عبدالله أن النبي - r - قال : " الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة " .


 


ومما يدل على فضل المساجد ، أنه يسن لمن أراد دخول المسجد أن يقدم رجله اليمنى عند الدخول قائلا : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اللهم صلّ على محمد ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك " ، وإذا أراد الخروج منه قدم رجله اليسرى وقال : " اللهم صلّ على محمد ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك " ، ويسن للداخل فيه – إذا أراد الجلوس – أن يصلي ركعتين ، لما رواه الجماعة عن أبي قتادة أن النبي - - r  قال : " إذا جاء أحدكم المسجد فعليه أن يصلي سجدتين قبل أن يجلس " ، وأراد بالسجدتين الركعتين .


 


وقد وردت في فضل المساجد ، وفي فضل المتردد إليها أخبار كثيرة لا يتسع المقام لذكرها كلها ، فمن ذلك الحديث المشهور عن النبي - r - في ذكر السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ، وأن أحدهم رجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، وروى الإمام أحمد وابن ماجه وابن خزيمة والترمذي وحسنه الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري أن النبي -r  - قال : " إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان " ، قال الله عزوجل : (( إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر )) ( التوبة : 18 )  .


 


وروى الإمام أحمد أيضا والشيخان عن أبي هريرة أن النبي-r- قال : " من غدا إلى المسجد أراد الصلاة أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا " .


وكذلك وردت أحاديث مشهورة في فضل بنائها وثواب من بناها ، ومن ذلك ما روي أن النبي - r - قال : " من بنى لله مسجدا يبتغي وجه الله ، بنى الله له بيتا في الجنة " ( متفق عليه )     


 


واعلموا أن صيانة المساجد واجبة ، لأنها بيوت الله ، فيجب صيانتها وحفظها من الروائح الكريهة . فعند مسلم أن رسول الله -r- قال : " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن " ، وفي الحديث عن جابر أن النبي -r - قال : " من أكل الثوم أو البصل أو الكرات لا يقرب مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " .ولحرمة المساجد قد نهي عن الكلام فيها بما لا يعني من أمور الدنيا ، حتى روي أن الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، وقد نهي عن إنشاد الضالة وعن البيع والشراء فيها . فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - r - : " من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا " ( رواه مسلم ) .


 


وعن النبي - r - قال : " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا له : لا أربح الله تجارتك " ( رواه النسائي والترمذي وحسنه ) . وعن عبدالله بن عمر قال : نهى رسول الله - r - عن الشراء والبيع في المسجد ، وأن تنشد فيه الأشعار وأن تنشد فيه الضالة " ، والشعر المنهي عنه في المسجد هو ما أشتمل على هجر مسلم أو مدح مجرم ، أما ما كان وعظا أو مدحا أو حكمة أو دعوة للإسلام أو حثا على بر فإنه لا بأس به .


 


وإن المسجد - كما قال بعضهم - : جامعة شعبية تسع المتعبدين في رحابها ، في الليل والنهار ، في الصيف والشتاء ، لا ترد طالبا شيخا كان أو صبيا ، ولا تشترط رسوما ولا تأمينا ، ولا تضع قيودا ولا عراقيل . أي جامعة كهذه تعلم قواعد العقائد والمعاملات ، ومكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ، تعقد للعلم فيها حلقات ، وتغشاها الرحمة وتعمها السكينة وتحفها الملائكة ، وأي مجمع كالمسجد يجمع خلاصة الحي في كل صلاة جماعة وفي كل جمعة ، لقد عرف أسلافنا قيمة المسجد بوصفه مؤتمرا عاما ، فكانوا يعقدون فيه عقود زواجهم ، للحديث الشريف : " أعلنوا هذا النكاح واجعلوها في المساجد واضربوا عليها بالدف " .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *